شهيد في جنين ومباحثات أمنية في غزة
ـــــــــــــــــــــــ
الاجتماع الأمني يعقد في مكان لم يكشف عنه في قطاع غزة لبحث مجموعة من الإجراءات بعد فترة من الهدوء
ـــــــــــــــــــــــ
سلطات الاحتلال تخفف من القيود المفروضة على حركة العمال الفلسطينيين في قطاع غزة
ـــــــــــــــــــــــ
الرئيس الفلسطيني يوفد اثنين من كبار المسؤولين إلى الأردن ومصر لإطلاعهما على تطورات الاتصالات السياسية مع الإسرائيليين
ـــــــــــــــــــــــ
استشهد فلسطيني في الثالثة والخمسين من عمره أثناء قيام قوات الاحتلال بمحاصرة مسلحين في جنين، كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية فلسطينية واعتقلت 17 من ناشطي الانتفاضة في الوقت الذي عقد فيه مسؤولو أمن فلسطينيين وإسرائيليين اجتماعا في غزة لتدارس سبل تثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين.
شهيد في جنين
ففي مدينة جنين استشهد مواطن فلسطيني في الثالثة والخمسين من عمره اليوم بنيران اطلقتها مروحية اسرائيلية أثناء اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال ومواطنين فلسطينيين مسلحين تحصنوا في منزل بالقرب من مدينة جنين شمال الضفة
الغربية.
وأكدت مصادر طبية أن الشهيد ويدعى وليد السعدي لم يشارك في القتاكما أنه لم يكن مسلحا ساعة إطلاق النار عليه, كما أصيب فلسطينيان آخران خلال الاشتباكات. ولم تتمكن المصادر من تحديد ما إذا كان الجريحان هما المسلحين المتحصنين في المنزل أم من المدنيين.
وتقول المصادر الإسرائيلية إن المسلحين المحاصرين فتحا النار على موقع عسكري بالقرب من مستوطنة كاديم, قرب جنين, فرد الجنود باطلاق النار لكن الفلسطينيين تمكنا من الفرار ولجآ الى المنزل.
اجتماع أمني
من ناحية ثانية نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني فلسطيني قوله إن الاجتماع يعقد على مستوى عال في قطاع غزة في مكان لم يحدده "لبحث مجموعة من الإجراءات الأمنية بعد مرور عدة أيام من الهدوء".
وأكد المصدر أن الجانب الفلسطيني سيطالب في الاجتماع الجانب الإسرائيلي بضرورة اتخاذ إجراءات مقابل الإجراءات الفلسطينية خصوصا ما يتعلق برفع الحصار والإغلاق المفروض على المدن والقرى الفلسطينية منذ 15 شهرا من عمر انتفاضة الأقصى.
من جهة ثانية تمكن اليوم أكثر من ثلاثة آلاف عامل فلسطيني من قطاع غزة من التوجه إلى أماكن أعمالهم في المنطقة الصناعية القريبة من معبر بيت حانون (إيريز) شمالي القطاع. وأشار مصدر أمني فلسطيني إلى أن السلطات الإسرائيلية سمحت أيضا لأكثر من ألف عامل بالتوجه إلى أعمالهم داخل الخط الأخضر كما سمحت لعدد من رجال الأعمال الفلسطينيين في قطاع غزة بالتوجه إلى الضفة الغربية للمرة الأولى منذ بدء الانتفاضة قبل 15 شهرا.
اجتياح وقصف إسرائيلي
على صعيد آخر اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 17 فلسطينيا من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أثناء عملية اجتياح قرية عزون شمالي الضفة الغربية قبل أن تنسحب منها في وقت لاحق اليوم.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن نحو 300 جندي إسرائيلي أغاروا على القرية الواقعة إلى الغرب من مدينة قلقيلية قبيل الفجر واعتقلوا الرجال وبينهم ثلاثة من أعضاء المخابرات الفلسطينية. وقد أكد الجيش الإسرائيلي في بيان له حدوث الاعتقالات. وقالت المصادر ذاتها إن القوات الإسرائيلية المغيرة انسحبت بعد خمس ساعات من اقتحام القرية. ولم ترد أنباء عن وقوع إطلاق للنيران. وتقع عزون القريبة من مجموعة من المستوطنات اليهودية في منطقة تحت السيطرة الأمنية الكاملة لإسرائيل وتحت إدارة مدنية فلسطينية.
