باراك ونتنياهو يؤكدان أن لا سلام مع عرفات
ـــــــــــــــــــــــ
باراك يقول إن عرفات لن يتغير بعد أن بلغ السبعين ونتنياهو يعتبر أن هامش المناورة سيكون أفضل لو صعدت حماس إلى السلطة
ـــــــــــــــــــــــ
أهالي سخنين بالجليل يتظاهرون ضد الرئيس الإسرائيلي ويجبرونه على قطع زيارته إلى القرية
ـــــــــــــــــــــــ
إحصائية إسرائيلية: تراجع هجرة اليهود إلى إسرائيل وازدياد عدد المستوطنين في الضفة والقطاع
ـــــــــــــــــــــــ
أكد رئيسا الوزراء الإسرائيليان السابقان إيهود باراك (العمل) وبنيامين نتنياهو (الليكود) أنه من المستحيل عقد اتفاق سلام مع الفلسطينيين طالما ظل ياسر عرفات في منصبه. في المقابل حث الرئيس الفلسطيني وزير الخارجية الأميركي على مطالبة إسرائيل بوقف الحصار والاعتداء على الأراضي الفلسطينية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك في كلمة أمام مؤتمر عقد في هرتزيليا شمال تل أبيب ضم أبرز المسؤولين والمختصين في الإستراتيجية بإسرائيل "الحقيقة أننا لا نرى في ياسر عرفات شريكا لاتخاذ قرارات. أعرفه منذ 25 سنة وبرأيي أن هذا الرجل الذي يبلغ حاليا من العمر 73 سنة لن يتغير أبدا".
وأضاف باراك أن عرفات لا يعترف بحق إسرائيل في الوجود ولا بحق الشعب اليهودي "وهو فقط يتكرم بالاعتراف بحق الديانة اليهودية في الوجود".
وقال باراك الذي شغل منصب رئيس الوزراء في إسرائيل من 1999 إلى 2001 إنه يجب القضاء على آمال من أسماهم الإرهابيين والعمل على إسقاط عرفات "حتى وإن كان بين الفينة والأخرى يقوم بوقف العنف لغايات تكتيكية".
وفي السياق ذاته أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو أنه في النهاية ليس أمام الإسرائيليين من خيار سوى إسقاط نظام السلطة الفلسطينية "ولو كان ذلك لمجرد ردع الفلسطينيين مستقبلا عن ممارسة الإرهاب بالتوازي مع المفاوضات".
وأضاف نتنياهو الذي شغل المنصب من 1996 إلى 1999 أن على عرفات أن يفهم أن هناك ثمنا يتوجب دفعه عند خرق الاتفاقات، "وأي نظام يخلف نظام عرفات لن يكون أسوأ منه، وإذا صعدت حماس إلى السلطة فإن هامش المناورة لدى إسرائيل سيكبر".
عرفات يطالب برفع الحصار
في المقابل حث الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وزير الخارجية الأميركي كولن باول على مطالبة إسرائيل بوقف اعتداءاتها وحصارها المفروض على الأراضي الفلسطينية.
وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني إن عرفات حث الولايات المتحدة أيضا على استمرار العمل من أجل إنقاذ عملية السلام. وأضاف أبو ردينة أن باول عبر في اتصال هاتفي مع عرفات عن ارتياحه لخطاب الرئيس الفلسطيني الذي ألقاه في أول أيام العيد ودعا فيه للالتزام بوقف إطلاق النار. وأوضح أن عرفات أكد لباول التزام السلطة الفلسطينية التام بتعهداتها والتزامها بعملية السلام وكل ما ورد في الخطاب.
وقد تم الاتفاق بين عرفات وباول على استمرار الاتصالات في الأيام القريبة القادمة من أجل متابعة التطورات حسبما ذكر أبو ردينة.
اعتقال فلسطينيين
وجاءت هذه التطورات السياسية في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال اعتقال المواطنين الفلسطينيين مع استمرار أعمال التفتيش والتأخير عند الحواجز العسكرية، وفي وقت نشرت فيه السلطة الفلسطينية قواتها الأمنية في غزة لمنع أعمال المقاومة.
فقد أفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل خمسة فلسطينيين -أحدهم مصاب- بعد أن أطلق النار عليهم في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وقالت المصادر إن "القوات الإسرائيلية المتمركزة في المواقع العسكرية المحيطة بمستوطنة دوغيت في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة اعتقلت أربعة من تجار الخضار الذين مروا على الطريق الزراعي العام في بيت لاهيا بعد إطلاق النار عليهم دون مبرر".
وكان جيش الاحتلال اعتقل ستة فلسطينيين على حاجز أبو هولي العسكري بدير البلح جنوب قطاع غزة وسط استمرار أعمال التفتيش والتأخير على الحواجز العسكرية في قطاع غزة بعد أن نزع ملابسهم وغطى وجوههم أمام المارة.
ومن جهة أخرى قالت مراسلة الجزيرة في فلسطين إن ما يزيد على عشر دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية اقتحمت فجر اليوم بلدة طوباس قرب جنين حيث احتلت الحي الشرقي من البلدة وقامت بعزلها عن محيطها.
تشييع شهيدين
في غضون ذلك شيع الآلاف من الفلسطينيين في خان يونس بغزة الشهيد الطفل محمد حنيدق (12 عاما) الذي قتله جنود الاحتلال قرب مستوطنة نافيه ديكاليم غرب المدينة دون وقوع مواجهات تبرر إطلاقهم النار.
