استشهاد فلسطيني في تبادل إطلاق نار مع مستوطنين يهود
ـــــــــــــــــــــــ
المفاوضات بين بيريز وأبو العلاء تهدف إلى إنهاء العنف قبل السماح بإحراز تقدم في العملية السياسية
ـــــــــــــــــــــــ
بطريرك القدس يصل إلى بيت لحم لإحياء قداس ليلة الميلاد بعد أن يئس من اصطحاب عرفات المحاصر في رام الله
ـــــــــــــــــــــــ
أبو ردينة يهدد: إسرائيل ستدفع ثمن موقفها غير الأخلاقي بمنع الرئيس الفلسطيني من المشاركة في احتفالات الميلاد
ـــــــــــــــــــــــ
أفاد مراسل الجزيرة في فلسطين أن مستوطنا إسرائيليا أصيب بجروح خطيرة من جراء نيران استهدفت سيارته, حيث أطلق مسلحون فلسطينيون النار عليه وتمكنوا من الاستيلاء على مسدس كان بحوزته. وذكر المراسل أن العملية وقعت قرب مستوطنة عيناب شرقي طولكرم.
وفي اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال عقب ذلك استشهد أحد المهاجمين وهو جميل أبو عطوان ويبلغ من العمر (22عاما) من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح.
وقالت إحدى وكالات الأنباء الغربية إن الحادث يأتي في إطار ما سمته محاولة من الجماعة التي ينتمي إليها المسلحون للانتقام لمنع عرفات من حضور احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم.
وتأتي هذه التطورات في وقت أقر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه وافق على إجراء محادثات مع الفلسطينيين لإنهاء العنف ومن ثم البدء في العملية السياسية. في حين لا تزال مسألة منع الرئيس الفلسطيني من زيارة بيت لحم تراوح مكانها قبيل ساعات من بدء احتفالات عيد الميلاد.
فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بأنه أعطى موافقته على قيام وزير الخارجية شمعون بيريز بإجراء اتصالات مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أبو العلاء حسب ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الوزراء.
وأفاد البيان المشترك الذي نشره شارون وبيريز أن المحادثات التي أجراها وزير الخارجية بيريز مع أبو العلاء ومسؤولين آخرين ترمي إلى وضع حد "للإرهاب والتحريض على العنف للسماح بعد وقف أعمال العنف بإحراز تقدم في العملية السياسية".
وتابع البيان أن المحادثات التي يجريها وزير الخارجية تتم بموافقة رئيس الوزراء كما أكد شارون في اجتماعات عدة للحكومة.
وتجري هذه الاتصالات في الوقت الذي قطعت فيه الحكومة الإسرائيلية جميع اتصالاتها مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في أعقاب موجة الهجمات الأخيرة ضد إسرائيل مطلع الشهر الجاري.
أصداء منع عرفات
وعلى صعيد آخر وصف الفاتيكان قرار إسرائيل منع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من التوجه إلى بيت لحم للمشاركة في قداس الميلاد بأنه قرار تعسفي. وفي أول رد فعل رسمي للكنيسة الكاثوليكية أعلن الناطق باسم الفاتيكان جواكين نفارو فالس أن "أمانة سر الفاتيكان قامت بخطوة دبلوماسية لتفادي هذا الحظر الذي فرض بطريقة تعسفية". وأوضح أن الخطوة التي اتخذتها سلطات الفاتيكان ترمي إلى "تسهيل التوصل إلى أجواء أقل توتر في المنطقة".
وفي السياق نفسه وصل البطريرك اللاتيني ميشيل صباح إلى بيت لحم قادما من القدس لإقامة قداس عيد الميلاد. ورافق البطريرك فور دخوله إلى المدينة عشرات من رجال الشرطة والكشافة الفلسطينيين وهم يعزفون الموسيقى. وكان رئيس بلدية بيت لحم ووجهاؤها في استقبال الوفد عند وصوله الى ساحة "المهد" التي تستمد اسمها من اسم كنيسة المهد القائمة على المغارة "التي ولد فيها المسيح".
وكان البطريرك صباح زار رام الله صباح اليوم والتقى الرئيس الفلسطيني وقال للصحفيين عقب اللقاء إن "الرئيس ياسر عرفات قد لا يكون معنا هذا المساء في بيت لحم رغم أنني أرغب في حضوره". وندد بالإجراء الإسرائيلي قائلا إنه جاء إلى رام الله ليظهر دعمه لعرفات ولينقل رسالة إلى العالم بأن استمرار الاحتلال وضع مجحف بالفلسطينيين ويجب أن ينالوا حريتهم في أسرع وقت.
ومن ردود الفعل الدولية أيضا اعتبر مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية أنه سيكون "مدعاة فخر لإسرائيل" عدم منع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من التوجه إلى بيت لحم لحضور قداس منتصف الليل.
وقال مساعد وزير الخارجية برنار فاليرو "سيكون من دواعي الفخر لإسرائيل ألا تعرقل وجود رئيس السلطة الفلسطينية في احتفال ديني يتسم بما له من طابع جامع بمكانة رمزية كبيرة للأراضي المقدسة".