وعلى صعيد آخر قصفت القوات الإسرائيلية بالرشاشات الثقيلة فجر اليوم منازل المواطنين الفلسطينيين في محيط بوابة صلاح الدين في مدينة رفح بقطاع غزة. وقال مراسل الجزيرة في فلسطين إن القصف أسفر عن إصابة شقيقين أثناء وجودهما داخل منزلهما، ووصفت جراحهما بأنها متوسطة. وقد تعرض عدد كبير من المنازل إلى أضرار بالغة.
في غضون ذلك أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن جيش الاحتلال رفع الحصار الذي كان يفرضه على مدينة أريحا بالضفة الغربية. وقد أزال الجنود الإسرائيليون الحاجز الذي أقاموه على الطريق المؤدية من أريحا إلى القدس والذي كان يمنع السكان من التجول على هذا المحور. يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لاتزال تفرض حصارا خانقا على عدد من المدن الفلسطينية بالضفة الغربية بزعم منع مقاومين فلسطينيين من شن عمليات داخل الخط الأخضر.
جهود دبلوماسية
على صعيد التحركات السياسية أفادت أنباء بأن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أوفد اثنين من كبار المسؤولين لإطلاع القيادتين المصرية والأردنية على تطورات اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية.
وقال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه إنه بعد قرار لجنة المفاوضات الفلسطينية العليا استمرار التفاوض مع الجانب الإسرائيلي بشأن مذكرة تفاهم بين منظمة التحرير وإسرائيل قررت القيادة الفلسطينية إرسال مسؤولين إلى الأردن ومصر. وأشار المسؤول إلى أن الموفدين هما رئيس المجلس التشريعي أحمد قريع ووزير الثقافة والإعلام ياسر عبد ربه.
وفي السياق ذاته أجرى الرئيس المصري حسني مبارك مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله في اتصال هاتفي أمس لمناقشة الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكان مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون قد أكدوا إجراء اتصالات سياسية بين وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز وقريع وآخرين أثمرت عن التوصل إلى خطة تتضمن وقفا لإطلاق النار مدة ثمانية أسابيع يتبعها اعتراف بالدولة الفلسطينية فوق أراضي الحكم الذاتي الخاضعة للسلطة الفلسطينية والتي تشكل في وضعها الحالي 42% من الضفة الغربية وثلثي قطاع غزة.
مزيد من الجهود الأميركية
في غضون ذلك حثت وزيرة بريطانية الولايات المتحدة على بذل مزيد من الجهود للوصول إلى حل للصراع في الشرق الأوسط.
وقالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية كلير شورت في مقابلة صحفية "إذا زادت الولايات المتحدة من محاولاتها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فسوف نتمكن من العمل أكثر للتوصل إلى حل سلمي وإلى أن يعيش الفلسطينيون بسلام في دولة شرعية إلى جانب إسرائيل". وبعد أن نددت الوزيرة العمالية البريطانية بالهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، طالبت واشنطن بدراسة الأسباب التي تعرضها للانتقاد عبر أنحاء العالم.
وقد دعا الرئيس الفلسطيني أثناء استقباله أمس عددا من رؤساء الكنائس بمناسبة احتفالات عيد الميلاد الرئيس الأميركي جورج بوش إلى إرسال مراقبين دوليين لحماية الشعب الفلسطيني.
وأشار الرئيس الفلسطيني الذي تفرض القوات الإسرائيلية حصارا على مقره بمدينة رام الله وتمنعه من حرية التنقل، إلى استمرار حصار المدن وقصف المنازل والمنشآت وجرف الأراضي إضافة إلى سقوط الشهداء والجرحى والمصابين. واتهم عرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بالاستمرار في تنفيذ خطته العسكرية "أورانيم" (الجحيم)، وكذلك الخطة العسكرية "المتدحرجة" ضد الشعب الفلسطيني.