وفي نابلس بالضفة الغربية تم تشييع الشهيد منجد سلمان (22 عاما) من الشرطة البحرية والذي استشهد عندما فتحت الدبابات الإسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة على دورية لشرطة البحرية الفلسطينية ادعى جنود الاحتلال أنها كانت تهم بإطلاق النار عليهم في غرب نابلس، ودعا المشيعون إلى الانتقام للشهيدين وإلى مواصلة الانتفاضة.
الأمن الفلسطيني
وكانت أجهزة الأمن والشرطة الفلسطينية نشرت قوات لها في قطاع غزة قرب الخطوط الفاصلة مع إسرائيل في إطار ما يسمى تثبيت وقف إطلاق النار الذي أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية التزامها الكامل به. وذكر شهود أن "أفرادا من الأمن والشرطة الفلسطينية شوهدوا قرب المفترقات الرئيسية المؤدية إلى المستوطنات في قطاع غزة".
وفي السياق نفسه حذر رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية جبريل الرجوب من أن السلطة الفلسطينية لن تتهاون مع القوى السياسية التي تختار ما سماه النشاط المدمر والمضر بالمصالح الوطنية الفلسطينية "حتى لو اقتضى الأمر المواجهة على الأرض".
وقال العقيد الرجوب في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء أجنبية إن خطاب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الأخير "كان واضحا بأن لدينا سلطة واحدة وشرطة واحدة وبندقية رسمية واحدة ولا مجال للاجتهاد والتأويل". وندد الرجوب بما وصفه الهجمات الانتحارية التي تستهدف الإسرائيليين قائلا إنها مرفوضة من العالم كله وتشكل خدمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون لإضعاف السلطة الفلسطينية و"هو أمر لا يمكن أن يصب في المشروع التحرري للشعب الفلسطيني".
مظاهرة ضد كاتساف
على صعيد آخر اضطر الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف إلى قطع زيارته لقرية عربية في شمال إسرائيل إثر تظاهرة عنيفة قام بها سكان القرية الرافضون لوجوده وفق ما أوردته وكالة عيتيم الإسرائيلية.
وشارك أكثر من 300 من سكان قرية سخنين في منطقة الجليل السفلى في التظاهرة التي أسفرت عن إصابة شرطيين إسرائيليين بجروح طفيفة وألحقت أضرارا بعدد من سيارات الشرطة. وحمل المتظاهرون عند مشارف مدفن سخنين لافتات كتب على معظمها "غير مرغوب فيك في هذه القرية" و"عد من حيث جئت" في رسالة إلى الرئيس الإسرائيلي.
وإزاء تطور الأحداث قطع كاتساف الزيارة وغادر القرية تحت حماية الشرطة. وكان الرئيس الإسرائيلي زار سخنين تكريما لذكرى اثنين من سكانها استشهدا في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي بعد بضعة أيام من بدء الانتفاضة أثناء تظاهرات لفلسطينيي 48 تساند فلسطينيي الأراضي المحتلة. وأصيب في تلك المظاهرات 13 آخرون برصاص الشرطة الإسرائيلية.
هجرة اليهود
وفي شأن آخر أعلن نائب وزير الاستيعاب الإسرائيلي يولي إدلشتاين أن الهجرة إلى إسرائيل شهدت تراجعا حادا بسبب تفاقم الوضع في الشرق الأوسط. وقال في مؤتمر صحفي إنه في عام 2001 هاجر 42 ألف شخص إلى إسرائيل بينهم 30 ألفا من الاتحاد السوفياتي السابق مقابل 60 ألفا و45 ألفا العام الماضي.
وأضاف أن أوكرانيا تحتل بين الجمهوريات السوفياتية السابقة المرتبة الأولى لجهة عدد المهاجرين أمام روسيا. مع الإشارة إلى أن نحو مليون يهودي هاجر من الاتحاد السوفياتي إلى إسرائيل في العقد الأخير.
ويقدر عدد سكان إسرائيل بنحو 6.5 ملايين نسمة بينهم 5.2 ملايين (81%) من اليهود و1.2 مليون عربي (18.8%).
تنقلات المستوطنين
وفي المقابل أظهرت إحصاءات إسرائيلية رسمية أن معدل الزيادة في عدد المستوطنين اليهود بالضفة الغربية وقطاع غزة قل أثناء الانتفاضة مقارنة مع أي عام على مدى عقد مضى.
وكشفت بيانات مكتب الإحصاءات المركزي عن أنه في الأشهر التسعة الأولى من عام 2001 زاد عدد المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى 204900 شخص بزيادة نسبتها 4.4% بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وزاد النمو السكاني للمستوطنين بنسبة 7.8% عام 2000 وكان متوسط النمو 8% كل عام من الأعوام الخمسة السابقة. وانتقل بعض المستوطنين للإقامة في المستوطنات بدافع ديني ليقيموا منزلا على أرض يعتبرونها الموطن التوراتي لليهود، وانجذب آخرون بفعل إغراء المسكن الرخيص والإعانات الحكومية.
وقال المتحدث باسم مجلس المستوطنات يهوشوا مور يوسف "لا يوجد مكان هادئ في إسرائيل اليوم، لا يمكن للمرء أن يقول سوف أترك مستوطنة عفرا وانتقل إلى نتانيا (داخل إسرائيل) ويقول إن الأوضاع ستكون أفضل.. توجد هجمات هناك أيضا".