إلحاح أميركي أوروبي لسحق المقاومة الفلسطينية
ـــــــــــــــــــــــ
كتائب شهداء الأقصى القريبة من حركة فتح تدعو الفلسطينيين إلى أن يكونوا على استعداد لمواصلة الانتفاضة
ـــــــــــــــــــــــ
واشنطن تطلب من السلطة الفلسطينية التأكد من أن حركات المقاومة الإسلامية لن تكون قادرة على شن هجمات في المستقبل
ـــــــــــــــــــــــ
طالبت الولايات المتحدة وأوروبا السلطة الفلسطينية بقمع حركات المقاومة رغم إعلان بعضها التوقف عن العمليات الفدائية ضد إسرائيل. في غضون ذلك اعتقلت الشرطة الفلسطينية مسؤول الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ومساعده في قطاع غزة. وشيع الفلسطينيون ضحايا المصادمات بين الشرطة الفلسطينية ومسلحين في مخيم جباليا.
فقد أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بسبب تصريحات حركتي المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي بشأن العمليات الفدائية ضد إسرائيل، وطالبت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بمواصلة "حملة القمع".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر "أعلم أن قادة الحركتين قالوا إنهم لن يشنوا هجمات انتحارية وهذا يعني أنهم في يوم ما من الممكن أن يقولوا إنهم سيشنون هجمات.. الضروري هو أن تتأكد السلطة الفلسطينية من عدم قدرتهم على شن هذه الهجمات في المستقبل".
تصريحات موراتنيوس
وفي السياق ذاته دعا مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى الشرق الأوسط ميغيل موراتنيوس السلطة الفلسطينية إلى القضاء على حركتي الجهاد الإسلامي وحماس اللتين أدت هجماتهما -حسب قوله- إلى تقويض القيادة الفلسطينية. وقال للصحفيين عقب اجتماعه مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في دمشق "نأمل القضاء على هاتين الشبكتين الإرهابيتين بأسرع ما يمكن"، وأعرب عن اعتقاده بأن أنشطة هاتين المنظمتين تقوض المستقبل الفلسطيني.
وحث موراتنيوس على تأييد عرفات وأعرب عن تفاؤله بأن انتهاء المواجهات المستمرة منذ 15 شهرا بين الفلسطينيين وإسرائيل صار في متناول اليد، وعبر عن أمله بأن "نتمكن في الأيام المقبلة من خلق ظروف توفر فرصة للسلام في المنطقة".
وأعربت إسرائيل عن شكوكها ووصفت تصريحات حركة حماس بأنها خدعة لتخفيف الضغط على عرفات. وقال جدعون مائير المسؤول بوزارة الخارجية الإسرائيلية "إنه إجراء تكتيكي تقوم به حماس وهي منظمة إرهابية.. أعتقد أن هناك اتفاقا صامتا بتأجيل حملة القمع التي تقوم بها السلطة الفلسطينية لفترة".
موقف الجهاد الإسلامي
وفي هذه الأثناء ذكر مصدر أمنى فلسطيني أن الشرطة الفلسطينية اعتقلت مساء اليوم مسؤول الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في شمال قطاع غزة شادي مهنا وأحد مساعديه وهو محمود جودة.
وقال المصدر إن مهنا ومساعده محمود جودة قاما بإطلاق النار على رجال الشرطة الفلسطينية أثناء المصادمات التي جرت في مخيم جباليا بشمال قطاع غزة يوم الجمعة. وبينما لم تصدر حركة الجهاد الإسلامي بيانا مكتوبا عن موقفها من العمليات الفدائية نقلت وكالة رويتر عن زعيم الحركة في الضفة الغربية وغزة نافذ عزام قوله إنهم قرروا تجميد الهجمات مؤقتا "حتى يتم تحديد فترة تعليقها".
