إسرائيل تخفف القيود على تنقل الفلسطينيين بغزة
ـــــــــــــــــــــــ
الفلسطينيون والإسرائيليون يتفقون على فتح معبر رفح الحدودي والسماح للفلسطينيين بإصلاح الأضرار في مطار غزة الدولي وتخفيف القيود على دخول العمال والتجار إلى إسرائيل
ـــــــــــــــــــــــ
غيسين: رغم الاتفاق على إعادة فتح مطار غزة فإنه لن يسمح لعرفات بالسفر قبل اعتقال قتلة وزير السياحة
ـــــــــــــــــــــــ
جنود إسرائيليون يطلقون النار في الهواء لمنع 40 متظاهرا أجنبيا من دخول الأراضي الفلسطينية من دون الحصول على إذن
ـــــــــــــــــــــــ
خففت إسرائيل بعض القيود المفروضة على تنقل الفلسطينيين في قطاع غزة، غير أن جنود الاحتلال تدعمهم الدبابات والمروحيات قتلوا فلسطينيا بالضفة الغربية في معركة استمرت ساعات في أراض خاضعة للسلطة الفلسطينية.
وقد اتفق مسؤولو أمن فلسطينيون وإسرائيليون في اجتماع -هو الأول منذ أسبوع- عقد أمس الأربعاء عند نقطة في معبر بيت حانون (إيريز) الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة على فتح معبر رفح الحدودي مع مصر والسماح للفلسطينيين بإصلاح الأضرار التي لحقت بمطار غزة الدولي بفعل القصف الإسرائيلي.
وقال مدير الأمن العام الفلسطيني اللواء عبد الرازق المجايدة إن الجانبين اتفقا على إصلاح مطار غزة الدولي، وأضاف أن إسرائيل وافقت أيضا على مد ساعات العمل بمعبر رفح وعلى تخفيف القيود على دخول العمال والتجار إلى إسرائيل.
وكانت إسرائيل قد سمحت أمس لأكثر من ثلاثة آلاف عامل فلسطيني من قطاع غزة بالتوجه إلى أماكن أعمالهم في المنطقة الصناعية القريبة من معبر بيت حانون شمالي القطاع. كما سمحت لأكثر من ألف عامل بالتوجه إلى أعمالهم داخل الخط الأخضر، ولعدد من رجال الأعمال الفلسطينيين في قطاع غزة بالتوجه إلى الضفة الغربية.
غير أن الاجتماع الأمني لم يسفر عن تخفيف القيود المفروضة على تنقل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المحاصر في مدينة رام الله. وقال رعنان غيسين المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون إنه رغم الاتفاق على إعادة فتح مطار غزة فإنه لن يسمح لعرفات بالسفر إلا إذا اعتقلت الشرطة الفلسطينية المسؤولين عن قتل وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي.
وقد منعت إسرائيل عرفات من التوجه إلى بيت لحم للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد للسبب نفسه، وهو التصرف الذي لقي انتقادا من الولايات المتحدة. فقد قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب ريكر إننا نأسف لقرار الحكومة الإسرائيلية عدم السماح للرئيس عرفات بالتوجه إلى بيت لحم لحضور احتفالات عيد الميلاد كما فعل في السنوات الماضية. وأثار القرار الإسرائيلي أيضا موجة من الانتقادات عبر العالم وخاصة من الفاتيكان.
وقد أكد شارون في تصريحات صحفية أن لا مصلحة له في مغادرة عرفات الأراضي الفلسطينية في الوقت الذي شدد فيه على أنه لا يريد التعامل معه. وأضاف "لماذا أتركه يرحل ولديه الكثير يفعله هنا؟ إن أمامه مهام كثيرة هنا كالزج بالإرهابيين في السجن ومصادرة وتدمير أسلحتهم وغيرها"، وأوضح أنه فوض ابنه أومري شارون لينقل إلى عرفات لائحة بأسماء فلسطينيين مطلوب اعتقالهم.
فرصة ضئيلة للسلام
من جهة أخرى أبدى وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز تأييده لإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين في يالطا بأوكرانيا. لكنه قال في كييف التي يزورها إن فرص إرساء السلام في المنطقة "في أدنى مستوى لها.. عند نقطة الصفر".
وزعم بيريز أن معظم الفلسطينيين يدركون أنه ليس بوسعهم تدمير إسرائيل، وبالتالي فإن عليهم التفاوض. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة لضمان السلام في الشرق الأوسط.
وكانت أنباء تحدثت عن مذكرة تفاهم توصل إليها بيريز مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع لتثبيت وقف إطلاق النار المعلن والبدء باتخاذ خطوات سياسية لاستئناف عملية السلام. وقد أرسل عرفات مبعوثين إلى مصر والأردن لإطلاع القيادات في كلا البلدين على تفاصيل تلك التفاهمات.
شهيد في جنين
على الصعيد الميداني استشهد فلسطيني في الخمسين من العمر أمس الأربعاء في مدينة جنين بالضفة الغربية أثر اندلاع معركة مسلحة بعدما اجتاحت قوات الاحتلال تدعمها الدبابات والمروحيات المدينة.
وقال شهود عيان ورجال إسعاف فلسطينيون إن المعركة اندلعت بعدما دخلت دبابات إسرائيلية منطقة سكنية ودفعت فلسطينيين إلى إطلاق النار. وأضافوا أن أربعة فلسطينيين آخرين من المارة أصيبوا بسبب نيران القوات الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الاشتباكات بدأت بعدما فتحت قواته النار على مجموعة من المسلحين الفلسطينيين وطاردتهم إلى أن دخلوا مبنى مهجورا في منطقة جنين الخاضعة للحكم الذاتي الفلسطيني حيث استمر القتال هناك. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الإسرائيلي مسلحين فلسطينيين وهم يتخذون ساترا في منازل وخلف جدران ويطلقون النار على قوات إسرائيلية بأسلحة آلية.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت قرية عزون الفلسطينية بالضفة الغربية فجر الأربعاء واعتقلت 18 شخصا معظمهم من حركة فتح، ومن بين المعتقلين خمسة من قوات الأمن الفلسطيني. كما اعتقلت الشرطة الفلسطينية أمس أربعة من نشطاء حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة في إطار حملة الاعتقالات المستمرة ضد النشطاء الفلسطينيين، وذلك حسب ما أعلنه مصدر أمني فلسطيني.
وفي قطاع غزة أوقفت الشرطة الإسرائيلية اثنين من الناشطين الفرنسيين عند مدخل القطاع أثناء تظاهرة للتضامن مع الفلسطينيين. وقال أحد أفراد البعثة المدنية للتضامن مع الشعب الفلسطيني التي تضم جمعيات أوروبية, إن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار في الهواء قرب الحدود لمنع مجموعة من 40 متظاهرا من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية من دون الحصول على إذن.