استقالة الرئيس الأرجنتيني وحصيلة المواجهات 20 قتيلا
قدم الرئيس الأرجنتيني فرناندو ديلاروا استقالته في أعقاب عجز حكومته عن وقف التظاهرات العنيفة وأعمال النهب التي اجتاحت الأرجنتين احتجاجا على سياسات الحكومة التقشفية. وقد ارتفعت حصيلة المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في العاصمة بوينس أيرس إلى عشرين قتيلا.
فقد أعلن وزير الإنتاج نيكولا غالو أن الرئيس الأرجنتيني فرناندو ديلاروا قدم استقالته إلى البرلمان. وقال غالو إن الرئيس بعث باستقالته إلى البرلمان كبادرة حسن نية ديمقراطية في وقت تشهد فيه البلاد مواجهات مستمرة منذ الأربعاء. وسيخلف ديلاروا موقتا رئيس مجلس الشيوخ رامون بويرتا الذي ينتمي إلى المعارضة البيرونية.
وكان الرئيس الأرجنتيني قد عرض -في محاولة أخيرة لإنقاذ حكمه- على المعارضة الدخول في حكومة وحدة وطنية. لكن المعارضة التي اجتمعت مساء أمس أعلنت رفضها عرض المشاركة في الحكومة حسب ما أعلن هومبرتو روجيرو رئيس الكتلة البرلمانية البيرونية.
إحراق البنوك
وتأتي استقالة الرئيس الأرجنتيني وسط موجة من أسوأ الاضطرابات الاجتماعية منذ أكثر من عشر سنوات بسبب إجراءات التقشف الحكومية. وقد أضرم متظاهرون مساء أمس النار في اثنين من مباني البنوك الرئيسية في وسط بوينس أيرس على مقربة من القصر الرئاسي في إطار أعمال شغب تجتاح الأرجنتين.
واشتبكت مجموعات من الشبان مع الشرطة التي حاولت جاهدة إبعاد المحتجين من المنطقة التجارية في وسط المدينة التي تحفل أيضا بالمكاتب الحكومية وحطم, الشبان نوافذ المبنيين وأشعلوا النار في الأثاث. وتصاعدت سحب الدخان السوداء فوق الشوارع الضيقة في وسط بوينس أيرس في الوقت الذي أطلقت فيه الشرطة الأعيرة المطاطية على المتظاهرين واستخدمت الهري في ضربهم.
وقال مراسل لرويترز في الموقع "الدخان الأسود يلف كل شيء. لقد خرج الموقف تماما عن نطاق السيطرة". ولقي 20 شخصا حتفهم وأصيب أكثر من 250 آخرين بجروح خطيرة في أعمال الشغب والنهب المستمرة منذ يومين في شتى أنحاء البلاد في موجة من الاضطرابات المدنية أثارها برنامج الرئيس فرناندو ديلاروا الاقتصادي.
واشنطن تنفض يدها
وفي إشارة إلى تدهور الوضع الاقتصادي الأرجنتيني استبعد وزير الخزانة الأميركي بول أونيل إمكانية وضع خطة إنقاذ للأرجنتين على غرار الخطة التي وضعتها إدارة كلينتون في 1994 للمكسيك مشيرا إلى أن حل الأزمة في الأرجنتين "لا يمكن فرضه من الخارج".
وردا على أسئلة الصحافيين في البيت الأبيض عن احتمال تقديم مساعدة أميركية شبيهة بالمساعدة التي قدمتها واشنطن إلى المكسيك قبل سنوات, قال إن "ديون الأرجنتين تبلغ 132 مليار دولار ويبدو من الواضح جدا أنها ليست قادرة على تأمين خدمة" هذه الديون.
وأضاف أن الأرجنتين "تقوم بدراسة الخطوات الصعبة التي يتعين على دولة ذات سيادة أن تعتمدها للنهوض اقتصاديا. إنها مبادرة يجب أن يتخذها قادة البلاد. وليست أمرا يمكن فرضه من الخارج". وقد أوصت الولايات المتحدة الأرجنتين بالاستمرار في التنسيق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لحل أزمتها الاقتصادية الحادة. وأعرب وزير الخزانة من جهة أخرى عن "قلقه" من الوضع في الأرجنتين.