لكن أحد مسؤولي الحركة في بيروت وهو أبو عماد الرفاعي نفى أن تكون الجماعة أوقفت عملياتها، وقال "الجهاد الإسلامي غير معنية بوقف أي عمليات استشهادية أو عسكرية أو بوقف الانتفاضة ما دام هناك احتلال إسرائيلي". وكان الأمين العام لحركة الجهاد في فلسطين رمضان عبد الله شلح أعلن في دمشق في خطبة الجمعة "استمرار المعركة والمقاومة".
بيان كتائب الأقصى
في غضون ذلك طلبت كتائب شهداء الأقصى القريبة من حركة فتح من الفلسطينيين البقاء على استعداد لمواصلة الانتفاضة, لكنها لم تطلب صراحة انتهاك وقف إطلاق النار الذي أعلنته السلطة الفلسطينية. ودعت قيادة الكتائب في بيان "جميع المناضلين والمجاهدين الأبطال أن تبقى أيديهم على زناد بنادقهم وعبواتهم جاهزة، وأن يحافظوا على أقصى درجات السرية والوقاية والاستعداد المستمر لتصعيد هجماتهم المسلحة على أهداف جيش العدو ومستوطنيه القتلة".
وأضاف البيان "لم يعد هناك بديل لاستمرار انتفاضة الأقصى ومقاومتها الباسلة دفاعا عن شعبنا وحقوقه الوطنية وحريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس". وخلص البيان إلى القول إن الذين حلموا أن تعود الأوضاع إلى ما قبل 28 سبتمبر/ أيلول (تاريخ اندلاع انتفاضة الأقصى) "قد فشل توقعهم وانهارت أحلامهم".
تشييع ضحايا المصادمات
شارك آلاف الفلسطينيين من مخيم جباليا بشمال قطاع غزة في تشييع أربعة من الفلسطينيين الستة الذين قتلوا في اشتباكات مع الشرطة الفلسطينية. وتحولت مراسم التشييع إلى تظاهرة معادية للسلطة الفلسطينية، في حين انطلق موكب تشييع القتيلين الآخرين من غزة وبيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأطلقت عدة أعيرة نارية أثناء موكب التشييع الذي انطلق من جباليا قبل أن يدعو أحد المتحدثين من مكبر للصوت إلى التوقف عن إطلاق النار. ولتفادي تكرار الاشتباكات بين الشرطة والمسلحين التي سقط فيها القتلى الستة اتفق الطرفان على ألا يحمل المشيعون أسلحة وأن تبتعد الشرطة عن موكب التشييع. ولم يشاهد أي رجل شرطة طوال مراسم الجنازة والدفن.
ويقول مراسل الجزيرة في قطاع غزة إن حالة من الهدوء تسود مخيم جباليا للاجئين بعد مواجهات الجمعة، وأضاف أن بيانا صدر عن شخصيات فلسطينية في لجنة المتابعة الوطنية والإسلامية في قطاع غزة للحد من تصاعد الأوضاع.
حوادث متفرقة
من جهة ثانية أفادت مصادر طبية فلسطينية بأن فلسطينيا توفي متأثرا بجراح أصيب بها برصاص قوات الاحتلال أثناء القصف الإسرائيلي لمخيم خان يونس جنوب قطاع غزة قبل عشرة أيام. وقالت المصادر إن وسام محارب (25 عاما) من مخيم خان يونس توفي متأثرا بإصابته بعيار ناري في الرأس عقب وقوع عمليتين فدائيتين في مجمع مستوطنات غوش قطيف.
وعلى الصعيد الميداني أيضا أصيب فلسطينيان بجروح حالة أحدهما خطرة بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار قرب مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية. وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن رجل شرطة أصيب بجروح خطرة كما أصيب فتى يبلغ من العمر 14 عاما بجروح عندما فتحت دبابتان إسرائيليتان نيران رشاشاتهما. ولم يسجل وقوع أي حادث في هذا القطاع قبل إطلاق النار الإسرائيلي.