الجهاد تتجه لوقف العمليات والسلطة تشيد بقرار حماس
ـــــــــــــــــــــــ
السلطة الفلسطينية: قرار وقف العمليات يقطع الطريق على مخطط شارون لضرب الفلسطينيين وضرب عملية السلام ـــــــــــــــــــــــ
كتائب القسام: تعليق العمليات مقيد بامتناع "العدو الصهيوني" عن سياسة الاغتيالات والاعتداءات على المدنيين ـــــــــــــــــــــــ
الخارجية الأميركية: الإعلان يعني أن حماس قد تستأنف العمليات في المستقبل والمهم هو أن تقوم السلطة بإجراءات تجعلهم غير قادرين على ذلك
ـــــــــــــــــــــــ
ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين بأيدي ذويهم في الاشتباكات التي جرت أمس في مخيم جباليا شمال قطاع غزة إلى ستة. في هذه الأثناء قالت حركة الجهاد الإسلامي إنها تفكر جديا بوقف عملياتها العسكرية داخل إسرائيل للمساعدة في منع وقوع انقسام داخل المجتمع الفلسطيني. ورحبت القيادة الفلسطينية بإعلان حركة حماس وقف العمليات العسكرية مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تتساهل مع أي خروج على قرارها القاضي بوقف إطلاق النار أو من يتهجمون على رموزها.
فعلى صعيد التطورات الميدانية أكدت مصادر طبية فلسطينية أن حصيلة ضحايا المواجهات التي شهدها مخيم جباليا شمال مدينة غزة أمس ارتفعت إلى ستة قتلى مع وفاة جريح في المستشفى, وقالت المصادر إن الفتى حبيب نايف رضوان (14 عاما) من مخيم جباليا الذي أصيب ظهر أمس بعيار ناري في البطن قد توفي في مستشفى الشفاء بغزة.
وكان مخيم جباليا شهد أمس مواجهات قالت الشرطة إن عناصر من حركة الجهاد الإسلامي كانوا وراءها أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة العشرات بينهم عناصر من الشرطة. ووقعت هذه المواجهات أثناء تشييع فتى من الجهاد الإسلامي قتل الخميس في تبادل لإطلاق النار في جباليا أيضا بين عناصر من حماس والشرطة.
وفي الضفة الغربية تظاهر أكثر من خمسمائة فلسطيني من مؤيدي حركتي حماس والجهاد الإسلامي وتوجهوا إلى مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله، وأخذوا يهزون بواباته تعبيرا عن احتجاجهم على إغلاق السلطة عددا من مكاتب الحركتين ومؤسسات تابعة لهما في غزة والضفة الغربية.
قرار منتظر للجهاد
وعلى الصعيد السياسي أعلن مسؤول كبير في حركة الجهاد الإسلامي بغزة أن الحركة تتجه نحو تجميد عملياتها في داخل إسرائيل.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن نافذ عزام أن قيادة الحركة في الخارج هي التي ستتخذ قرارا نهائيا بشأن هذه المسألة.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي أعلنت قبل ذلك على لسان أمينها العام رمضان عبد الله شلح في خطاب عام أنها ستواصل المقاومة، كما أعلنت عزمها الاستمرار في شن العمليات الفدائية داخل إسرائيل رغم إعلان حركة حماس وقف تلك العمليات.
وشجب حزب الله (فلسطين) في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه أوامر الرئيس ياسر عرفات بوقف المقاومة، وشجب الحزب المضايقات ضد من وصفهم البيان بالمجاهدين والمقاومين، وناشد الفلسطينيين الحذر من الاقتتال الداخلي.
السلطة تشيد بقرار حماس
ورحبت القيادة الفلسطينية "بالبيان الهام الذي أصدرته حركة حماس وأعلنت فيه وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين الإسرائيليين ووقف قصف الهاون للمناطق الإسرائيلية".
وقالت القيادة في بيان عقب جلستها الأسبوعية بثته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن موقف حماس يمثل "تجاوبا هاما مع موقف القيادة وقراراتها التي تخدم مصلحتنا الوطنية وتقطع الطريق على مخطط شارون لضرب شعبنا وضرب عملية السلام وإجهاض الإجماع الدولي لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
ووصف البيان الاشتباكات بين ناشطين إسلاميين والشرطة الفلسطينية في قطاع غزة يومي الخميس والجمعة بأنها "محاولات مشبوهة لإثارة الفتنة".
