تحالف الشرق يرصد مكان الملا عمر واختفاء بن لادن
ـــــــــــــــــــــــ
قائد أفغاني يعلن انتهاء المعارك في توره بوره ويعرض مجموعة من أسرى القاعدة معظمهم من العرب
ـــــــــــــــــــــــ
القوات الأفغانية تستعد لمهاجمة منطقة جبلية شمالي قندهار يعتقد أن الملا عمر لجأ إليها مع مجموعة من رجاله المسلحين
ـــــــــــــــــــــــ
قوات دولية تراوح عددها بين ثلاثة وخمسة آلاف جندي تصل إلى كابل بحلول موعد تسلم الإدارة المؤقتة السبت المقبل
ـــــــــــــــــــــــ
أنهت القوات الأميركية معركتها في معقل تنظيم القاعدة في توره بوره بقتل وأسر المئات من المقاتلين دون أن تعثر على أثر لزعيمهم أسامة بن لادن، في حين أعلن مسؤول أمني أفغاني أن الملا محمد عمر مختبئ في الجبال شمال غرب قندهار. يأتي ذلك في وقت يتوقع فيه وصول طليعة القوات الدولية إلى أفغانستان السبت المقبل.
وأفاد موفد الجزيرة إلى توره بوره بأن القوات الأميركية أكملت الليلة الماضية الفصل الأخير من معركتها في هذه المنطقة بقصف عشوائي على المخابئ والكهوف في سلسلة الجبل الأبيض حيث كان يتحصن المئات من مقاتلي تنظيم القاعدة الذين قضى معظمهم بسبب الغارات المكثفة المتواصلة منذ أكثر من أسبوعين.
وأفادت شهادات عدة بأن عمليات القصف الأميركية المتفرقة أسفرت عن سقوط قتلى في صفوف المقاتلين الأفغان من تحالف الشرق. وأوضح أحد هؤلاء الشهود لصحفيين أن 16 مقاتلا أصيبوا بجروح من جراء عمليات القصف ونقلوا إلى آغام كبرى مدن المنطقة التي تضم توره بوره.
وكان أحد القادة الأفغان في المنطقة قد قال إن عشرة من المقاتلين الأفغان أصيبوا بجروح مساء أمس عندما كانوا يبحثون عن كهوف كبيرة محتملة تشكل جزءا من معسكر تنظيم القاعدة. وقال قائد آخر إن عددا من "المجاهدين الأفغان" قتلوا في الغارات الأميركية مساء الأحد.
أسرى القاعدة
وأكمل مقاتلو تحالف الشرق من الأفغان المهمة اليوم بإخراج الأسرى وجثث القتلى بعد أن تمكن المئات من مقاتلي القاعدة من الفرار إلى الحدود بين أفغانستان وباكستان، وبقيت بعض جيوب المقاومة في قمم الجبل الأبيض ولكنها عاجزة في ما يبدو عن خوض معارك ضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقدر موفد الجزيرة عدد الأسرى بنحو مائتي أسير موزعين على ثلاثة مراكز، وقد عقد القائد الأفغاني حاجي ظاهر مؤتمرا صحفيا في توره بوره أكد فيه انتهاء المعركة في هذه المنطقة، قبل أن يصطحب الصحفيين ووسائل الإعلام إلى مدينة آغام القريبة حيث عرض عليهم 19 أسيرا من مقاتلي القاعدة معظمهم من العرب وبينهم سعوديون ويمنيون وأسير كويتي.
وعلى صعيد ذي صلة قال رئيس المخابرات الجديد في قندهار حاجي جولالاي إن القوات الأفغانية تستعد لمهاجمة منطقة جبلية شمالي غربي قندهار حيث يعتقد أن زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر مختبئ فيها ومعه نحو 500 رجل.
وأوضح أن الملا عمر تقهقر إلى منطقة جبال وكهوف واقعة حول قرية بجران بولاية هلمند على بعد نحو 160 كلم شمالي غربي قندهار ومعه مجموعة من مقاتلي طالبان وتنظيم القاعدة، وقال "لقد ذهب إلى بجران مع مجموعة من العربات والأسلحة ونحو 500 رجل.. إنهم في الجبال والكهوف".
أين بن لادن؟
وفي الشأن نفسه أعرب وزير الخارجية الأميركي كولن باول عن ثقته بأن العمليات الأميركية ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان قد انتهت تقريبا، وقال "علينا الآن ملاحقتهم أينما وجدوا في أرجاء العالم".
واعترف بعدم معرفة مكان بن لادن ولكنه قال "سنعثر عليه اليوم أو غدا أو بعد عام أو عامين، فقد أوضح الرئيس جورج بوش أننا لن نستريح حتى نحضر بن لادن إلى العدالة أو نحضرها إليه".
