واشنطن ترسل قوات خاصة إلى باكستان لتعقب بن لادن
ـــــــــــــــــــــــ
قوات أفغانية تستعد لاقتحام منطقة في شمالي غربي قندهار يعتقد أن الملا عمر متحصن فيها مع 500 من أنصاره
ـــــــــــــــــــــــ
البنتاغون يعلن أن واشنطن كانت متأكدة من وجود بن لادن في توره بوره قبل بضعة أيام لكنها فقدت أثره
ـــــــــــــــــــــــ
بلير: طليعة القوات الدولية التي ستقودها بريطانيا تصل أفغانستان قبل نهاية الأسبوع مزودة بصلاحية استخدام القوة عند الضرورة
ـــــــــــــــــــــــ
أرسلت الولايات المتحدة قوات خاصة إلى باكستان لمطاردة أسامة بن لادن. في هذه الأثناء تستعد قوات أفغانية لمهاجمة منطقة حول مدينة قندهار يعتقد أن زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر مختبئ فيها. وقال قائد أفغاني في المدينة إن مسؤولا عسكريا رفيعا في حركة طالبان يتفاوض من أجل استسلامه.
فقد ذكر تلفزيون (ABC) الأميركي أن الإدارة الأميركية أرسلت قوات خاصة إلى باكستان للمساعدة على تنسيق العمليات لمطاردة أسامة بن لادن والمتواطئين معه. وأشار التلفزيون الأميركي مساء أمس إلى أن الاستخبارات الأميركية لديها عناصر في المعتقلات الباكستانية تساعد على استجواب السجناء، مضيفا أن الولايات المتحدة تمتلك الآن معلومات أكيدة صدرت معظمها من مساجين أسروا في منطقة توره بوره شرق أفغانستان تشير إلى أن بن لادن كان موجودا في هذه المنطقة قبل أن يختفي أثره منذ ثلاثة أيام.
وكان المتحدث باسم البنتاغون الأميرال جون ستافلبيم أعلن أمس أن الولايات المتحدة تعتقد أن أسامة بن لادن كان موجودا في توره بوره قبل بضعة أيام. وردا على سؤال أثناء مؤتمر صحفي عن مكان وجود بن لادن قال "من يعلم؟". وأضاف أنهم قبل أيام كانوا يعتقدون أنه في توره بوره "إلا أننا لم نعد متأكدين من ذلك".
ولدى سؤاله عن الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان المتواري عن الأنظار منذ سقوط معقله في قندهار مطلع الشهر الجاري، قال ستافلبيم إنه "لا يزال بالتأكيد في أفغانستان" مشيرا إلى أنه لا توجد أي أدلة دامغة على مغادرته البلاد, و"هناك إشارات بأنه قد يكون حول قندهار". وأعلن أن القوات المناهضة لطالبان تلاحقه بالتعاون مع قوات أميركية خاصة.
تعقب الملا عمر
قال رئيس المخابرات الجديد في قندهار حاجي جولالاي إن القوات الأفغانية تستعد لمهاجمة منطقة جبلية شمالي غربي قندهار، حيث يعتقد أن زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر مختبئ فيها ومعه نحو 500 رجل. وأوضح أن الملا عمر تقهقر إلى منطقة جبال وكهوف واقعة حول قرية بجران بولاية هلمند على بعد نحو 160 كلم شمالي غربي قندهار ومعه مجموعة من مقاتلي طالبان وتنظيم القاعدة، وقال "لقد ذهب إلى بجران مع مجموعة من العربات والأسلحة ونحو 500 رجل.. إنهم في الجبال والكهوف".
وقال حاجي جولالاي إن قائدا عسكريا رفيعا بحركة طالبان يتحصن في قرية خارج قندهار يتفاوض من أجل استسلامه مع الحاكم الجديد للمدينة. وأضاف أن حافظ ماجد الساعد الأيمن سابقا لزعيم حركة طالبان الملا محمد عمر أرسل ثلاثة من إخوته واثنين من أبناء عمه لتسليم مركباتهم وأسلحتهم. وأشار إلى "أنهم كانوا يحاولون القتال لكن ليس لديهم دعم كاف، وقد أتوا بمركباتهم وأسلحتهم واستسلموا لنا، ورددت لهم مركبة واحدة وبندقيتي كلاشنيكوف وأرسلتهم إلى منزل حاكم المدينة".
القضاء على القاعدة
من جهته نفى وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد أن يكون قد تم القضاء على تنظيم القاعدة في أفغانستان مؤكدا أنه لا يزال يلزم بعض الوقت للانتهاء من مقاتليها الذين لا يزالون يقاومون في الجبال. وقال للصحفيين على متن الطائرة التي نقلته إلى بروكسل حيث سيشارك في اجتماع لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي إن "أولى قواعد الحرب هي أن قرار تحقيق هدف ما يعود إلى الرؤساء".
وتتناقض تصريحات رمسفيلد مع تصريحات سابقة أدلى بها الأحد وزير الخارجية الأميركي كولن باول في مقابلة مع شبكة فوكس التلفزيونية اعتبر فيها أنه تم سحق شبكة القاعدة في أفغانستان.