الموقف الفلسطيني
من جهته رفض عرفات الكشف عن نواياه بشأن الخطوة التالية بعد أن أصر أمس على الذهاب إلى بيت لحم ولو سيرا على الأقدام، وقال ردا على أسئلة الصحفيين اليوم إنه "ليس بإمكان أحد إذلال الشعب الفلسطيني وجعلهم يفقدون عزيمتهم". ولدى سؤاله مرة أخرى عن قراره بتحدي قرار المنع الإسرائيلي، سارع وزير الإعلام والثقافة ياسر عبد ربه بالقول "نعم سترونه الليلة في بيت لحم".
في المقابل قال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس عرفات إن إسرائيل "ستدفع ثمن هذا التحدي وموقفها غير الأخلاقي الذي يتعارض مع كل القوانين الدولية". واعتبر أيضا أن المحاولات الدولية الهادفة لتغيير موقف إسرائيل من هذا الموضوع لم تكن جدية.
وفي وقت سابق أعلنت إسرائيل رفضها التجاوب مع محاولات دولية لحملها على التراجع عن قرارها بمنع الرئيس عرفات من حضور قداس يقام في بيت لحم بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاد المسيح عليه السلام. وقالت إسرائيل إنها قد تسمح لعرفات بزيارة بيت لحم إذا اعتقل المسؤولين عن اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي.
اعتقالات
وفي سياق آخر أفاد بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي أن القوى الأمنية الإسرائيلية اعتقلت عنصرين من حركة المقاومة الإسلامية حماس "متورطين في عملية انتحارية في شمال إسرائيل". والموقوفان هما الشقيقان محمد ويوسف الكرام من قرية جلقموس على بعد حوالى 5 كلم جنوبي شرق مدينة جنين في شمال الضفة الغربية.
وجاء في البيان أن الشقيقين سهلا مرور منفذ العملية ماهر حبيشة (21 عاما) المنحدر من نابلس في شمال الضفة الغربية إلى "الأراضي الإسرائيلية"، وأوضح البيان أن أحد الشقيقين, يوسف, يعرف جيدا منطقة العملية لأنه عمل في حيفا, المدينة التي نفذت فيها العملية. وقد أوقعت العملية 16 قتيلا بينهم منفذها في الثاني من الشهر الجاري.
وميدانيا أيضا تبنت كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عملية تفجير قنبلة مساء أمس أثناء مرور قافلة سيارات إسرائيلية قرب مستوطنة نتساريم في قطاع غزة.
وقالت في بيان لها إن عبوة ناسفة انفجرت في إحدى السيارات العسكرية مما أدى إلى تدميرها بالكامل وإصابة من فيها من الجنود. وتعهدت كتائب المقاومة في بيانها بمواصلة الانتفاضة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وسارعت القوات الإسرائيلية بالرد على الهجوم وأطلقت عدة قذائف مدفعية تجاه منازل الفلسطينيين في منطقة الشيخ عجلين ومدينة الزهراء في جنوب غزة.
كما أكد مصدر فلسطيني أن الدبابات الإسرائيلية أطلقت ثماني قذائف تجاه موقع لقوات الأمن الوطني الفلسطيني ومنطقة حي الأمل بخان يونس دون وقوع إصابات، في حين لحقت أضرار جسيمة بمنازل عدد من الفلسطينيين.
محاولة اغتيال أبو العينين
من جهة أخرى أعلن ممثل حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات, في لبنان سلطان أبو العينين إلقاء القبض على فلسطيني كان يخطط لاغتياله, على حد قوله.
وأوضح أبو العينين أن المشتبه به إبراهيم عبد العال (25 عاما) يأتمر بأوامر رئيس فتح- المجلس الثوري, الحركة الفلسطينية المنشقة, بزعامة أبو نضال (صبري البنا) وأنه كان يريد تفجير سيارة مفخخة في الرشيدية مخيم اللاجئين في جنوب لبنان حيث يقيم أبو العينين.
وقال إن الشاب المنحدر من مخيم نهر البارد في شمال لبنان ألقي القبض عليه خلال الساعات الـ48 الأخيرة وسيسلم قريبا إلى القضاء اللبناني. وأضاف أن عبد العال شارك في العديد من "الاعتداءات وخصوصا بالسيارة المفخخة بأمر من صبري البنا" في الأعوام الخمسة الأخيرة ضد كوادر لفتح في لبنان.
وكانت فتح- المجلس الثوري, الحركة المنشقة عن فتح عام 1974 اتهمت بالتورط في الثمانينيات في اغتيال العديد من قادة فتح الذين أطلقوا حوارا مع مسؤولين إسرائيليين. وحكم عرفات بالإعدام على أبو نضال الذي يرجح أن يكون قد لجأ إلى العراق, حسب معلومات صحفية غير مؤكدة. وقد تعرض أبو العينين لسبع محاولات اغتيال في غضون الأعوام العشرة الأخيرة.