40 ضحية للقصف الأميركي على بكتيا شرقي أفغانستان



undefinedـــــــــــــــــــــــ
متحدث باسم وزارة الدفاع يزعم أن بن لادن ورجاله يعيشون تحت حماية فضل الرحمن زعيم جمعية علماء الإسلام في باكستان وباكستان تنفي
ـــــــــــــــــــــــ
شهود عيان يؤكدون أن القصف الأميركي استهدف مدنيين في منطقة بكتيا الخالية من أي وجود لعناصر القاعدة أو طالبان
ـــــــــــــــــــــــ
اجتماع دولي في لندن غدا لترتيب التفاصيل النهائية للقوة الدولية قبل نشرها في أفغانستان
ـــــــــــــــــــــــ

ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الأميركي لإقليم بكتيا شرقي أفغانستان إلى 40 شخصا معظمهم من الأطفال والنساء، وفي حين أكد وزير الداخلية الأفغاني أن الغارات الأميركية قضت على عناصر تنظيم القاعدة لكن القيادة نجت من القصف، اعتبر متحدث باسم وزير الدفاع أن بن لادن موجود في باكستان تحت حماية جماعات إسلامية.

فقد أكدت مصادر على حدود باكستان أن ما لا يقل عن 40 شخصا قتلوا حين قصفت طائرات أميركية إقليم بكتيا شرقي أفغانستان. ونقلت عن شهود عيان قولهم إن الهجوم "حدث والناس نيام"، وأدى أيضا إلى جرح 60 شخصا وتدمير 25 منزلا.

وقالت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية التي تتخذ من باكستان مقرا لها إن خمسة منازل على الأقل دمرت أثناء القصف الذي حدث الليلة الماضية من بينها منزل مولوي طه أحد قادة حركة طالبان، الذي لم يكن موجودا بالمنزل وقت القصف.

ونقلت الوكالة عن الشهود قولهم إن القصف كان شديدا للغاية لدرجة تعذر معها التعرف على هوية القتلى. وقال سكان قرية في المنطقة إنهم لا يعرفون سببا لتعرضهم للقصف الأميركي، "بن لادن ليس في هذه المنطقة ولا يوجد بها أحد من أعضاء تنظيم القاعدة ولا أي أجنبي آخر".


undefinedالضحايا المدنيون

وجاءت أنباء الهجوم بعد أسبوع من قصف الطائرات الأميركية لقافلة كانت متجهة إلى كابل لتهنئة حكومة حامد كرزاي بتسلم السلطة بينما تصر واشنطن على أن القافلة كانت تضم زعماء من القاعدة ومن طالبان.

وقال موفد الجزيرة في كابل إن وزير الخارجية الأفغاني عبد الله عبد الله رفض التعليق على سؤال عن حادث قصف القافلة الذي وقع قبيل تسلم الحكومة الأفغانية الانتقالية مقاليد السلطة في البلاد، وأشار الموفد إلى ازدياد حالات التذمر من الوجود الأميركي في البلاد، وارتفاع الأصوات المتسائلة عن مهمة القوات الأميركية وحجمها ومدة بقائها في البلاد.

إعلان

واعتبر وزير الداخلية الأفغاني يونس قانوني أن الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على أفغانستان أدت إلى القضاء على عناصر شبكة بن لادن لكن قيادة تنظيم القاعدة نجت من القصف. وقال "القاعدة فقدت قاعدتها لكن قيادتها سلمت. القاعدة شبكة شديدة الخطورة". وأضاف أن القضاء على القاعدة يتطلب مواصلة الحملة التي يخوضها التحالف المناهض "للإرهاب".


undefinedمكان بن لادن

في غضون ذلك قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية أن أسامة بن لادن مختبئ في باكستان تحت حماية أنصار زعيم إسلامي ساعد في إقامة نظام طالبان. وقال المتحدث محمد هابيل "أسامة نفسه تحت حماية مولانا فضل الرحمن في باكستان لكننا لا نعلم يقينا في أي جزء من البلاد".

وأضاف أن بن لادن وبعض رجاله يعيشون في مناطق تخضع لنفوذ وسيطرة أنصار فضل الرحمن وهو زعيم جمعية علماء الإسلام ومحتجز رهن الإقامة الجبرية في منزله،"بن لادن لم يعد موجودا في أفغانستان، وقد انهار هذا الاحتمال تماما".

وأشار هابيل إلى وجود بعض رجال زعيم القاعدة اختبؤوا في أفغانستان، ولكن مقاومتهم انتهت بعد أن فرت آخر قوات له إلى مناطق على الحدود بين أفغانستان وباكستان.