وبعد أن أكد عدم رغبته في وجود أي تعارض في المواقف، قال رمسفيلد "إنه لا يزال هناك عناصر من القاعدة أحرارا في هذا البلد كما يعلم الوزير باول، ولهذا السبب نحن هناك, ولهذا السبب نقاتلهم ونقصفهم، ونعمل مع القوات الأفغانية على إخراجهم من الأنفاق". وتابع أنه من الصحيح أن عناصر القاعدة يفرون ويختبئون ولا يهيمنون على أفغانستان كما كانوا يفعلون، ومن الصحيح أيضا أن حركة طالبان لم تعد تشكل الحكومة الشرعية في أفغانستان, "على افتراض أنها كانت كذلك يوما ما"، ولكن لا يزال بعضهم يمتلك السلاح في أجزاء من البلاد.
وفي هذا الإطار علقت الولايات المتحدة قصفها على أحد وديان منطقة توره بوره الجبلية شرقي أفغانستان لتتمكن القوات الأفغانية من القضاء على مقاومة آخر عناصر تنظيم القاعدة في مغاور منتشرة بتلك المنطقة.
أسر مقاتلي القاعدة
وفي غضون ذلك يقوم مقاتلو تحالف الشرق من الأفغان بإخراج أسرى تنظيم القاعدة وجثث القتلى من المغاور في الجبل الأبيض بعد أسبوعين من القصف الأميركي المتواصل على المنطقة.
وقال موفد الجزيرة إلى توره بوره إن المئات من مقاتلي القاعدة تمكنوا من الفرار إلى الحدود بين أفغانستان وباكستان، وبقيت بعض جيوب المقاومة في قمم الجبل الأبيض ولكنها عاجزة -في ما يبدو- عن خوض معارك ضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقدر الموفد عدد الأسرى بنحو مائتي أسير موزعين على ثلاثة مراكز. وقد عقد القائد الأفغاني حاجي ظاهر مؤتمرا صحفيا في توره بوره أكد فيه انتهاء المعركة في هذه المنطقة، قبل أن يصطحب الصحفيين ووسائل الإعلام إلى مدينة آغام القريبة حيث عرض عليهم 19 أسيرا من مقاتلي القاعدة معظمهم من العرب وبينهم سعوديون ويمنيون وأسير كويتي.
قوات بقيادة بريطانيا
على صعيد آخر أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن دفعة أولى من القوة متعددة الجنسيات التي ستتولى بلاده على الأرجح قيادتها قد تصل إلى أفغانستان قبل 22 ديسمبر/ كانون الأول تاريخ استلام الحكومة الأفغانية الانتقالية السلطة في أفغانستان.
وقال بلير أمام مجلس العموم إنه لا يمكن إرسال جميع عناصر القوة في هذا التاريخ، وإن مدة مشاركة الجنود البريطانيين في القوة الدولية في أفغانستان "قد يكون أشهرا عديدة". وأشار إلى أن بريطانيا سترسل على الأرجح 1500 جندي للمساهمة في هذه القوة مكررا استعداد بلاده لتولي قيادة هذه القوة.
وأوضح بلير "نحن الدولة الأكثر استعدادا لقيادة المهمة ولهذا طلب منا أن نقوم بذلك"، مضيفا "أن ثمت حاجة ملحة لكي يؤدي البريطانيون دورهم في إرساء السلام في أفغانستان". وأكد من جهة أخرى أن مهمة البعثة ستندرج ضمن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح للجنود استخدام القوة في حال الضرورة.
وكان وزير الخارجية الأفغاني عبد الله عبد الله وافق الجمعة على نشر قوة دولية، غير أنه اشترط أن توضع المهمة في إطار البند السادس من الميثاق الذي لا يسمح مبدئيا باستخدام القوة.
سفارات أجنبية
وعلى الجانب السياسي أعادت الولايات المتحدة وجودها الدبلوماسي بالعاصمة الأفغانية كابل لأول مرة منذ أن فر الدبلوماسيون الأميركيون من المدينة قبل انتهاء الوجود السوفياتي هناك عام 1989.
ورفع اثنان من مشاة البحرية الأميركية علم الولايات المتحدة على السارية نفسها التي انتزع منها يوم 30 يناير/ كانون الثاني 1989. وحضر الاحتفال المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان جيمس دوبنز.
ومن جهة أخرى أشرف وزير الخارجية التركي إسماعيل جيم على إعادة فتح السفارة التركية في كابل رسميا، وأعلن إقامة مركز تعاون داخل السفارة للاستجابة إلى "جميع الطلبات الأفغانية في المجالات القانونية والطبية والعسكرية والتعليمية". وقال جيم -وهو أول شخصية تركية بهذا المستوى تزور أفغانستان منذ سنوات عدة- إن بلاده على استعداد لمساعدة الشعب الأفغاني والحكومة الأفغانية الجديدة، عارضا "تجربة وخبرة بلاده لإعادة هيكلة المؤسسات المدنية والعسكرية".