مشرف في الصين وسط تزايد الحشود مع الهند
أكد الرئيس الباكستاني برويز مشرف قوة العلاقات بين بلاده والصين التي تعتبر الحليف الأساسي لباكستان وجاءت تصريحات مشرف أثناء لقائه بالرئيس الصيني جيانغ زيمين في مستهل زيارة لبكين تستغرق أربعة أيام. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه الأوضاع بين نيودلهي وإسلام آباد تصعيدا خطيرا جراء الهجوم الذي استهدف البرلمان الهندي في 13 من الشهر الجاري.
فقد عقد مشرف اجتماعا مع زيمين حيث أكد الزعيمان على تحالفهما الوثيق وأوضح مشرف أن أساس السياسية الخارجية الباكستانية هي علاقاتها وتعاونها مع الصين واصفا الصين أنها الصديق الموثوق به دائما.
من جانبه أشاد زيمين بمشرف ووصفه بالصديق القديم للشعب الصيني معربا عن اعتقاده أن الزيارة ستدفع التعاون المشترك بين الحليفين إلى الأمام. ومن المقرر أن تركز زيارة مشرف التي تأتي احتفالا بالذكرى الخمسين لقيام العلاقات الدبلوماسية بين بكين وإسلام آباد على الوضع في أفغانستان وعلى دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
الأزمة بين الهند وباكستان
وتأتي زيارة مشرف إلى الصين في الوقت تصاعدت فيه الأزمة بين الهند وباكستان على خلفية الهجوم الذي استهدف البرلمان الهندي والذي اتهمت فيه نيودلهي إسلام آباد بالتورط فيه.
وكانت الصين قد طالبت البلدين بالتحلي بضبط النفس وتجنب تصعيد الموقف وحل الأزمة بينهما من خلال الحوار والتشاور.
وفي سياق التصعيد بين الهند وباكستان شددت نيودلهي موقفها من إسلام آباد ورفضت إطلاع إسلام آباد على الأدلة التي تثبت تورط باكستان في الهجوم على البرلمان.
ويأتي الرفض الهندي رغم دعوة الولايات المتحدة للهند لتقديم الأدلة على تورط باكستان في الهجوم، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الهندية نيروباما راو إن نيودلهي ستعرض الأدلة على أصدقائها وحلفائها الذين يشنون حربا على الإرهاب.
وأوضحت المتحدثة أن رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي لن يعقد اجتماعا مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف في العاصمة النيبالية كاتمندو على هامش قمة دول منظمة التعاون لجنوب شرق آسيا (سارك) أوائل الشهر القادم بسبب عدم اتخاذ باكستان أي إجراءات ضد الجماعات الإرهابية التي تشن هجمات على الهند انطلاقا من الأراضي الباكستانية حسب قولها.
حشود للقوات
وفي تطور يعكس عمق الأزمة بين الهند وباكستان أعلن شهود عيان ومسؤولون عسكريون أن الهند أرسلت مئات الدبابات والآليات العسكرية الأخرى إلى حدودها الغربية مع باكستان.
فقد أفاد شهود في منطقة جودبور بولاية راجستان الحدودية اليوم أن أكثر من 500 دبابة وسيارة جيب وشاحنة وعددا من الشاحنات الطبية شوهدت وهي تتجه إلى الحدود منذ أمس الأربعاء.
وكانت المنطقة الحدودية مع باكستان قد وضعت في حالة استنفار قصوى منذ الهجوم الذي وقع في الثالث عشر من الشهر الجاري على البرلمان الهندي.
في غضون ذلك طالبت الولايات المتحدة الهند بتقديم الأدلة التي تثبت تورط باكستان في عملية الهجوم على البرلمان كما تقول الهند.
ورد ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر الذي جاءت تصريحاته بعد وقت قصير من دعوة باكستان إلى فتح تحقيق في الحادث.
وكان رئيس الوزراء الهندي قد ذكر في كلمة أمام برلمان بلاده أن حكومته ستستخدم أولا الوسائل الدبلوماسية لإقناع باكستان بحظر "منظمتين انفصاليتين كشميريتين تتخذان من باكستان مقرا لهما" وتحملهما مسؤولية الهجوم، في إشارة إلى منظمتي لشكر طيبة وجيش محمد اللتين تقاتلان الوجود الهندي في كشمير.