الهند تسعى لحشد دعم دولي لمواقفها ضد باكستان
ـــــــــــــــــــــــ
وزير الداخلية الهندي يؤكد ضرورة محاربة الأصولية ويقول إن المعركة ستكون لتحقيق نصر حاسم على الإرهاب
ـــــــــــــــــــــــ
باكستان تدعو الهند إلى سحب قواتها من على الحدود حتى تتمكن إسلام آباد من سحب التعزيزات التي أرسلتها في الآونة الأخيرة
ـــــــــــــــــــــــ
جنرال باكستاني يؤكد أن حجم ونوعية القوات التي حشدتها الهند على الحدود تشير إلى رغبتها في تدعيم قدراتها على شن هجوم عسكري
ـــــــــــــــــــــــ
وجهت الهند نداء اليوم للحصول على دعم دولي في حربها ضد ما أسمته الإرهاب. وفي هذا السياق أعلنت نيودلهي أنها ستسمح لطائرة الرئيس الباكستاني برويز مشرف بالطيران في الأجواء الهندية لحضور مؤتمر زعماء جنوبي آسيا في نيبال الأسبوع القادم. ومن جهتها حثت باكستان الهند اليوم على سحب قواتها من على الحدود حتى تتمكن إسلام آباد من سحب تعزيزاتها.
فعلى الجانب الهندي دعا وزير الداخلية لال كريشنا أدفاني إلى محاربة ما أسماه الأصولية مشيرا إلى أن المعركة ضد الإرهاب لا تنته ببن لادن. وأضاف في تصريحات أن "المعركة هذه المرة لن تكون ضد أي بلد وإنما ستكون من أجل تحقيق نصر حاسم على الإرهاب". وأوضح الوزير الهندي أن بلاده سترحب بالحصول على تأييد دولي. إلا أنه أكد أن عدم الحصول على هذا الدعم لن يشكل مصدر قلق للهند.
وفي هذا السياق أعلنت الهند أنها ستسمح لطائرة الرئيس الباكستاني برويز مشرف بالطيران في الأجواء الهندية لحضور مؤتمر زعماء جنوبي آسيا في نيبال الأسبوع القادم. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية نيروباما راو للصحفيين أنه لن يكون هناك مشكلة في منح الإذن للطائرة التي تقل الرئيس برويز مشرف ووفده بالطيران فوق الأراضي الهندية.
وثارت شكوك بشأن مشاركة مشرف في اجتماع رابطة دول جنوبي آسيا للتعاون الإقليمي في كتماندو بعد أن قررت نيودلهي منع رحلات الخطوط الجوية الباكستانية من الطيران في الأجواء الهندية بدءا من أول يناير/ كانون الثاني في إطار عقوبات ضد إسلام آباد.
الموقف الباكستاني
من جهتها حثت باكستان الهند على سحب قواتها من على الحدود حتى تتمكن إسلام آباد من سحب التعزيزات التي أرسلتها في الآونة الأخيرة. واقترحت إسلام آباد مجددا عقد محادثات بين البلدين لتهدئة المخاوف من اندلاع حرب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عزيز أحمد خان في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية إنه يجب سحب قوات الهند إلى المواقع التي كانت عليها في وقت السلم تفاديا لمزيد من التوتر. وجدد عزيز اقتراح بلاده ببدء مفاوضات وإجراء تحقيق مشترك في الهجوم الذي استهدف البرلمان الهندي. وأضاف أن إسلام آباد طلبت من الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي المساعدة على تهدئة الموقف.
من جهته اعتبر المتحدث العسكري باسم الحكومة الباكستانية أن الهند ستجد صعوبة في التراجع عن موقفها الحالي بعد نشر قواتها بكثافة على الحدود الباكستانية. وقال الجنرال رشيد قريشي في مؤتمر صحفي في إسلام آباد إن هذه الحشود خلقت قوة دفع للتوتر. واعتبر أن نيودلهي وضعت نفسها في زاوية يصعب الخروج منها. وردا على سؤال عن إمكانية اندلاع حرب بين البلدين أوضح الجنرال الباكستاني أن حشودا عسكرية تزيد عن المعقول على الحدود أو خط الهدنة تعتبر تهديدا عسكريا.
واعتبر قريشي أن حجم ونوعية القوات التي حشدتها الهند على الحدود تشير إلى رغبتها في تدعيم قدراتها على شن هجوم عسكري مؤكدا أن ضمن هذه الحشود صواريخ.
تطورات ميدانية
وكانت القوات الهندية والباكستانية قد تبادلتا القصف المدفعي الليلة الماضية في ولاية كشمير المتنازع عليها, وأمر الجيش الهندي بإخلاء أكثر من أربعين قرية حدودية مما زاد المخاوف من نشوب حرب بين الجانبين. وقد نشرت الهند وحدات من قواتها على الحدود مع باكستان في ولاية البنجاب, وعززت القوات الباكستانية الإجراءات الأمنية في مرفأ كراتشي.
ويقوم كل من الجانبين بإرسال قوات ومعدات تشمل دبابات وطائرات مقاتلة ومدفعية لتعزيز حدودها في أكبر حشود عسكرية منذ 15 عاما. ويفر سكان قرى أصابهم الذعر من مناطق الجبهة الأمامية.
اتصالات أميركية
على الصعيد الدبلوماسي قام وزير الخارجية الأميركي كولن باول بجهود دبلوماسية مكثفة عبر اتصالات هاتفية مع المسؤولين في الهند وباكستان لمنع تحول التراشق بالتصريحات والعقوبات المتبادلة والتحركات العسكرية إلى حرب شاملة بين البلدين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب ريكر للصحفيين "الرسالة واحدة للدولتين. وهي الحث على تقليل التوتر بين الهند وباكستان".
وتحدث باول بالفعل منذ يوم الجمعة الماضي مع الرئيس برويز مشرف أربع مرات على الأقل ومع وزير الخارجية الباكستاني مرتين على الأقل، كما اتصل بوزير الخارجية البريطاني جاك سترو ووزير الخارجية الهندي جاسوانت سينغ ثلاث مرات على الأقل.