واشنطن تتوعد أي دولة تؤوي بن لادن بعواقب وخيمة
ـــــــــــــــــــــــ
رمسفيلد يقول إن الخناق بدأ يضيق على أسامة بن لادن ومقاتلي القاعدة في أفغانستان ويؤكد أن الحملة ستستغرق زمنا طويلا
ـــــــــــــــــــــــ
متحدث باسم البنتاغون: الطائرات الأميركية تتابع أهدافا متحركة في محيط توره بوره وقندهار
ـــــــــــــــــــــــ
وزارة الدفاع البريطانية تنشر مائة عنصر من قواتها في كابل مع بدء تولي الحكومة الأفغانية المؤقتة مهامها ـــــــــــــــــــــــ
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن القصف الأميركي لجبال توره بوره بأفغانستان سيتواصل دون انقطاع، وقال وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد إن الخناق يضيق على أسامة بن لادن وشبكته. وقد حذرت واشنطن من إيواء أي دولة له واعترفت بعدم علمها بمكان اختبائه حتى الآن.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم الثلاثاء أن القصف الأميركي حول توره بوره شرق أفغانستان يتواصل دون انقطاع رغم الهزيمة الظاهرة التي ألحقت بالقاعدة في تلك المنطقة وفي قندهار.
وقال المتحدث باسم البنتاغون ريتشارد ماك غرو إن القصف يتواصل اليوم "بالقوة نفسها التي كان عليها أمس"، وأضاف "سنواصل طلعات الطيران بالوتيرة نفسها لا سيما في محيط توره بوره وقندهار"، مشيرا إلى أن واشنطن لا تزال تجهل مكان أسامة بن لادن.
وأوضح ماك غرو أن المقاتلات الأميركية سجلت أمس الاثنين 138 طلعة، وأشار البنتاغون إلى أن الغارات الأميركية تستهدف بشكل خاص أهدافا متحركة.
وكان ناطق أميركي أفاد أمس بتعليق القصف على وادي آغام في توره بوره للسماح للقوات الأفغانية التي تدعمها قوات خاصة أميركية "بتنظيف" الكهوف والأنفاق.
تضييق الخناق على بن لادن
وعلى الصعيد نفسه قال وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد اليوم في مؤتمر صحفي إن القوات التي تقودها الولايات المتحدة تواصل تضييق الخناق على أسامة بن لادن وشبكة القاعدة التي يتزعمها في أفغانستان مشيرا إلى أن من المحتمل استمرار الحملة لوقت طويل.
وأوضح رمسفيلد في المؤتمر الذي عقده بعد محادثات مع وزراء الدفاع في دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن "الجهود تتواصل، قلصنا عدد المناطق التي يمكن أن يوجدوا بها داخل أفغانستان". وأضاف "يتحقق تقدم باطراد، لكن المهمة ما زالت أمامنا ويجب ألا نعتبر أنها ستنجز خلال وقت قصير، ستكون (مهمة) عسيرة".
واعترف رمسفيلد بأنه رغم القصف العنيف والمتواصل لقوات طالبان والقاعدة في جبال توره بوره فإن الولايات المتحدة لم تتوصل لموقع بن لادن ومساعديه المقربين. وقال في المؤتمر نفسه "إن من المعروف أن اليمن والسودان بهما خلايا نشطة للقاعدة"، وإن الصومال استضافت زعماء الشبكة في الماضي. وتوعد الدول التي تدعم الإرهاب "بعواقب وخيمة".
في الوقت نفسه دعت الولايات المتحدة اليوم أي دولة قد تفكر في إيواء أسامة بن لادن إلى استخلاص العبرة من أفغانستان. وقال نائب وزير الدفاع الأميركي "أعتقد أن أي دولة تقدم المأوى عن علم لبن لادن لن تكون في كامل رشدها". واعترف بول فولفو ويتز بأن الولايات المتحدة لا تعرف مكان بن لادن بعد أكثر من شهرين من القصف الأميركي والعمليات البرية وحملة قوات الفصائل المناوئة لحركة طالبان والتي أطاحت بحكومة الحركة في كابل.
مطاردة مقاتلي القاعدة
في غضون ذلك قال الحاكم الجديد لمدينة قندهار غل آغا اليوم إنه يعد لبدء حملة لمطاردة مقاتلي حركة طالبان المنهارة في الجبال المحيطة بالمعقل السابق للحركة. وأضاف "سنبدأ حالا في المدن والمناطق المحيطة وسنبذل قصارى جهدنا لنزع سلاح طالبان الذين ما زالوا هناك ومصادرة عرباتهم ثم سنتحرك حينئذ إلى الجبال".
وقال آغا الذي تولى منصب حاكم قندهار بعد استسلام قوات طالبان قبل نحو أسبوعين أمام العديد من شيوخ القبائل في مقر حاكم قندهار "إذا لم يستسلموا فسوف تتخذ الحكومة قرارا بشأن كيفية التعامل معهم وسوف نتحرك بناء على ذلك"، مؤكدا أن هذه العملية يمكن أن تكتمل في غضون شهرين.
وأوضح آغا أن زعماء القبائل سيختارون من يشغلون المناصب في الإدارة الجديدة للمدينة ولتحديد الأسعار للسيطرة على التضخم وبحث إستراتيجية عملية ملاحقة مقاتلي طالبان، وأضاف أن عودة المنظمات الأهلية ووكالات الأمم المتحدة أصبحت محل ترحيب بعد أن أصبحت المدينة مستقرة نسبيا.
وقال آغا إنه أنشأ قوة شرطة قوامها 600 رجل، وإنه صادر أكثر من 12 ألف قطعة سلاح من قوات تابعة لقبائل البشتون كانت تجوب المدينة على مدى الأيام القليلة الماضية.
وعلى صعيد نشر قوات لحفظ السلام الدولية في أفغانستان أعلنت وزارة الدفاع البريطانية الثلاثاء أنه سيتم نشر مائة عنصر من مشاة البحرية البريطانية في كابل السبت المقبل وهو اليوم الذي تتولي فيه الحكومة الأفغانية المؤقتة مهامها رسميا. وستقوم مروحيات على الأرجح بنقل هؤلاء الجنود إلى كابل انطلاقا من حاملة المروحيات فيرلس الراسية في مياه الخليج وفق ما أوضحت ناطقة باسم وزارة الدفاع.
وسيشكل هؤلاء الجنود طلائع قوة أمنية متعددة الجنسيات تضم آلاف العناصر التي تنشر لاحقا في كابل وربما في مدن أفغانية أخرى بتوكيل من الأمم المتحدة.