مقتل 16إسرائيليا وجرح 40 حصيلة انفجارات حيفا
ـــــــــــــــــــــــ
قوات الاحتلال تداهم منزلين في بلدة أبو ديس بالقدس الشرقية بحثا عن اثنين من ناشطي حماس في البلدة تعتقد إسرائيل أنهما منفذا عملية القدس وتعتقل تسعة من أشقائهما
ـــــــــــــــــــــــ
الدبابات الإسرائيلية تتوغل في بيت لاهيا بعد وقت قصير من هجوم إيلي سيناي وتغلق معبر بيت حانون الحدودي
ـــــــــــــــــــــــ
وزير إسرائيلي عمالي يشير إلى احتمال أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية قرارا بإبعاد عرفات من الأراضي الفلسطينية
ـــــــــــــــــــــــ
قتل 16 إسرائيليا وجرح أربعون آخرون في انفجار حافلتين في حيفا. في هذه الأثناء تبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس الهجوم على مستوطنة إسرائيلية في شمالي غزة صباح اليوم مما أدى إلى مقتل مستوطن وجرح خمسة آخرين، إضافة إلى استشهاد منفذي الهجوم. وتصاعدت حدة الهجمات الفدائية بعد سلسلة اغتيالات نفذتها قوات الاحتلال بحق عدد من النشطاء والمواطنين الفلسطينيين في الأيام الأخيرة، وكان عشرة إسرائيليين قتلوا وجرح نحو 180 آخرين في عمليتين فدائيتين أعقبهما انفجار سيارة ملغومة في القدس الغربية الليلة الماضية.
فقد قال مراسل الجزيرة إنه وفقا لمعلومات أولية مؤكدة قتل عشرة إسرائيليين وجرح أربعون آخرون في انفجار مزدوج استهدف حافلتين كانتا تقفان متجاورتين بحي الهزار في حيفا. وأضاف المراسل أنه من غير المعروف إذا كان الانفجار قد تم بواسطة عبوات داخل الحافلتين أو أن منفذ العملية فجر نفسه داخل الحافلتين.
وكان المراسل قد ذكر أن كتائب القسام أعلنت مسؤوليتها عن عملية التسلل إلى مستوطنة إيلي سيناي شمالي قطاع غزة. وأعلن في بيان له أن منفذي العملية هما جهاد المصري (17 عاما) من سكان اليرموك بمدينة غزة، ومسلمة الأعرج (20 عاما) من مدينة بيت لاهيا المتاخمة للمستوطنة الإسرائيلية.
وأشار المراسل إلى أن مفاوضات لازالت جارية بين لجنتي الارتباط العسكري الفلسطيني والإسرائيلي لتسليم جثتي الشهيدين الفلسطينيين.
هجوم إيلي سيناي
ولم تمض ساعات على انفجارات القدس حتى استيقظ الإسرائيليون على هجوم جديد على مستوطنة بشمالي قطاع غزة حيث قام مسلحان فلسطينيان بمهاجمة مستوطنة يهودية في شمالي غزة وقتلا مستوطن إسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين فلسطينيين تسللا إلى مستوطنة إيلي سيناي وفتحا النيران مما أسفر عن مقتل إسرائيلي واحد على الأقل. وقال متحدث من فرق الإنقاذ إن خمسة آخرين أصيبوا في الهجوم.
ووقع الهجوم عند ساحة رماية يستخدمها جنود ومدنيون في المستوطنة، وذكر التلفزيون الإسرائيلي أن قوات إسرائيلية لاحقت المسلحين وقتلتهما.
وجرى خلال الهجوم تبادل عنيف لإطلاق النار بين المسلحين الفلسطينيين وجنود الاحتلال مما حال دون دخول سيارات الإسعاف إلى المنطقة، وقال شاهد عيان إسرائيلي إن المسلحين أطلقوا النار على سيارات إسرائيلية في المنطقة.
وإثر العملية توغلت القوات الإسرائيلية تدعمها الدبابات في منطقة بيت لاهيا، ويتوقع أن تقوم قوات الاحتلال بعمليات تجريف للأراضي الفلسطينية. وأشار مراسل الجزيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي أغلق معبر بيت حانون (إيريز) الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل وذلك منذ ساعات الصباح.
