زعيم قبلي يهدد بمحاربة الحكومة الجديدة في أفغانستان
ـــــــــــــــــــــــ
كرزاي يعلن عقب أول اجتماع رسمي لحكومته في كابل أن القضية الأساسية حاليا هي الأمن في أفغانستان
ـــــــــــــــــــــــ
حاملة الطائرات الأميركية كيتي هوك تعود إلى ميناء يوكوسوكا الياباني بعد أن شاركت لمدة ثلاثة أشهر في الحملة العسكرية
ـــــــــــــــــــــــ
متحدث باسم حاكم قندهار يعلن أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي يستجوب حاليا نائب وزير دفاع طالبان السابق الملا محمد فاضل
ـــــــــــــــــــــــ
واجهت الحكومة الأفغانية الجديدة أول تحد لها إثر تهديد زعيم قبلي بشن حرب عليها إذا تكرر القصف الأميركي لولاية بكتيا شرق أفغانستان. في غضون ذلك عقد حامد كرزاي أول اجتماع للحكومة وتركزت المناقشات على قضايا الأمن وإعادة الإعمار.
فقد هدد قلب الدين زعيم قبيلة زادران في بكتيا بشن حرب على الحكومة الانتقالية الأفغانية إذا كررت القوات الأميركية قصفها للولاية. وأكد في تصريحات لوكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية أن القصف الأميركي لقافلة سيارات قرب بلدة خوست منذ يومين أسفر عن مقتل مدنيين فقط وليس عناصر من القاعدة أو قيادات في طالبان. واتهم الزعيم القبلي حاكم بكتيا باشا خان بإعطاء الأميركيين معلومات خاطئة أدت إلى قصف القافلة.
وقالت وكالة الأنباء الإسلامية إن عبد الله جان المتحدث باسم مجلس شورى قبيلة نيايازيان في خوست حث كرزاي على إصدار أوامره ببدء تحقيق في الموضوع. ونقلت الوكالة عنه قوله إن من بين الضحايا مولوي ميان جان الذي كان يسافر إلى كابل بدعوة من كرزاي نفسه.
وكان كرزاي قد وعد بالتحقيق في الظروف التي أحاطت بالغارة الأميركية على موكب من زعماء ووجهاء القبائل في الأجزاء الشرقية من ولاية بكتيا وأسفرت عن مقتل نحو 65 شخصا.
تحقيق أميركي
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إن مسؤولين عسكريين أميركيين يوجدون في الموقع لدراسة التقارير التي ذكرت أن عشرات من المدنيين وشيوخ القبائل قتلوا في الغارة. وأعلن قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال تومي فرانكس أنه يجري اتصالات مع أعضاء قيادته بهذا الشأن. وقال في تصريحات في كابل أمس إنه مازال يعتبر أن الطائرات الأميركية قصفت هدفا مشروعا.
وتصر المصادر الأميركية على أن القافلة فتحت النار على طائرات أميركية قبيل قصفها وأنها كانت تقل قادة لشبكة القاعدة التابعة لأسامة بن لادن مما يجعلها هدفا عسكريا مشروعا.
أول اجتماع للحكومة
في غضون ذلك عقدت الحكومة الأفغانية أول اجتماع لها برئاسة حامد كرزاي في كابل استغرق ساعتين. وقال كرزاي للصحفيين إن القضية الأساسية لحكومته حاليا هي الأمن في أفغانستان، ووصف أجواء الاجتماع بأنها كانت رائعة ومثالية للغاية.
وكان كرزاي قد أعلن في وقت سابق في مؤتمر صحفي بقصر الرئاسة في كابل ضرورة حصول بلاده على مليارات الدولارات من المساعدات. وحذر كرزاي من فشل حكومته في تحقيق الاستقرار إذا لم تحصل على هذه المساعدات، واعتبر أن المساعدات ستسهم في تحقيق وعود الحكومة الانتقالية للشعب الأفغاني، وقال إن حفل تنصيب حكومته سيتم نسيانه بسرعة إذا لم تتحقق وعود الحكومة لأن الشعب الأفغاني يتطلع إلى ما سيحدث في المستقبل.
وقال موفد الجزيرة إلى كابل إن العاصمة الأفغانية شهدت مظاهرات لتأكيد المساندة الشعبية للحكومة الجديدة، وأضاف الموفد أن أولويات الحكومة الجديدة تشمل محاولة إنعاش الاقتصاد والحد من البطالة والاستفادة من المساعدات الدولية لإعادة إعمار أفغانستان. وأوضح الموفد أن هناك حرصا كبيرا من الحكومة على إتمام خطة نزع السلاح ومتابعتها بحملة تفتيش على المنازل والمراكز التجارية.
تطورات ميدانية
وعلى الصعيد الميداني أعلن الجنرال تومي فرانكس أنه يجري البحث عن بن لادن وأن قضية العثور عليه مسألة وقت فقط. وكان وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد قد أعلن أمس أن البنتاغون سيرسل مزيدا من الجنود الأميركيين لتعقب بن لادن.
وفي هذا السياق قررت القيادة الأميركية تزويد طائراتها التي تقوم بقصف الكهوف والمناطق الجبلية التي يعتقد أن بن لادن وأنصاره مختبئون بها بنوع جديد من القنابل. وتعمل القنبلة ذات الضغط العالي على سحب الهواء من الكهوف والممرات دون أن تحولها إلى أنقاض. ويسبب هذا النوع من القنابل إيذاء شديدا للرئتين ونزيفا داخليا يؤدي الى الموت فورا.
كما عادت حاملة الطائرات الأميركية كيتي هوك إلى ميناء يوكوسوكا الياباني اليوم بعد أن شاركت في الحملة العسكرية الأميركية على أفغانستان. وتعتبر كيتي هوك والمجموعة القتالية المرافقة من سفن ومدمرات من أهم وحدات الأسطول الخامس الأميركي. وقد استغرقت مهمتها حوالي ثلاثة شهور فقد غادرت ميناء يوكوسوكا الياباني في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قبل ستة أيام فقط من بدء الحرب على أفغانستان.
استجواب مسؤول طالباني
في غضون ذلك أعلن متحدث باسم حاكم قندهار أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي يستجوب حاليا نائب وزير دفاع طالبان السابق الملا محمد فاضل في إطار سعيه للقبض على الملا محمد عمر زعيم الحركة.
وأضاف المتحدث خالد بشتون أن فريقا من ثمانية أفراد يحقق مع فاضل في قندهار بجنوب أفغانستان. وقال إن قوات القائد الأوزبكي عبد الرشيد دوستم اعتقلت فاضل منذ شهر عندما استسلمت حركة طالبان في الشمال.
وذكر بشتون أن الملا عمر يختبئ في مكان ما في الجبال المحيطة بقندهار، وأضاف أن مئات من العاملين في أجهزة المخابرات الأفغانية يجمعون معلومات عن الملا عمر وبن لادن.