رفع الحصار عن أريحا وفرض الحظر على رفح
ـــــــــــــــــــــــ
إسرائيل تقول إنها لا تريد إهانة عرفات لكنه سيبقى رهين محبسه في رام الله حتى يعتقل منفذي اغتيال رحبعام زئيفي
ـــــــــــــــــــــــ
السلطة الفلسطينية تندد بالتصعيد العسكري الإسرائيلي وتحذر من نتائج استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني
ـــــــــــــــــــــــ
قوات الاحتلال تطلق النار دون مبرر على سكان منطقة تل السلطان برفح وتصيب فتى بشظايا رصاصة حية في وجهه
ـــــــــــــــــــــــ
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه سيرفع الحصار عن أريحا في الساعات المقبلة ولكنه سيبقي دورياته هناك، وفرضت قوات الاحتلال من جهة أخرى حظر التجول على منطقة في رفح. ومن جانبه اتهم الرئيس الفلسطيني إسرائيل بالتصعيد وحذرها من استمرار العدوان.
وجاء في بيان أصدره مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر أنه سيتم رفع الإغلاق عن مدينة أريحا التابعة للحكم الذاتي الفلسطيني بالضفة الغربية ليل الثلاثاء الأربعاء. وقال البيان "إن هذا القرار اتخذ في إطار إجراءات التخفيف الرامية إلى تسهيل حياة الشعب الفلسطيني". لكنه أضاف أن الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر بالقيام بدوريات في هذا القطاع للرد على أي عملية قد تنتهك الهدوء الذي يسود هناك منذ فترة طويلة.
حظر في رفح
وفي سياق متصل أفاد مصدر طبي فلسطيني بأن فتى فلسطينيا أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي في منطقة تل السلطان برفح جنوب قطاع غزة من دون وقوع أي مواجهات. ووصفت جراح الفتى بالمتوسطة حيث أصيب بشظايا رصاصة حية في الوجه ونقل على إثرها إلى مستشفى رفح الحكومي للعلاج.
وأفاد شهود أن "الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار من أبراج المراقبة العسكرية تجاه منازل المواطنين الفلسطينيين في منطقة تل السلطان من دون وقوع أي أحداث".
وكانت مصادر أمنية فلسطينية قد أفادت في وقت سابق بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي فرضت حظر التجول على منطقة المواصي بمدينة رفح جنوب قطاع غزة ومنع المواطنين من الخروج من منازلهم.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي قام أيضا بإطلاق النار مساء اليوم على مجموعة من الصيادين الفلسطينيين في عمق ميل واحد على شواطئ بحر رفح أثناء قيامهم بعملهم.
وأكد مصدر بمديرية الأمن العام الفلسطيني في قطاع غزة "أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية تمت من دون أي مبرر سوى الاستمرار في تصعيد العدوان ضد الشعب الفلسطيني".
حصار عرفات
وفي الإطار نفسه أعلن رعنان غيسين المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "سيبقى في محله" برام الله طالما لم يوقف منفذي عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي.
وقال إن عرفات سيظل "قابعا في محله إلى أن يتدخل ضد الإرهابيين، هذا الإجراء طبق قبل أعياد الميلاد وسيبقى مطبقا بعدها". وذلك في إشارة إلى منع إسرائيل عرفات هذا العام من مغادرة رام الله في الضفة الغربية لحضور قداس الميلاد الاثنين في بيت لحم مطالبة بأن يعتقل منفذي عملية اغتيال زئيفي والمخططين له.
وأضاف غيسين "لا نريد إهانته أو إيذاءه غير أنه سيبقى ملازما مكانه في رام الله إلى أن يقوم هو أو رجاله بالمطلوب منهم"، وأشار إلى أن إسرائيل سلمت الرئيس الفلسطيني أسماء اثنين من منفذي العملية، زاعما أنهم يعيشون في رام الله في محيط مكتب عرفات.
ومضى قائلا إن إسرائيل لن تتحرك ضد هؤلاء إلا كحل أخير و"ننوي إعطاء فرصة ليبرهن على أنه لا يزال يشكل عاملا على إسرائيل أن تأخذه في الحسبان" بعد أن اعتبرته مؤخرا غير ذي صفة وقطعت الاتصالات معه.
استنكار فلسطيني
وقد اتهم الفلسطينيون الحكومة الإسرائيلية باستمرار التصعيد ضد الشعب الفلسطيني وحذروها من مواصلة العدوان، كما دعوا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي.
وأشار الرئيس الفلسطيني في تصريحات له نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إلى استمرار حصار المدن وقصف المنازل والمنشآت وتجريف الأراضي، إضافة إلى سقوط الشهداء والجرحى والمصابين. واتهم عرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بالاستمرار في تنفيذ خطته العسكرية أورانيم "أي جهنم" وكذلك الخطة العسكرية "المتدحرجة" ضد الشعب الفلسطيني.
وقال إنه في الوقت الذي يعلن فيه الفلسطينيون مبادرة وقف إطلاق النار طبقا لما اتفق عليه في شرم الشيخ وباريس وطابا وفي أماكن كثيرة فإن الإسرائيليين ما زالوا مستمرين في تصعيدهم العسكري. مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك السريع لإرسال مراقبين دوليين "كما تحرك في كل المناطق الملتهبة وآخرها كوسوفو".
من جهتها حذرت القيادة الفلسطينية في بيان من استمرار إجراءات التصعيد الإسرائيلية، وقالت إن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية "من إجراءات عدوانية وتصعيد عسكري وجرائم المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين لا يشكل اعتداء إجراميا على حقوق الإنسان الفلسطيني بكل مستوياتها فحسب بل تشكل كذلك انتهاكا لكل القيم والأعراف والأخلاق والاتفاقات وقرارات الشرعية الدولية".
وشددت القيادة في بيانها على أن شارون أثبت بما لا يدع مجالا للشك عدم استعداده للاستجابة للمبادرات الدولية والفلسطينية بشأن التهدئة ووقف إطلاق النار والانتقال إلى المسار السياسي لمعالجة مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال المفاوضات ووفق المرجعيات المعتمدة.
السلطة والجبهة الشعبية
على صعيد آخر نفى مسؤول فلسطيني في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ما أوردته بعض وكالات الأنباء من أن أجهزة الأمن الفلسطينية اعتقلت عددا من أعضاء الجبهة إثر إعلانها مسؤوليتها عن إحدى العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وأضاف المسؤول قيس عبد الكريم عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن السلطة الفلسطينية استجوبت فقط عددا من كوادر الجبهة لعدة ساعات قبل أن تطلق سراحهم.
وكان مسؤول فلسطيني في دمشق أعلن أن السلطة الفلسطينية اعتقلت أمس الاثنين عددا من قيادات وكوادر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في قطاع غزة بعد العملية الفدائية التي نفذتها كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة وأسفرت عن تدمير سيارة عسكرية إسرائيلية شمالي قطاع غزة.
وأضاف المصدر أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية استهدفت بصورة خاصة عضوي اللجنة المركزية للجبهة المهندس عصام أبو دقة وطلال أبو ظريفة وعددا من كوادر الجبهة.