القوات الروسية تطارد العرب والشيشان قرب غروزني
بدأت القوات الروسية عملية تمشيط واسعة في بلدتين واقعتين جنوبي شرقي العاصمة الشيشانية غروزني, واتهم ناطق باسم المقاتلين الشيشان الجنود الروس بارتكاب تجاوزات ضد المدنيين أثناء هذه العمليات. ويأتي ذلك في وقت تعهد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمحاربة ما أسماه بالإرهاب في الشيشان.
وقال الناطق باسم الزعيم الشيشاني أصلان مسخادوف إن بلدتي شيشان أول وكورتشالوي تم إغلاقهما بالكامل من قبل القوات الاتحادية الروسية التي أجرت فيهما عمليات تمشيط واسعة، وبحسب المصدر نفسه فإن الجنود قاموا "كالعادة" بأعمال نهب أثناء هذه العمليات.
وذكرت الإدارة الشيشانية الموالية لروسيا أن العملية التي جرت في بلدة شيشان أول تهدف إلى توقيف أشخاص يشاركون في مقاومة القوات الاتحادية، مشيرة إلى أن عشرين شخصا اعتقلوا للتأكد من هوياتهم. وأفادت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء بأن سكان هذه البلدة كانوا قد احتجوا على تجاوزات قام بها الجنود الروس في عملية مماثلة منذ حوالي شهرين.
وزعمت مصادر عسكرية روسية أنه تم رصد مجموعة من المقاتلين العرب, يقاتلون مع الشيشانيين, في منطقة كورتشالوي. وبحسب المصدر نفسه فقد قتل اثنان وأسر آخران في العملية التي لم يسجل فيها قتلى في الجانب الروسي.
وتتهم القوات الروسية التي دخلت الشيشان في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 1999 بالقيام بأعمال ابتزاز أثناء عمليات التمشيط. واعترف ممثل الكرملين لحقوق الإنسان في الشيشان فلاديمير كالامانوف السبت بحدوث "مخالفات خلال عملية نفذتها القوات الروسية الأسبوع الماضي في أرغون شرقي العاصمة غروزني.
بوتين يتعهد بمواصلة الحرب
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من وزارة الداخلية الروسية جعل محاربة ما وصفه بالإرهاب من أولوياتها في العام الجديد حسب ما نقلته وكالة إنتر فاكس الروسية للأنباء.
وأكد بوتين خلال اجتماعه مع مسؤولي وزارة الداخلية على ضرورة التعجيل بإنشاء قوات خاصة محلية في الشيشان لتعقب المقاتلين الشيشان المتحصنين في الجبال الجنوبية داعيا إلى إنشاء لجنة لمكافحة الإرهاب والتحقيق والبحث في الجمهورية القوقازية لتعجيل العمليات القضائية مشيرا إلى أن قلة هم الذين حوكموا في حين لا يزال المئات حسب قول بوتين طلقاء.
يشار إلى أن روسيا اجتاحت الشيشان عام 1998 للمرة الثانية لسحق مطالب الشيشان بالاستقلال رغم وجود اتفاق مبرم مع القيادة الشيشانية بزعامة مسخادوف عام 1996 بالتفاوض بشأن الوضع السياسي لجمهورية الشيشان.
السجن لرادوييف مدى الحياة
على صعيد متصل أصدرت محكمة روسية حكما بالسجن مدى الحياة على القائد الشيشاني البارز سلمان رادوييف. وذكرت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء أن رادوييف أدين بقيادة تنظيم مسلح غير قانوني وخطف رهائن وأعمال قتل وعشرات التهم الأخرى.
وأوضحت وكالة إنتر فاكس أن لجنة في المحكمة العليا بجمهورية داغستان المجاورة لجمهورية الشيشان مكونة من ثلاثة قضاة أصدرت الحكم على رادوييف وهو أبرز قائد شيشاني تعتقله القوات الروسية، بعد دراستها للقضية المكونة من 700 صفحة، ورغم شهرة رادوييف وهو صهر للرئيس الشيشاني الراحل جوهر دوداييف إبان حرب الشيشان الأولى
(1994 – 1996) إلا أنه لم يمارس أي دور بارز في الحرب الثانية التي تفجرت في العام 1999 في الشيشان.
وقد حكم على أحد أعوانه الثلاثة بالسجن لمدة 15 عاما في حين حكم على الاثنين الآخرين بالسجن لمدة ثماني سنوات لكل منهما.
وكان المدعي العام الروسي فلاديمير أستينوف الذي تولى القضية قد طلب من المحكمة التي تنعقد في مدينة مخاشكالا بالحكم على رادوييف بالسجن مدى الحياة.
وقد بدأت محاكمة القائد الشيشاني منتصف الشهر الماضي وسط إجراءات أمنية مشددة. واعتقلت الاستخبارات الروسية رادوييف في مارس/ آذار الماضي بسبب دوره في الحرب الشيشانية الأولى وتنفيذ عملية خطف رهائن في داغستان.
وكان رادوييف قد قاد عام 1996 عملية مثيرة احتجز فيها حوالي ثلاثة آلاف شخص رهائن في قرية بيرفوماسكايا بداغستان استمرت ثمانية أيام وأدت إلى مصرع 78 شخصا بينهم ضباط وجنود روس، في حين نجح القائد الشيشاني في الهرب.
وجاء الحادث بعد نحو عام من احتجاز القائد الشيشاني شامل باساييف لمئات الرهائن في مستشفى بودينوفسك جنوبي روسيا مطالبا بوقف التدخل العسكري الروسي في الشيشان.