واشنطن تقر بالضغط على اليمن ليتصدى لتنظيم القاعدة
أقرت واشنطن بأنها مارست ضغطا على صنعاء كي تشن هجوما على عناصر القاعدة المفترضين في اليمن. وفي السياق ذاته ذكر مصدر يمني أن الإدارة الأميركية أبلغت اليمن سلفا بأسماء أشخاص تشتبه في انتمائهم للقاعدة.
وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي بول وولفويتز "لقد طلبنا من اليمنيين بذل المزيد في هذا المجال". وأضاف أنه ليس لديه أي تفاصيل عن العملية ولكنه أوضح "منذ بعض الوقت كنا قلقين" لكون الحكومة اليمنية لا تسيطر على المناطق المتاخمة للحدود السعودية "حيث نعتقد أن بعض أفراد القاعدة قد لجؤوا إليها".
كما رفض المتحدث باسم البيت الأبيض آري فليشر من جهته الحديث عن احتمال مشاركة أجهزة الاستخبارات الأميركية في هذه الحملة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "الحرب ضد الإرهاب لها عدة جبهات".
وفي السياق ذاته قال مسؤول في وكالة الأنباء اليمنية إن الإدارة الأميركية أبلغت اليمن بأسماء أشخاص تشتبه في انتمائهم للقاعدة وطلبت منها اتخاذ إجراءات القبض عليهم.
وقال رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية نصر طه مصطفى للجزيرة إن موقف اليمن من مكافحة ما أسماه بالإرهاب واضح ومبكر. واستبعد مصطفى توجيه واشنطن ضربة إلى صنعاء مؤكدا أن "الحكومة قادرة على تحجيم من يشتبه في انتمائهم للقاعدة".
ويأتي هذا في أعقاب مقتل 15 وجرح 20 آخرين في عملية شنتها صنعاء الثلاثاء لتعقب من يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن.
يذكر أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بحث مع الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن الشهر الماضي مسألة تعزيز تعاون بلديهما في مكافحة ما يسمى الإرهاب. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض آري فليشر آنذاك إن صالح أعرب عن رغبته في أن يكون "شريكا قويا جدا للولايات المتحدة" في المعركة ضد ما أسماه بالإرهاب.
وكان مصدر مسؤول بوزارة الداخلية اليمنية قد ذكر أمس الثلاثاء أن قوات الأمن ووحدات من القوات الخاصة تساندها المروحيات تعقبت عناصر يشتبه بانتمائها لتنظيم القاعدة. ونقل مراسل الجزيرة في اليمن عن مصادر قبلية يمنية قولها إن 15 شخصا قتلوا وجرح نحو 20 في الاشتباكات مع أفراد من قبيلة عبيدة بمحافظة مأرب.
وقال المصدر إن هذه القوات مشطت عدة قرى في منطقة بلحارث بمحافظة شبوة ومناطق تابعة لقبيلة عبيدة بمحافظة مأرب شرق اليمن واعتقلت عددا من المتهمين بإيواء أعضاء في تنظيم القاعدة. وأضاف أن حملة التفتيش في عبيدة ووجهت بإطلاق النار مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وأكد المصدر أن القوات ستواصل تمشيط المنطقة للقبض على المطلوبين.
ووفقا لمصادر بمحافظة مأرب فقد استمر قصف القرية التي تقع على بعد ثلاثة كيلومترات عن مدينة مأرب شرق اليمن لأكثر من ثلاث ساعات، بعد انتهاء المهلة التي حددتها القوات الحكومية لأهالي القرية من أجل تسليم المطلوبين والشخص المتهم بإيوائهم.
وأضافت المصادر أن القوات اليمنية تساندها الدبابات والمروحيات تحركت إلى قرية حصن الجلال في مأرب الواقعة على بعد نحو 140 كلم شرق العاصمة صنعاء بعد أن رفضت قبيلة عبيدة تسليم عدد من الأشخاص من المعتقد أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة الذي يترأسه أسامة بن لادن.
شكوك
لكن مصدرا يمنيا مستقلا شكك في صحة انتماء أي فرد من أفراد قبيلة عبيدة إلى تنظيم القاعدة، وأشار إلى أن القبيلة على خلاف مستمر مع قبيلة سنحان التي ينتمي إليها الرئيس علي عبد الله صالح، وكثيرا ما تمرد أفراد القبيلة على سلطات الرئيس وارتكبوا جرائم خطف وفجروا أنابيب النفط التي تمر بمناطقهم بهدف تقويض سلطات الرئيس أو إحراجه مع الدول الغربية.
ولم يستبعد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن تكون العملية محاولة من السلطات اليمنية لاستخدام مكافحة الإرهاب ذريعة لضرب الخصوم السياسيين والقبليين، ويؤكد ذلك -وفقا للمصدر- أن معاقل الأفغان العرب في اليمن تتركز في جبال المراقشة بمحافظة أبين وليس في مأرب المستهدفة حاليا التي عرفت قبائلها بموالاة الحزب الاشتراكي المهزوم.
وكانت مصادر صحفية ذكرت مؤخرا أن وحدات خاصة تقوم بتمشيط المناطق الواقعة بين محافظات مأرب وشبوة والجوف (شمال شرق صنعاء) بحثا عن اثنين أو ثلاثة من أعضاء القاعدة يحملون جوازات سفر يمنية.
وأوضح أحد وجهاء مأرب أن الاشتباكات التي جرت أمس الثلاثاء اندلعت عندما بدأت قوات الأمن تطارد أحد أفراد قبيلة بلحارث كان قد وصل ليلا مع أفراد أسرته إلى منطقة الحصن. وأضاف أن الرجل الذي يدعى "بن ثنيان كان قادما من منطقة بيحان في محافظة شبوة المجاورة وأصوله منها"، مشيرا إلى أن الرجل هو أحد ثلاثة أشخاص يجري البحث عنهم لانتمائهم إلى تنظيم القاعدة.
يذكر أن عشرات اليمنيين الذين يشتبه في ارتباطهم بأسامة بن لادن أوقفوا في اليمن منذ الهجمات التي استهدفت الولايات المتحدة يوم 11 سبتمبر/ أيلول الماضي.