إسرائيل تغتال ناشطا في حماس وتوقف مسؤول ملف القدس
ـــــــــــــــــــــــ
وحدة كوماندوز إسرائيلية تطلق النار على الشهيد ادكيك عندما كان يهم بالخروج من منزله في الخليل
ـــــــــــــــــــــــ
قوات الاحتلال تتوغل في منطقة فلسطينية جنوب قطاع غزة بدعوى تعرض مستوطنة مجاورة لقذيفة هاون والفلسطينيون ينفون
ـــــــــــــــــــــــ
عرفات يتوعد بملاحقة كل من يخرق وقف إطلاق النار، وإسرائيل تشكك بتعهداته وواشنطن تطلب أفعالا
ـــــــــــــــــــــــ
اغتالت وحدة إسرائيلية خاصة أحد ناشطي حركة المقاومة الإسلامية حماس في مدينة الخليل بالضفة الغربية، وفي الوقت نفسه احتجزت الشرطة الإسرائيلية مسؤولا بارزا في منظمة التحرير الفلسطينية بالقدس الشرقية.
في غضون ذلك توغلت دبابات إسرائيلية في مناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية بجنوب قطاع غزة ردا على مزاعم إسرائيل إطلاق قذيفة هاون على مستوطنة يهودية مجاورة. وجاء هذا التصعيد بعيد إطلاق الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات دعوته إلى وقف العمليات المسلحة ضد إسرائيل.
فقد أفادت مراسلة الجزيرة في فلسطين أن وحدة كوماندوز اقتحمت منطقة خان عيسى وحاولت اعتقال يعقوب ادكيك في منزله، لكن الجنود أطلقوا النار عليه عندما كان يهم بالهرب فاستشهد على الفور، وقالت مصادر من أسرة الشهيد إن الهدف من العملية كان اغتياله وليس اعتقاله.
ويعتبر الشهيد ادكيك من بين الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في قائمة المطلوبين الإسرائيلية. وقد حاولت الشرطة الفلسطينية اعتقاله في السابق لكنها فشلت. وتقول إسرائيل إنها لن تتوقف عن سياسة الاغتيالات وإنه لا علاقة لها بأي اتفاقات للتهدئة مع الجانب الفلسطيني.
من جهة ثانية قالت الشرطة الإسرائيلية إنها احتجزت اليوم الاثنين مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية سري نسيبة لاستجوابه. وأضافت أنها احتجزت نسيبة لتجاهله أمرا منها بعدم إقامة حفل استقبال.
وتولى نسيبة في أكتوبر/ تشرين الأول ملف القدس وأصبح أكبر مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية في القدس الشرقية بعد وفاة سلفه فيصل الحسيني.
وفي وقت سابق أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن قذيفة هاون أطلقت باتجاه مستوطنة رفح يام في أقصى جنوب قطاع غزة. لكن اللواء عبد الرازق المجايدة مدير الأمن العام الفلسطيني في قطاع غزة نفى ذلك وأكد أن هذه الادعاءات ترمي إلى تبرير "التصعيد والعدوان العسكري" الإسرائيلي.
وفي تطور سابق كانت مصادر أمنية فلسطينية قد ذكرت أن دبابتين إسرائيليتين توغلتا مسافة 200 متر مساء أمس في الأراضي الفلسطينية المشمولة بالحكم الذاتي في جنوب قطاع غزة. وأوضحت المصادر أن التوغل تم في منطقة قريبة من بلدة قرارة, ولم تتحدث عن إطلاق نار.
تشكيك إسرائيلي
وكانت إسرائيل شككت في تعهدات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات التي أعلنها في خطاب متلفز وجهه إلى الشعب الفلسطيني أمس، في حين اعتبر البيت الأبيض أنها بناءة لكنها تحتاج إلى إجراءات ملموسة. وقد أكد عرفات في كلمته على بقاء الهدنة التي أعلنها مع إسرائيل حتى ولو لم يحترمها الإسرائيليون، وتوعد بملاحقة ومعاقبة الفلسطينيين الذين يخرقون وقف إطلاق النار مع الاحتلال، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى العودة فورا لطاولة المفاوضات وإنهاء جميع أنواع الحصار.
