الاحتلال يرد على نداء عرفات باغتيال ثلاثة فلسطينيين
ـــــــــــــــــــــــ
جنود الاحتلال قتلوا الطفل محمد حنيدق برصاصة اخترقت القلب وخرجت من الظهر دون مبرر لإطلاق النار في خان يونس
ـــــــــــــــــــــــ
الجبهة الشعبية تنضم إلى حماس في رفض نداء عرفات لوقف المقاومة المسلحة وتتوعد بمهاجمة إسرائيل
ـــــــــــــــــــــــ
واشنطن تطلب مجددا من الرئيس الفلسطيني باتخاذ خطوات ملموسة لتطبيق ندائه وموسكو تدعو إسرائيل لتهيئة الأجواء المناسبة لذلك
ـــــــــــــــــــــــ
استشهد ثلاثة فلسطينيين بينهم طفل أطلقت عليه قوات الاحتلال النار دون وقوع مواجهات في خان يونس. وبينما جددت حركة حماس رفضها دعوة الرئيس الفلسطيني لوقف المقاومة وانضم إليها الجناح العسكري للجبهة الشعبية، دعت واشنطن عرفات إلى تطبيق خطابه عمليا ووقف ما أسمته عنف المتطرفين.
فقد ذكرت مصادر طبية أن الطفل محمد حنيدق (12 عاما) أصيب برصاصة قاتلة أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمركز في المواقع العسكرية المحيطة بمستوطنة نافيه ديكاليم غربي مدينة خان يونس، وتوفي فور وصوله مستشفى ناصر بالمدينة.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن الطفل أصيب برصاصة في القلب خرجت من الظهر. وأكد شهود عيان "أن قوات الاحتلال أطلقت النار في اتجاه عدد من الفتية والأطفال دون وقوع أي مواجهات تستدعي إطلاق النار مما أدى إلى مقتل الطفل محمد حنيدق".
وفي مدينة نابلس بالضفة الغربية استشهد منجد سلمان (22 سنة) عندما فتحت دبابات إسرائيلية منتشرة غربي المدينة النار من رشاشاتها الثقيلة على دورية من الشرطة البحرية, بحسب ما أفاد به شهود ومصدر أمني فلسطيني دون أن يحددوا أسباب إطلاق النار. كما أصيب عضو آخر في الشرطة البحرية هو منتصر أبو مصطفى (18 سنة) بجروح خطرة من جراء إطلاق النار بيد أن حياته ليست في خطر.
شهيد حماس
وكانت قوات خاصة إسرائيلية اغتالت في وقت سابق أحد ناشطي الحركة في الضفة الغربية. وقالت مراسلة الجزيرة في فلسطين إن وحدة خاصة إسرائيلية اقتحمت منطقة خان عيسى وحاولت اعتقال يعقوب إدكيدك (28 عاما) في منزله، لكن الجنود أطلقوا النار عليه عندما كان يهم بالهرب فاستشهد على الفور. وقالت مصادر من أسرة الشهيد إن الهدف من العملية كان اغتياله وليس اعتقاله.
ويعتبر الشهيد إدكيدك أحد الذين وردت أسماؤهم في قائمة المطلوبين الإسرائيلية. وقد حاولت الشرطة الفلسطينية اعتقاله في السابق لكنها فشلت. وتقول إسرائيل إنها لن تتوقف عن سياسة الاغتيالات وإنه لا علاقة لها بأي اتفاقات للتهدئة مع الجانب الفلسطيني.
وقال ممثل لحماس في بيت لحم تعليقا على الجريمة "سننتظر لنرى ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني"، مضيفا أن عملية الاغتيال التي جرت في الخليل تثبت أنه لا توجد هدنة من جانب إسرائيل.
ورد محمود غزال وهو أحد قادة حماس في نابلس بالقول "لا نستطيع أن نقبل دعوة عرفات بينما لا تلتزم إسرائيل بالشيء نفسه"، وذلك في إشارة إلى خطاب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس والذي دعا فيه إلى وقف العمليات الفدائية.
وأعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن أربعة حوادث مسلحة بسيطة هي عبارة عن إطلاق نار على أهداف إسرائيلية سجلت منذ نداء عرفات أمس. وأوضحت المصادر أن الحوادث التي سجلت هي إطلاق قذيفة هاون على مستوطنة رفح يام جنوبي قطاع غزة وثلاث هجمات أخرى بالأسلحة الخفيفة على سيارات ومواقع عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية. ولم تسجل أي إصابات.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أعلنت في وقت سابق رفضها لنداء عرفات. وأكدت في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه "أن ما ورد في خطاب عرفات من مطالبة الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة بوقف المقاومة والجهاد حتى وإن واصل العدو الصهيوني عدوانه المتمثل بسفك الدم الفلسطيني عبر الاغتيالات والمذابح, يفتح الباب على مصراعيه أمام السفاح (رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل) شارون ليواصل حملة الإبادة للشعب الفلسطيني, بحماية فلسطينية".
وقالت حماس إن إعطاء الاحتلال حق ممارسة العدوان على الشعب الفلسطيني ومنع الأخير من الدفاع عن نفسه، معادلة ظالمة لا يمكن القبول بها.
وتابعت أن "اعتبار العمليات الاستشهادية البطولية التي أحدثت حالة من توازن الردع -والتي تمثل السلاح الوحيد الذي يحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه- عمليات إرهابية، يحقق لشارون شرعية كان هو بأمس الحاجة إليها لشن حرب مسعورة ضد شعبنا الفلسطيني المجاهد, ويشكل ضربة قوية لمشروعية نضال شعبنا الفلسطيني عبر عقود من الزمن, ويشكل تراجعا جديدا وخطيرا أمام الابتزاز الصهيوني للسلطة الفلسطينية".
من جهة ثانية حذرت حماس من أن الإصرار على مواصلة ملاحقة الفصائل الفلسطينية يهدد وحدة الصف الفلسطيني "ويحقق للصهاينة ما أعلنوا عنه مرارا وتكرارا أن هدفهم إشعال نار حرب أهلية في الشارع الفلسطيني".
وانتقد البيان بشدة إغلاق السلطة الفلسطينية مؤسسات تخص حماس وقال إنه "يساهم في تركيع الشعب الفلسطيني وإخضاعه لقبول الإملاءات الصهيونية المذلة".
الجبهة الشعبية
وفي وقت لاحق انضمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى حركة حماس وأعلنت رفضها نداء عرفات وتوعدت بمواصلة المقاومة ضد إسرائيل. وقالت في بيان إن هذا النداء "لن يؤدي سوى إلى فتح شهية حكومة شارون لرفع سقف مطالبها وإملاءاتها الأمنية والسياسية لتركيع شعبنا وإجباره على الاستسلام".
وأكدت الجبهة التي نفذت عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول في فندق بالقدس الشرقية، تمسكها بخيار الانتفاضة والمقاومة ضد إسرائيل. ودعت السلطة الفلسطينية إلى الشروع في الحوار الوطني الشامل وإعلان التعبئة العامة وإلغاء قوانين الطوارئ والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ووقف مطاردة المقاومين وإلغاء قرارات إغلاق مؤسسات حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
ضغوط دولية
وعلى صعيد الضغوط الدولية على السلطة الفلسطينية دعا البيت الأبيض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى أن "يبرهن عبر أعمال ملموسة" أنه يملك الإرادة والسلطة اللازمتين "لوقف عنف المتطرفين الفلسطينيين ضد إسرائيل". وقال المتحدث آري فليشر إن ملاحظات عرفات كانت بناءة لكن الأهم من ذلك أن تتحول تلك الكلمات إلى أفعال ملموسة.
كما طلبت موسكو من السلطة الفلسطينية اتخاذ إجراءات ملموسة لتجسيد النداء الذي وجهه الرئيس عرفات، وطلبت في الوقت نفسه من إسرائيل وقف العمليات العسكرية والقتل المستهدف.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "ننتظر في موسكو أن تتخذ السلطة الفلسطينية طبقا لدعوة عرفات, إجراءات إضافية ملموسة وفاعلة لإنهاء هجمات الإرهابيين بما في ذلك اعتقال المتورطين في الاعتداءات وتفادي وقوع جرائم جديدة والقضاء على البنى الإرهابية".
وأضاف البيان أن موسكو تدعو في الوقت نفسه الحكومة الإسرائيلية إلى "التزام ضبط النفس ووقف التوغل في الأراضي الفلسطينية والإعدامات غير القانونية، وهذا سيعطي السلطة الفلسطينية عموما وياسر عرفات خصوصا فرصة تأمين شروط تطبيق تدابير مكافحة الإرهاب التي أعلن عنها".