وكان مسؤولون أميركيون قد أعربوا عن ثقتهم بأن باكستان ستتعاون مع القوات الأميركية لاعتقال أسامة بن لادن إذا فر من أفغانستان. وقال قائد العمليات في أفغانستان الجنرال فرانكس في تصريح لشبكة أي بي سي التلفزيونية إن "الباكستانيين أسروا أشخاصا على حدودهم، ونحن نتلقى معلومات عن هؤلاء الأسرى", موضحا أن لدى الولايات المتحدة أسرى أيضا.
وتحدثت مصادر أفغانية بباكستان في الأيام القليلة الماضية عن إمكانية أن يكون بن لادن قد لجأ إلى المناطق القبلية في الأراضي الباكستانية على الحدود الأفغانية، في حين رجحت مصادر أخرى أن يكون بن لادن والملا محمد عمر قد فرا إلى منطقة جبلية وعرة في ولاية أرزجان وسط أفغانستان.
السفارة الأميركية
وعلى الجانب السياسي أعادت الولايات المتحدة وجودها الدبلوماسي إلى العاصمة الأفغانية كابل لأول مرة منذ أن فر الدبلوماسيون الأميركيون من المدينة قبل انتهاء الوجود السوفياتي هناك عام 1989.
ورفع اثنان من مشاة البحرية الأميركية علم الولايات المتحدة على نفس السارية التي انتزع منها يوم 30 يناير/ كانون الثاني 1989. وحضر الاحتفال المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان جيمس دوبنز.
وجاءت هذه الخطوة قبل خمسة أيام من تسلم الحكومة الأفغانية المؤقتة السلطة يوم 22 ديسمبر/ كانون الأول الحالي. وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن واشنطن سيكون لها مكتب للاتصالات في كابل إلى أن تعاد العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع أفغانستان.
وزير خارجية تركيا
ومن جهة أخرى أشرف وزير الخارجية التركي إسماعيل جيم على إعادة فتح السفارة التركية في كابل رسميا، وأعلن إقامة مركز تعاون داخل السفارة للاستجابة إلى "جميع الطلبات الأفغانية في المجالات القانونية والطبية والعسكرية والتعليمية".
وقال جيم -وهو أول شخصية تركية من هذا المستوى تزور أفغانستان منذ سنوات عدة- إن بلاده على استعداد لمساعدة الشعب الأفغاني والحكومة الأفغانية الجديدة، عارضا "تجربة وخبرة بلاده لإعادة هيكلة المؤسسات المدنية والعسكرية".
وكان جيم قد قال للرئيس برهان الدين رباني أثناء لقائه به في وقت سابق اليوم إن تركيا مستعدة للمساعدة "على إقامة أكاديمية للشرطة".
ولم يتمكن جيم من مقابلة الرئيس المقبل للحكومة الانتقالية الأفغانية حامد كرزاي الذي غادر إلى روما، بيد أنه تباحث مع وزير الدفاع الجنرال قاسم فهيم ووزير الداخلية يونس قانوني، كما وزار مستشفى أتاتورك الذي أقامته تركيا.
ومن ثم غادر الوزير التركي إلى مدينة مزار شريف شمالي أفغانستان حيث يلتقي الجنرال عبد الرشيد دوستم الذي أظهر عدم رضاه إثر إعلان تركيبة الحكومة الانتقالية التي ستتولى شؤون أفغانستان. وكان دوستم قبل عودته إلى بلاده في أبريل/ نيسان الماضي, أمضى سنوات عدة في المنفى بتركيا. وقال مسؤول تركي ضمن وفد جيم "سنسعى لتهدئة دوستم وإقناعه أن على أفغانستان ألا تضيع هذه الفرصة لإعادة الإعمار".
قوات دولية
وعلى صعيد آخر أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان جيمس دوبنز أنه يتوقع وصول قوات أمن أجنبية إلى العاصمة الأفغانية كابل بحلول موعد تسلم الحكومة المؤقتة السلطة هناك بعد أقل من أسبوع. وقال في مؤتمر صحفي بمقر السفارة الأميركية القديمة "أتوقع على الأقل وصول طليعة من القوات يوم السبت المقبل". وأضاف ردا على سؤال عن عدد هذه القوات أنه سيكون العدد كافيا.
وكان وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد أعلن الأحد أنه يتوقع أن يراوح عدد هذه القوات بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف جندي. وقال "إنها مسألة نفسية ورمزية لإظهار أن كابل لا تنتمي لفصيل واحد.. ليشعر الناس أن الهدوء الراهن سيستمر".
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن رئيس الحكومة المؤقتة حامد كرزاي ووزير الدفاع محمد قاسم فهيم أوضحا رغبتهما في العمل مع المجتمع الدولي فيما يتعلق بالتوصل إلى ترتيب مقبول لنشر القوات. ونقل عن فهيم قوله "لا نريد أن نترك وحدنا".