بغداد: حرب واشنطن ضد الإرهاب تقود العالم إلى كارثة
اتهم الرئيس العراقي صدام حسين الولايات المتحدة بالسعي لبسط سيطرتها على العالم، محذرا من أن الحرب التي تشنها واشنطن على ما تسميه بالإرهاب ستجر البشرية إلى كوارث، كما انتقد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز هذه الحرب ووصف الإدارة الأميركية بأنها أول إرهابي في العالم.
وقال في كلمة بمناسبة عيد الميلاد إن الولايات المتحدة تقود الحملة العسكرية تحت غطاء مكافحة الإرهاب ضد حركات التحرر والشعوب الرافضة لمبدأ الهيمنة والخضوع والتسلط، مكررا اتهاماته لها بالسعي للسيطرة على العالم.
وندد الرئيس العراقي بالجرائم البشعة التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني "دون رادع يضع نهاية لمسلسل القتل والترهيب والتدمير".
وأوضح أن ما حصل في فلسطين وفي أفغانستان وما ستؤول إليه الأحداث مستقبلا "سيجر البشرية إلى كوارث وويلات الله وحده يعلم نتائجها وآثارها السيئة على العالم كله دون استثناء".
وأضاف أن ذكرى الميلاد المجيد تمر هذا العام و"شعب العراق تحت وطأة حصار جائر منذ أحد عشر عاما متزامن مع عدوان عسكري مستمر من الولايات المتحدة وبريطانيا بدعم وتحريض من إسرائيل".
ودعا صدام العراقيين إلى التكاتف واليقظة من أجل تفويت الفرصة على من وصفهم بالأعداء والمحافظة على وحدة العراق وسيادته.
دعم عرفات
وفي السياق ذاته أدان نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز تقصير العرب في دعم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي يخضع لضغوط جمة إسرائيلية وأميركية.
وقال عزيز في محاضرة في بغداد مساء أمس إن ما يجري الآن هو محاولة لتصفية عرفات وتصفية الانتفاضة وواجب العرب وواجب الحكام العرب أن ينقذوه باتخاذ موقف يستخدمون فيه أسلحتهم ليقولوا للعالم بأنهم موجودون.
وأشار عزيز إلى أن "أميركا مقتنعة أنه لولا إسرائيل فأنها لا تستطيع أن تسيطر على المنطقة العربية لأن الحكام العرب جبناء وخوفهم من إسرائيل يجعلهم يلجؤون إلى أميركا".
وانتقد حرب مكافحة الإرهاب التي تشنها الولايات المتحدة ووصف الإدارة الأميركية بأنها "أول إرهابي في العالم".
وأضاف "إن الأميركيين يقولون إنه قتل 2900 أميركي في أحداث 11 سبتمبر/ أيلول الماضي, وفي العراق يموت يوميا خمسة آلاف طفل عراقي بسبب الحصار, خمسة آلاف طفل عراقي وإنسان, ألا يعد هذا إرهابا؟"
وكانت مجلة "نيوزويك" الأميركية قد أوردت في عددها الأخير أن مسؤولين رفيعين أميركيين يدرسون حاليا إمكانية اجتياح العراق من الشمال والجنوب في آن واحد بهدف الإطاحة بصدام.
وقالت المجلة إن رؤساء أركان القوات الأميركية يعملون على أساس خطة تقضي بنشر 50 ألف عسكري أميركي على حدود العراق الشمالية وعدد مماثل من الجنود على حدوده الجنوبية.
وأضافت نيوزويك أن الخطة تقضي بإرسال قوتين في آن واحد إلى بغداد غير أن خبراء إستراتيجيين يشككون في قدرة هذه القوات على الاستيلاء على العاصمة العراقية.