عرفات يصر على زيارة بيت لحم وبيريز يعرض دولة
ـــــــــــــــــــــــ
عرفات يستعد للتوجه إلى حاجز قلنديا لمواجهة مكشوفة "إذا لزم الأمر" مع السلطات الإسرائيلية
ـــــــــــــــــــــــ
خطة بيريز الجديدة تنص على قيام دولة فلسطينية على الأراضي التي تسيطر عليها السلطة جزئيا أو بالكامل، وإسرائيل تصفها بالمشروع الخرافي
ـــــــــــــــــــــــ
السلطة الفلسطينية تناشد بابا الفاتيكان التدخل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعائر الدينية
ـــــــــــــــــــــــ
أعلن الرئيس الفلسطيني أن لا أحد يستطيع منعه من الذهاب إلى بيت لحم، مظهرا تصميمه على عدم الامتثال للقرار الإسرائيلي بمنعه من المشاركة في احتفالات أعياد الميلاد في المدينة. وناشدت السلطة الفلسطينية بابا الفاتيكان للتدخل. من جهة أخرى ذكرت مصادر صحفية إسرائيلية أن وزير الخارجية شمعون بيريز لديه خطة تنص على قيام دولة فلسطينية بعد شهرين من توقيع الخطة.
وقال عرفات "لا يستطيع أحد أن يمنعني من الذهاب إلى بيت لحم"، ردا على سؤال لصحفيين في رام الله حيث يعيش مقيد الحركة تحاصره الدبابات الإسرائيلية منذ أن دمر الطيران الإسرائيلي مهبط طائراته ومروحياته في غزة في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون أعلن في ختام اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة منع الرئيس الفلسطيني من التوجه إلى بيت لحم للمشاركة في قداس منتصف ليل عيد الميلاد بحجة أن عرفات لا يقوم بما يلزم لقمع حركات المقاومة وفشله في اعتقال المطلوبين في عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي.
السلطة تناشد البابا
وقد دعت السلطة الفلسطينية البابا يوحنا بولص الثاني بابا الفاتيكان للتدخل الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "على الشعائر الدينية"، وقال أمين عام مجلس الوزراء في السلطة الفلسطينية أحمد عبد الرحمن تعقيبا على القرار الإسرائيلي إن "هذا القرار يجب ألا يمر، وأدعو قداسة البابا للتدخل الفوري لوقف هذا الاعتداء على الشعائر الدينية وعلى حق الشعب الفلسطيني بممارسة شعائره دون تدخل من أحد".
وقال عبد الرحمن إن الحكومة الإسرائيلية بهذا القرار تتجاوز كل الخطوط الحمراء وتعتدي على الحريات الدينية وتوجه طعنة خطيرة لكل الجهود الدولية والعربية لحماية عملية السلام من الانهيار. وأضاف أن "المسألة عند الإسرائيليين أبعد من الأمن، إنه مخطط ينفذه شارون سواء كان الوضع الأمني متدهورا أو استتب الأمن والهدوء".
وقال مسؤول أمني فلسطيني إن هناك مناقشات مكثفة جارية مع الجانب الإسرائيلي "الذي أبلغ بتصميم عرفات على التوجه إلى بيت لحم رغم قرار المنع"، وأضاف المسؤول أن عرفات يستعد للتوجه إلى نقطة التفتيش الإسرائيلية في قلنديا قرب القدس "للدخول في مواجهة علنية إذا لزم الأمر".
خطة بيريز
في غضون ذلك ذكرت مصادر صحفية إسرائيلية أن وزير الخارجية شمعون بيريز اقترح على الفلسطينيين خطة سلام تعترف إسرائيل بموجبها بعد ثمانية أسابيع على توقيعها بقيام دولة فلسطينية. ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت في صفحتها الأولى ما وصفته بصورة لإحدى صفحات اقتراح السلام التي تشير إلى أن بيريز صاغه مع رئيس البرلمان الفلسطيني أحمد قريع.
وتنص خطة بيريز على أن تسحب إسرائيل قواتها من الأراضي التي احتلتها في مناطق الحكم الذاتي منذ بدء الانتفاضة في 28 سبتمبر/ أيلول العام الماضي في مرحلة أولى، وتقام الدولة الفلسطينية على الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية جزئيا أو بالكامل.
وتفترض الخطة أن يطبق وقف لإطلاق النار برعاية الولايات المتحدة في الأسابيع الستة التي تلي توقيع هذه الخطة بفضل تطبيق توصيات رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جورج تينيت والسيناتور الأميركي السابق جورج ميتشل.
وخلال هذه المرحلة يقوم الفلسطينيون بجمع الأسلحة غير المشروعة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، وترفع إسرائيل الإغلاق عن الأراضي الفلسطينية والحصار المفروض على المدن الفلسطينية وتجمد الاستيطان اليهودي وتنقل أموالا مستحقة للفلسطينيين.
وبعد الاعتراف المتبادل تبدأ إسرائيل والدولة الفلسطينية مفاوضات تؤدي إلى نتيجة بعد تسعة إلى 12 شهرا بشأن ترسيم الحدود وتقاسم المياه والأمن واللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس والمستوطنات اليهودية والتعاون الاقتصادي والإقليمي. وتطبق الاتفاقات المبرمة في فترة تتراوح بين 18 و24 شهرا. ويطلب من الأسرة الدولية تقديم مساعدة اقتصادية ومالية وقوة تضمن السلام.
ردود فعل
ورد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد نشر هذه الخطة مؤكدا أن شارون لم يعط قط موافقته على هذا المشروع "الخرافي والخطير الذي يلحق مجرد ذكره ضررا كبيرا بإسرائيل".
وأعلن وزير السياحة بني أيلون من حزب الوحدة الوطنية اليميني المتطرف للإذاعة العامة أنه لا بد من إقالة بيريز لأنه يخرق سياسة الحكومة القاضية بعدم التفاوض "تحت ضغط العنف وأنه لا يمكن الاستخفاف علنا برئيس الوزراء".
ولم يعلق بيريز على الفور بعد أن نشر التقرير في الصحيفة، ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من قريع، في حين هون وزير فلسطيني من الاقتراح المذكور قائلا إن الفلسطينيين لن يقبلوا أقل من قيام دولة في كل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.