إسرائيل تمنع عرفات من التوجه إلى بيت لحم
ـــــــــــــــــــــــ
مكتب شارون: عرفات ليس مسيحيا ليشارك في أعياد الميلاد، ولديه أعمال أهم مثل الوفاء باعتقال نشطاء المقاومة
ـــــــــــــــــــــــ
الجبهة الشعبية تحيي الذكرى الـ34 لانطلاقتها وممثل القوى الوطنية والإسلامية في الاحتفالات يدعو السلطة لوضع حد للاعتقالات
ـــــــــــــــــــــــ
وزير إسرائيلي لا يستبعد طرد فلسطينيي 48 ممن يؤيدون الجماعات الفلسطينية المسلحة
ـــــــــــــــــــــــ
رفضت إسرائيل السماح للرئيس الفلسطيني بالتوجه إلى بيت لحم لحضور احتفالات عيد الميلاد بحجة أنه لم يقمع حركات المقاومة الإسلامية. وكانت السلطة الفلسطينية قد واصلت حملتها ضد الناشطين الإسلاميين واعتقلت أمس مسؤولين اثنين من حركة الجهاد في غزة. وفي رام الله تظاهر المئات من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة الذكرى الـ34 لانطلاقة الحركة.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في وقت متأخر من مساء أمس أن إسرائيل رفضت السماح لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات بالتوجه إلى بيت لحم للمشاركة في قداس منتصف الليل بمناسبة عيد الميلاد.
وجاء في بيان لمكتب شارون أن الحكومة الأمنية بررت قرارها بأن عرفات "لم يفعل شيئا من أجل تفكيك المنظمات الإرهابية والتصدي للاعتداءات الإرهابية ضد إسرائيل كما لم يوقف ويعاقب الإرهابيين بمن فيهم قتلة وزير السياحة رحبعام زئيفي"، وذلك في إشارة إلى مطالبة الإسرائيليين باعتقال أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تبنت عملية اغتيال زئيفي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكانت الإذاعة العامة الإسرائيلية ذكرت في وقت سابق أن عرفات طلب من إسرائيل السماح لمروحيتين أردنيتين بنقله مساء اليوم الأحد أو غدا الاثنين مع معاونيه إلى بيت لحم.
” |
وقال مستشارو رئيس الوزراء الإسرائيلي إن منع الرئيس الفلسطيني من المشاركة في قداس الميلاد لا يخرق حقوقه الدينية. وقال أحد أعضاء مكتب شارون "نحن لا نقيد الحقوق الدينية لعرفات، هو ليس مسيحيا، يجب أن يخصص وقته فقط لأشياء أكثر أهمية مثل البدء بالاعتقالات التي تعهد بالقيام بها".
موقف حزب العمل
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز إن زيارة عرفات إلى بيت لحم يجب أن تحظى بالموافقة لأنها ذات طابع ديني. وأضاف أنه لا يريد أن يكون قرار المنع حديث العالم المسيحي في أعياد الميلاد. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن وزير الدفاع بنيامين بن إليعازر أعرب عن اعتراضه على قرار المنع.
وسيتعين على عرفات كي يصل إلى مدينة بيت لحم في جنوب الضفة الغربية السفر عبر الأراضي التي تحتلها إسرائيل. وقال عرفات المحاصر بشكل فعلي في مدينة رام الله بالضفة الغربية منذ بدء هجوم عسكري إسرائيلي قبل أسبوعين إنه سيذهب إلى بيت لحم حتى لو اضطر إلى الذهاب إلى هناك سيرا على الأقدام.
اعتقال ناشطين
وقد واصلت السلطة الفلسطينية حملة الاعتقالات التي تقوم بها في صفوف الناشطين وخاصة الإسلاميين، وقامت الشرطة مساء أمس باعتقال مسؤول الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي (سرايا القدس) في شمال قطاع غزة شادي مهنا ومساعده الثاني محمد جودة بعد اتهامهما بإطلاق النار على قوات الشرطة الفلسطينية أثناء الاشتباكات التي جرت بينها وبين مسلحين إسلاميين أول أمس في مخيم جباليا شمال مدينة غزة.
وقال مصدر أمني فلسطيني إن مهنا وجودة كانا يتوليان قيادة العمليات العسكرية لسرايا القدس في جباليا وفي بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون, ولم يقدم مزيدا من الإيضاحات.
وقد أعلنت حركة حماس الجمعة وقف عملياتها الفدائية ضد إسرائيل، كما أعلن مسؤول في الجهاد الإسلامي في غزة الليلة الماضية أن منظمته تنوي أيضا اتخاذ قرار مماثل. غير أن ممثل الحركة في لبنان أبو عماد الرفاعي نفى ذلك وقال في بيروت ليس هناك أي تغيير ولا تبديل في موقف الحركة بشأن العمليات الفدائية ضد إسرائيل.
احتفالات الجبهة
وعلى الصعيد الميداني أيضا تظاهر حوالي 800 فلسطيني أمس السبت في رام الله بالضفة الغربية في الذكرى الـ34 لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقد تغيب عن التظاهرة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات المطلوب من قبل السلطة الفلسطينية منذ تبني حركته عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي ردا على قيام إسرائيل باغتيال الأمين العام للجبهة أبو علي مصطفى. وقد مثل سعدات الرجل الثاني في الجبهة عبد الرحيم ملوح.
وشارك في التظاهرة ممثلون عن القوى الوطنية والإسلامية التي تضم 13 حركة فلسطينية داعين السلطة الوطنية الفلسطينية إلى وضع حد للاعتقالات في صفوف الناشطين الفلسطينيين. وقال حسن يوسف أحد قادة حركة حماس "نعلم أن السلطة الفلسطينية تتعرض لضغوط، ولكن هذا لا يجوز أن يؤثر في وحدتنا" مضيفا أن الاعتقالات تسيء إلى الوضع وتعتبر استفزازا للناس.
وطلب يوسف الذي ألقى كلمة القوى الوطنية والإسلامية "إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين ووقف الاعتقالات".
أما الأمين العام للرئاسة الفلسطينية أحمد عبد الرحمن فقال في التظاهرة "نريد جميعا أن تستمر الانتفاضة ولكن يجب أن تؤخذ الضغوط الدولية بالاعتبار".
استهداف فلسطينيي 48
وفي سياق ذي صلة ادعى وزير البنية التحتية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن إسرائيل تملك خيار طرد من يدعمون الجماعات الفلسطينية المسلحة. وأضاف الوزير الإسرائيلي في مقابلة تلفزيونية أن الطرد يمكن أن يكون إلى أي مكان يتم تحديده.
ويقول مراقبون إن ليبرمان يشير بذلك خاصة إلى فلسطينيي 48 الذين يقطنون مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر. وهذه هي المرة الأولى التي يصرح فيها وزير إسرائيلي علنا بإمكانية ترحيل فلسطينيي 48. ولكن الوزير لم يبين الكيفية التي ستحدد بها السلطات الإسرائيلية من هو المؤيد للجماعات الفلسطينية المسلحة ولا الجهة التي سيهجرون إليها.