وأضاف أن "حمل السلاح وإشهاره ومحاولة التجرؤ على بعض المراكز الأمنية ومقرات الشرطة هو اعتداء على المصلحة الوطنية وعلى الكيان الوطني الفلسطيني وعلى القانون والنظام والذي لا يمكن التساهل معه أو السماح به".
وحضر اجتماع القيادة الذي عقد برئاسة الرئيس ياسر عرفات في مدينة رام الله بالضفة الغربية أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والوزراء الفلسطينيون.
وكانت حركة حماس أعلنت وقف العمليات المسلحة وإطلاق قذائف الهاون في خطوة مفاجئة انتظرتها السلطة الفلسطينية طويلا وفقا لمسؤولين فيها. ودعت حماس "كافة أبناء الحركة وخاصة كتائب عز الدين القسام إلى الالتزام بهذا القرار".
كتائب القسام تستجيب
واستجابت كتائب عز الدين القسام, الذراع العسكرية لحماس, لنداء الحركة معلنة في بيان موافقتها على تعليق العمليات "الاستشهادية والقصف بالهاون في فلسطين المحتلة عام 1948 فقط وبصورة مؤقتة".
وأضاف البيان أن "هذا التعليق مقيد بامتناع العدو الصهيوني وتوقفه عن سياسة الاغتيالات والاعتداءات على المدنيين من أبناء شعبنا, ومتى ما تجاوز العدو هذا القيد فإننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام في حل من أمرنا ويعتبر هذا التعليق لاغيا". وقالت الكتائب إن هذا القرار يشكل "تجاوبا مع دعوة الإخوة في القيادة السياسية للحركة ومن أجل مصلحة شعبنا وحمايته والحفاظ على وحدته الوطنية".
موقف إسرائيل وأميركا
وعلق متحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر على قرار حماس بالقول إن إسرائيل "ستحكم على الأفعال".
وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر "لا يهمني هذا الإعلان في شيء، ولا يهمني تحليل تصريحات مجموعة مثل حماس"، ورأى أن الإعلان يعني أن حماس قد تستأنف العمليات في المستقبل. وأضاف "أفهم أنهم أعلنوا أنهم لن يقدموا على القيام بعملية انتحارية ولكن هذا يجب أن يوصلنا إلى النتيجة وهي أنه ربما في يوم ما يقولون العكس. المهم هو أن تقوم السلطة بإجراءات تجعلهم غير قادرين على القيام بعمليات".
الرنتيسي ينفي نيته تسليم نفسه
في سياق آخر أفاد مصدر فلسطيني مسؤول بأن القيادي في حركة حماس عبد العزيز الرنتيسي سوف يسلم نفسه إلى السلطة الفلسطينية بناء على اتفاق مشترك بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، وهو ما نفاه الرنتيسي الذي رفض تسليم نفسه أو حتى استجوابه.
وقال مصدر مقرب من الرنتيسي إنه "أعاد التأكيد أنه لن يسلم نفسه للشرطة وأنه في الوقت ذاته لن يمارس العمل السري ليصبح متخفيا متنقلا من مكان إلى آخر". ولا يزال مائة من أنصار الرنتيسي يرابطون أمام منزله لمنع أي محاولة تقوم بها الشرطة لاعتقاله.
وفي السياق ذاته اجتمع مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين مع الرنتيسي للسعي إلى تهدئة حدة التوتر في غزة بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن مقربين من الرنتيسي.
وأشار أحد حراس الرنتيسي إلى أن هذا الأخير زار برفقة زكريا الآغا المسؤول الكبير في فتح الشيخ ياسين وذلك لبحث سبل تهدئة الوضع في غزة. وأضاف الحارس الذي فضل عدم كشف اسمه "لم نكن موافقين على مغادرة الرنتيسي منزله بيد أنه بالنظر إلى أن الشيخ ياسين لا يمكنه المجيء إليه بسبب تحديد إقامته في بيته, اضطر الرنتيسي للذهاب إليه".