بكين وواشنطن تطالبان الهند وباكستان بضبط النفس

طالبت بكين وواشنطن كلا من الهند وباكستان بضبط النفس، وفي الوقت نفسه قلل وزير هندي من مخاوف اندلاع حرب بين بلاده وباكستان ردا على الهجوم الذي استهدف البرلمان الهندي. وقد تصاعدت الحرب الكلامية بين الجارتين النوويتين بعد اتهام نيودلهي إسلام آباد بالوقوف وراء الهجوم وهو ما نفته الأخيرة بشدة.
في هذه الأثناء جددت إسلام آباد إدانتها للهجوم وعرضها إجراء تحقيق مشترك، وهو الأمر الذي رفضته الهند.
وقال وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية فاروق عبد الله أمام أعضاء البرلمان الهندي إن شن حرب على باكستان لن يكون الخيار الأول للحكومة الهندية، وأشار إلى أن الحكومة ما زالت تبحث سبل الرد على الهجوم الذي ارتفع عدد قتلاه إلى 15 شخصا بينهم خمسة مهاجمين.
وقد جاء تصريح عبد الله بعد أن طالب نواب من حزب بهارتيا جاناتا الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء أتال بيهاري فاجبايي بضرب المقاتلين الكشميريين داخل الأراضي الباكستانية. وأكد عبد الله أن "القوة والعنف والحرب لن تكون الخيار الأول"، وأوضح أن ما يمنع شن حرب هو أن باكستان دولة نووية.
واتهمت نيودلهي إسلام آباد في وقت سابق بالسعي للقضاء على الزعماء السياسيين بالهند في الهجوم، وقال وزير الداخلية الهندي لال كريشنا أدفاني إن باكستان ساندت الهجوم على البرلمان الهندي.
وأوضح أدفاني أمام نواب البرلمان أن أحداث الخميس الماضي هي "الهجوم الإرهابي الأكبر والأخطر خلال عقدين من تاريخ الإرهاب في الهند الذي تسانده باكستان"، لكن الوزير لم يشر كيف تعتزم الهند الرد على هذا الهجوم.
وأشار أدفاني إلى أن عناصر التحقيق تشير إلى أن منظمتين كشميريتين هما لشكر طيبة وجيش محمد قامتا بالهجوم مؤكدا أنهما تحظيان بدعم المخابرات العسكرية الباكستانية.

وعلى صعيد التهدئة بين البلدين طالبت الصين -التي تستعد لاستقبال الرئيس الباكستاني الخميس المقبل- الهند وباكستان بالتحلي بضبط النفس والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض آري فليشر إن "للهند حقا مشروعا في الدفاع عن نفسها، وفي موازاة ذلك يعتبر الرئيس (جورج بوش) أن الوضع حاليا صعب جدا في المنطقة وقد يتفاقم بسرعة ويخرج عن السيطرة". وأضاف أن الرئيس بوش "يدعو الجانبين إلى تبادل المعلومات والعمل معا وعدم التحرك لعرقلة الحرب على الإرهاب التي تعهدت الهند وباكستان بالمضي فيها".
كما قال وزير الخارجية الأميركي كولن باول أمس إن الولايات المتحدة تحاول منع وقوع حرب بين الهند وباكستان عبر إقناعهما بالتعاون ضد المجموعة التي هاجمت البرلمان الهندي الأسبوع الماضي.
وقال باول "لا نريد أن يتصاعد هذا إلى مواجهة مباشرة بين البلدين بدلا من أن يتعاونا في مكافحة عدوهما المشترك وهو المنظمات الإرهابية التي ترتكب مثل هذه الأنواع من الهجمات الرهيبة". وأضاف باول في مقابلة تلفزيونية أن الولايات المتحدة على اتصال بالبلدين وأنهما يتصرفان "بطريقة حكيمة في هذا الوقت".