وكانت المستوطنة قد تعرضت لعملية تسلل مماثلة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عندما اقتحم مسلحون من حماس المستوطنة وقتلوا إسرائيليين وأصابوا آخرين بجروح، كما استشهد منفذو الهجوم.
الجهاد تتبنى عملية القدس
في هذه الأثناء أفادت أنباء بأن حركة الجهاد الإسلامي أعلنت مسؤوليتها عن الانفجارات الثلاثة التي وقعت في القدس فجر اليوم وأدت لمقتل عشرة إسرائيليين ونحو 180 آخرين بجروح بالإضافة إلى استشهاد منفذي العمليات.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إن مجهولا اتصل هاتفيا بمكتبها في القدس ادعى أنه يمثل حركة الجهاد الإسلامي وأعلن أن الحركة مسؤولة عن هذا الحادث وهدد بأن مزيدا من الانفجارات سوف يقع بعد وقت قليل.
وكان فلسطينيان نفذا عمليتين فدائيتين بفارق دقائق أعقبهما انفجار سيارة مفخخة في منطقة مليئة بالمتاجر والمطاعم في وسط القدس الغربية فجر اليوم، مما أسفر عن مصرع عشرة أشخاص وجرح حوالي 170 شخصا بينهم 11 في حالة خطرة، كما استشهد منفذا الهجوم.
وفي تطور لاحق داهمت قوات الاحتلال منزلين في بلدة أبو ديس بالقدس الشرقية بحثا عن اثنين من ناشطي حماس في البلدة تعتقد إسرائيل أنهما منفذا عملية القدس.
وتقول إسرائيل إن نبيل محمود حلايبة وأسامة محمد بشار اختفيا منذ الجمعة ولم يعد لهما أثر بعد أن صليا الجمعة في المسجد الأقصى. وكان حلايبة قد أمضى خمس سنوات في السجون الإسرائيلية، في حين استقال بشار من الشرطة الفلسطينية الخميس الماضي لعضويته في حركة حماس.
وقال شهود عيان فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية اعتقلت تسعة من أشقاء الشابين في حين داهمت الكلية الإسلامية في أبو ديس، وفرضت إسرائيل حظر تجول على البلدة. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولين إسرائيليين.
وكانت حماس قد تعهدت برد سريع وقوي على اغتيال قوات الاحتلال في قصف صاروخي محمود أبو هنود أحد أبرز قادتها العسكريين واثنين من مرافقيه قبل أيام.
رد إسرائيلي متوقع
في هذه الأثناء باشر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر اجتماعه صباح اليوم برئاسة وزير الخارجية شمعون بيريز لتقويم العمليات التي وقعت في القدس.
ومن المتوقع أن يبحث المجلس الوزاري سيناريوهات الرد على العمليات الفدائية في القدس، لكن أوساطا سياسية في إسرائيل قالت إنه اتفق على أن يكون الرد بعد عودة شارون، وأشارت إلى أن الرد سيكون عنيفا جدا وربما يستهدف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نفسه.
ووصف بيريز انفجارات القدس بأنها الأسوأ منذ سنوات، وقال "ننتظر من السلطة الفلسطينية أن تقوم بكل ما ينبغي لمنع مثل هذه الهجمات وهذا يشمل القيام باعتقالات وعمليات ضد رجال المقاومة الفلسطينية".
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد قالت إنها تلقت اتصالا هاتفيا من مجهول حذرها من أن عملية فدائية ستنفذ في وسط القدس قبل ساعة ونصف الساعة تقريبا من وقوع تفجيرات القدس.
من جانبه أشار وزير العلوم والرياضة الإسرائيلي العمالي ماتان فيلناي إلى احتمال أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية قرارا بإبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من الأراضي الفلسطينية في رد على العملية. وأكد فيلناي الموجود مع شارون في زيارته الحالية للولايات المتحدة "في حال تبين أنه ليس أمامنا أي خيار يمكننا أن نقوم بسهولة بطرد ياسر عرفات من القطاع".