ولم يمض وقت طويل على هذه التصريحات حتى نفتها باكستان رسميا، فقد صرح مسؤول كبير بالحكومة "بأن هذه المعلومات غير ذات قيمة، ليس لدينا أي معلومات بهذا الشأن"، وأضاف: "هذا النبأ لايساوي شيئا"

ومن جهة أخرى نفى حزب جماعة علماء الإسلام الباكستاني إيواءه أو حمايته بن لادن على الأراضي الباكستانية، وقال الأمين العام للحزب عبد الغفور حيدري "هذا كذب … إنها مؤامرة تخدم مصالح الهند لتشويه صورة باكستان".


undefinedنقل المعتقلين

من جهة أخرى نقلت شبكة التلفزة الأميركية (NBC) عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة تفكر في نقل بعض المعتقلين لديها من طالبان أو تنظيم القاعدة إلى قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا.

وأوضحت أنه يجري حاليا التحضير لفتح معسكر للمعتقلين في خليج غوانتانامو جنوبي شرقي الجزيرة وقد ينجز المشروع في أواسط يناير/ كانون الثاني المقبل، وسيخصص هذا المعسكر لإيواء أهم المعتقلين لدى الجيش الأميركي, وقد يستضيف أيضا محاكم عسكرية يرغب الرئيس الأميركي جورج بوش في أن تقوم بمحاكمة هؤلاء المعتقلين.

إعلان

يشار إلى أن قسما من طالبان وأعضاء القاعدة الذين وقعوا في الأسر في أفغانستان يعتقلون حاليا على متن السفينة الحربية الأميركية (يو إس إس بيليليو) في بحر عمان وكذلك في قاعدة للمارينز بمطار قندهار الدولي جنوبي أفغانستان.

القوة الدولية
على صعيد آخر ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن تركيبة القوة الدولية للمساعدة الأمنية في أفغانستان التي سيقودها الجنرال البريطاني جون مكول ستعلن مساء الجمعة أو صباح السبت.

وقال الناطق باسم الوزارة "إنهم حاليا في فترة من الاجتماعات التطبيقية الرامية إلى ترتيب التفاصيل النهائية" بخصوص القوة الدولية.

وأشار إلى أن مسؤولين عسكريين في دول أعربت عن تمنيها المشاركة في هذه القوة سيجتمعون في لندن غدا الجمعة لهذا الغرض وأضاف أنه ليس مخولا الإفصاح عن الدول المعنية. لافتا إلى مشاركة "العناصر الفاعلة الرئيسية كافة" التي حضرت أول اجتماعين كانا عقدا في العاصمة البريطانية قبل عطلة أعياد الميلاد.

الشريعة الإسلامية
وفي غضون ذلك قال وزير العدل الأفغاني عبد الرحيم كريمي إن القضاء في أفغانستان مستمر في تطبيق الشريعة الإسلامية ولكن "بتبصر" آخذا في الاعتبار المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية. مشيرا إلى أن أفغانستان اعتمدت في السنوات الخمس الماضية من حكم طالبان تطبيقا "متشددا للشريعة بما في ذلك إقامة الحد وإنزال القصاص والرجم والجلد".

وأضاف الوزير الأفغاني في الحكومة الانتقالية "كانت طالبان تقطع يد السارق لكن الإسلام لا يقول هذا، إذ كيف تقطع يد من يسرق لأنه لا يجد ما يأكل.. يجب أولا أن توفر له الغذاء والعيش الكريم قبل أن تحاكمه".

ولكن يبدو أن الأمر لايزال مثار خلاف بين المسؤولين، إذ كان أحد كبار القضاة الأفغان أعلن قبل فترة أن عمليات الجلد والرجم وإقامة الحد ستستمر في البلاد. وقال القاضي عبد الله ظريف إنه ستكون هناك بعض التغييرات "فطالبان مثلا كانوا يعلقون جثث المشنوقين أربعة أيام في الساحات، أما الآن فلن تعرض هذه الجثث أكثر من وقت قصير.. لنقل ربع ساعة". وأضاف أن رجم الزاني والزانية سيستمر "لكننا سنستخدم حجارة أصغر حجما".

إعلان

وأشار الوزير كريمي وهو رجل قانون إلى أن "الشعب الأفغاني لن يقبل أن نبتعد عن الشريعة وإذا ما فعلنا فإننا نمهد الطريق حتما لعودة الإرهابيين".

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان