تعهدات قبلية لمطاردة مشتبهي القاعدة في اليمن
قال مسؤولون يمنيون اليوم إن الحكومة حصلت على تعهدات من شيوخ قبائل بالتعاون مع قوات الأمن في البحث عمن يعتقد أنهم أنصار لشبكة القاعدة من أجل تجنب اشتباكات في المستقبل على غرار ما حدث مؤخرا عندما هاجم الجيش اليمني بعض مواقع القبائل مستخدما أسلحة ثقيلة ومروحيات.
وذكر مسؤول حكومي أن شيوخ قبائل وافقوا على التعاون مع السلطات لمنع حدوث مزيد من الاشتباكات، مشيرا إلى أن البحث لا يزال مستمرا. ووصف مسؤولون آخرون عملية البحث بأنها سلسة وقالوا إنه لم تقع مواجهات عنيفة منذ الثلاثاء الماضي.
وأمر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس قواته باستخدام القبضة الحديدية في مواجهة أي تهديد أمني مع استمرار الملاحقة في منطقة جبلية شرق البلاد بعد وقوع اشتباكات يوم الثلاثاء الماضي مع مسلحين مشتبه بهم ومن يؤونهم من رجال القبائل أسفرت عن سقوط 22 قتيلا بينهم 18 جنديا.
وقال رئيس الوزراء اليمني عبد القادر باجمال إن بلاده عازمة على إخراج المشتبه في صلتهم بالقاعدة وأي عناصر أخرى من أراضيها. لكنه أكد أن الحملة تستهدف القبض على ثلاثة من زعماء القبائل قالت واشنطن وصنعاء إنهم من مساعدي أسامة بن لادن. وأضاف أن ذلك "لا يعني على الإطلاق خلق العداوات مع بعض القبائل والعشائر اليمنية".
واعتقل الجيش اليمني عشرات من رجال القبائل الذين يشتبه بأنهم يؤون مشتبها بهم عقب الاشتباكات التي جرت في محافظة مأرب الواقعة على بعد نحو 140 كيلومترا شرق العاصمة اليمنية. ويقول دبلوماسيون غربيون إن غالبية المشتبه بهم في اليمن هم من المقاتلين الأفغان السابقين الذين حاربوا الاحتلال السوفياتي لأفغانستان في الثمانينيات. ويعيش عدد كبير من هؤلاء في حمى زعماء قبائل أقوياء بمناطق وعرة خارجة بشكل شبه كامل عن سيطرة الحكومة المركزية في صنعاء.
ويرى محللون أن عملية ملاحقة المشتبه بأنهم من مؤيدي بن لادن هي محاولة من جانب الدولة في ما يبدو للرد على مزاعم بأنها تؤوي إسلاميين تتهمهم واشنطن بالتورط في أنشطة إرهابية. وتعتبر العملية العسكرية الجارية في اليمن الأولى من نوعها ضد أعضاء القاعدة خارج أفغانستان حيث تشن الولايات المتحدة حملة عسكرية لملاحقة بن لادن المشتبه به الرئيسي في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول على نيويورك وواشنطن.
وجاءت العملية بعد أسابيع معدودة من محادثات أجراها الرئيس صالح في واشنطن بشأن مكافحة الإرهاب وبعد ما رددته وسائل إعلام من أن اليمن والصومال والسودان تمثل أهدافا محتملة في المرحلة التالية من الحرب الأميركية على ما يسمى الإرهاب.