وأشار رعنان غيسين المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في أول رد فعل على خطاب عرفات إلى أن دعوة عرفات لوقف الهجمات المسلحة على الإسرائيليين لا تكفي ويجب أن تتبعها أفعال على الأرض حسب قوله.
وقال غيسين في تصريح لشبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية بعد خطاب عرفات إنه يريد الحكم على الأفعال وليس الأقوال موضحا أن عرفات عندما يريد السيطرة على الموقف فهو يستطيع ذلك.
رد الفعل الأميركي
وقد وصف المتحدث باسم البيت الأبيض آري فليشر في تعليقه على كلمة عرفات أنها بناءة ولكنه أشار إلى أن الأمر الضروري الآن أن تتخذ الأفعال التي تقويها.
وكان وزير الخارجية الأميركي كولن باول قال قبيل إلقاء عرفات كلمته إنه يأمل بأن يصرح عرفات "لنوقف الانتفاضة, لنوقف العنف, لنوقف التحريضات, ولنجد سبيلا إلى وقف إطلاق النار الذي يؤدي إلى مفاوضات للسلام".
وأوضح باول في تصريح لشبكة فوكس نيوز الأميركية أن الولايات المتحدة ترى أن عرفات لم يفعل ما فيه الكفاية لوقف العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرا إلى أن العمليات التي تنفذها المنظمات الفلسطينية ضد إسرائيل تشكل عائقا أمام مواصلة السعي للسلام وتحديا لسلطة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وردا على سؤال بشأن الانعكاسات التي قد يواجهها عرفات إذا غاب التحرك لوقف العنف قال باول إن عرفات "سيخسر سلطته رويدا رويدا في المنطقة".
عرفات.. الوحدة والهدنة
وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات دعا في خطاب بثه التلفزيون الفلسطيني إلى الوقف الفوري والشامل لجميع الأعمال المسلحة ضد الإسرائيليين وخصوصا ما أسماه العمليات الانتحارية التي قال إنها تعطي المبرر لإسرائيل لشن مزيد من هجماتها على الفلسطينيين.
واعتبر عرفات أن أي خروج عن إطار قرار وقف إطلاق النار يضر بالمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، مشددا على الوحدة الفلسطينية باعتبارها خطا أحمر يجب على جميع الفلسطينيين الالتزام به والحفاظ عليه.
وقال عرفات في خطابه إن جميع التشكيلات العسكرية الفلسطينية باتت خارجة على القانون، وأضاف أن هناك سلطة فلسطينية واحدة في مناطق الحكم الذاتي، وأن هذه السلطة إن اتخذت قرارا توجب على الجميع احترامه، وتوعد بملاحقة الخارجين عن قرار السلطة.
ودعا عرفات الفلسطينيين إلى فهم الوضع الدولي خاصة بعد "الهجمات الإرهابية" على الولايات المتحدة، مشددا على ضرورة الحفاظ على ما وصفه بـ"الزخم الدولي لقضيتنا" وتجنب وصمها بالإرهاب. وأشار إلى أنه يهدف من وراء ذلك إلى تأكيد مصداقية السلطة وخيارها في استعادة الهدوء لتنفيذ قرارات ميتشل وتوصيات تينيت والعودة لطاولة المفاوضات التي قال إنها هي الوسيلة الوحيدة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
واتهم الرئيس الفلسطيني إسرائيل بشن حرب وحشية على السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، لكنه أكد التزام السلطة بالهدنة مع علمه المسبق أن حكومة شارون قد لا تلتزم بوقف إطلاق النار, وطالب قوى الشعب الفلسطيني بالالتزام بهذا القرار لتحقيق ما أسماه المصلحة الوطنية العليا التي تقتضيها المتغيرات الدولية الراهنة.