وقد هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الذي يزور الولايات المتحدة حاليا برد يتناسب مع حجم هذه الهجمات. وأعلن أنه سيقطع زيارته إلى الولايات المتحدة ويعود إلى تل أبيب بعد أن يجتمع بالرئيس الأميركي جورج بوش اليوم الأحد بدلا من الاثنين كما كان مقررا سابقا. وكان شارون أجرى مشاورات طارئة من نيويورك مع قادة أجهزة الأمن في إسرائيل فور وقوع التفجيرات.
وحمل المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية آفي بازنر السلطة الفلسطينية المسؤولية عن الانفجارات متهما إياها بالتحريض على تصعيد المواجهات وعدم القيام بما من شأنه الحد منها.
تنديد أميركي
وسارعت الإدارة الأميركية بإدانة انفجارات القدس ودعت السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ إجراءات سريعة في ملاحقة ومعاقبة المسؤولين عن هذه الانفجارات. فقد أدان الرئيس الأميركي جورج بوش بشدة تفجيرات القدس، وطالب الرئيس عرفات والسلطة الفلسطينية بإلقاء القبض فورا على المسؤولين عن هذه العمليات.
كما ندد وزير الخارجية الأميركي كولن باول بعملية القدس وقال إنه اتصل بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وأفهمه "بكل وضوح" بضرورة وضع حد للعمليات الفلسطينية واتخاذ إجراءات "فورية" ضد المسؤولين عنها. وأضاف باول في بيان له أنه "لا أعذار أمام السلطة الفلسطينية إذا لم تتخذ إجراءات فورية وكاملة ضد المسؤولين" عن هذه العمليات.
وفي القدس أعلن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط أنتوني زيني أن على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أن يتحرك "بلا تأخير" ولا "أعذار" لتوقيف المسؤولين عن تفجيرات القدس الغربية.
وقد أدانت السلطة الفلسطينية هذه العمليات وأعلنت في بيان "أن القيادة الفلسطينية تدين بشكل كامل الانفجار الذي استهدف مدنيين إسرائيليين". وأضافت أن هذا الهجوم استهدف تدمير كل جهود السلام في المنطقة مشيرة إلى أن القيادة الفلسطينية ملتزمة بملاحقة من يقفون وراء هذا الهجوم.
وقال وزير الشؤون البرلمانية نبيل عمرو لقناة الجزيرة إن السلطة عادة تتخذ موقفا حازما ضد مثل هذا النوع من العمليات. واتهم إسرائيل بالبحث عن الذرائع عند وقوع العمليات وإلقاء اللوم على السلطة باتهامها بالتقصير في حين لا تبحث الحكومة فعليا عن أمن إسرائيل الذي يرتبط بوقف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني وسلطته.
وقال عبد العزيز الرنتيسي أحد قادة حماس السياسيين في غزة إن عملية القدس رد طبيعي على الإرهاب الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين. وأشار إلى أنه سبق العملية مقتل 20 من كوادر حماس في أقل من شهر بينهم القائد محمود أبو هنود ورفيقاه، فضلا عن مقتل الأطفال الخمسة في خان يونس والشيوخ في رفح.
وتساءل الرنتيسي في تصريح للجزيرة عن السبب وراء الصمت العالمي إزاء ما يمارس من إرهاب على الفلسطينيين في حين تقوم الدنيا كلها عند وقوع عمليات ضد إسرائيل. وشدد على أن المشكلة هي في استمرار الاحتلال الإسرائيلي وعليه أن يغادر الأراضي الفلسطينية.
مصر والأردن ينددان
وقد أدان الرئيس المصري حسني مبارك انفجارات القدس ونقل تعازيه لأسر ضحيا الانفجارات، وطالب الفلسطينيين والإسرائيليين بوقف "الأعمال الانتقامية والعسكرية حقنا للدماء".
وأكد مبارك في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن "مصر تدين كل أعمال العنف المتبادل الذي يستهدف الأبرياء ونطالب بوقف كل الأعمال الانتقامية والعسكرية حقنا للدماء". وشدد مبارك على أنه "لا بديل عن العودة إلى التفاوض والحوار".
كما ندد وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب بانفجارات القدس وأي عمليات تستهدف المدنيين، وقال إن "المواجهات الدموية لن تؤدي بأي حال من الأحوال إلى تحقيق فائدة لأي من الطرفين".