مقاتلو القاعدة يفقدون آخر معاقلهم في توره بوره
ـــــــــــــــــــــــ
مقتل المئات من عناصر تنظيم القاعدة نتيجة قصف أميركي ومعارك برية في هذه المنطقة الجبلية شرقي أفغانستان حسب مصادر أفغانية ـــــــــــــــــــــــ
إصابة ثلاثة عناصر من المارينز أحدهم في حالة خطرة إثر محاولة تعطيل قذائف غير منفجرة في محيط مطار قندهار جنوبي أفغانستان ـــــــــــــــــــــــ
رمسفيلد يطمئن القادة الأفغان بأن القوات الأميركية لن تبقى طويلا بعد انتهاء مهمتها في أفغانستان ـــــــــــــــــــــــ
أعلن قادة أفغان محليون يقاتلون في كهوف وأنفاق شرقي أفغانستان أنهم قتلوا المئات من عناصر تنظيم القاعدة وأسروا العشرات بعد أن دخلوا آخر معاقلهم في توره بوره دون أن يكون هناك دليل على وجود بن لادن الذي أعلن مسؤولون أميركيون أنه حي ولكنهم لا يعرفون مكانه. في قندهار أصيب ثلاثة من جنود المارينز الأميركيين في انفجار ألغام أرضية.
فقد أعلن القائد حاجي محمد زمان المسؤول العسكري في ولاية ننجرهار شرقي أفغانستان اليوم عن الانتهاء مما سماه تطهير الولاية من مجموعة القاعدة مؤكدا أن أسامة بن لادن ليس هنا في هذه المنطقة. وقال زمان لدى عودته من جبهة القتال "لقد طهرنا أرضنا من القاعدة وطهرنا الولاية. قمنا بعملنا". وأضاف زمان الذي تولى قيادة قوات هذه الولاية الشهر الماضي "لقد قتلنا 200 من مقاتلي القاعدة وأسرنا 25 آخرين". وكانت التقديرات السابقة لأعداد عناصر القاعدة في جبال شرقي أفغانستان تتراوح بين 800 وألف. وأقر زمان أن بعضا من المجموعة يمكن أن يكون قد فر إلى باكستان المجاورة.
وأجاب زمان على سؤال عن احتمال وجود بن لادن الذي تريد واشنطن القبض عليه حيا أو ميتا في المنطقة قائلا "بن لادن ليس هنا" معتبرا أنه "لو كان هنا فمن مسؤوليتنا توقيفه لكنه ليس هنا". وأكد هذه الأقوال رئيس الأمن في الولاية حاجي حضرت علي.
غير أن زمان أشار إلى أنه مازال ينبغي إجراء بحث دقيق في الجبال البيضاء التي تقع على بعد 30 كلم إلى الجنوب من جلال آباد على الحدود مع باكستان حيث تقع منطقة توره بوره من أجل العثور على رجال القاعدة الذين نجحوا في الفرار. وقال "ينبغي أن نفتش جميع الجبال مترا بمتر". وأوضح زمان أن القسم الأكبر انتهى وأن "القاعدة انتهت في أفغانستان".
ودارت مواجهات لأكثر من أسبوعين بين القوات الأفغانية المحلية وقوات القاعدة المؤلفة بمعظمها من المتطوعين الأجانب لاسيما من العرب والشيشان الموالين لبن لادن. كما أعلن قائد أفغاني محلي آخر أن العشرات من عناصر تنظيم القاعدة قتلوا نتيجة القصف الأميركي والمعارك البرية. وقال القائد حاجي موسى معاون القائد حضرت علي "عثرنا على ما بين خمسين إلى ستين جثة" لمقاتلي القاعدة مساء أمس وصباح اليوم.
وأضاف "بعضهم قتل نتيجة القصف الأميركي وآخرون في المعارك البرية" مع القوات الأفغانية. وذكر أن خمسة من "قواتهم لقوا حتفهم في المعارك مساء أمس. وذكر أن عشرات المقاتلين من القاعدة كانوا لايزالوا يقاومون اليوم في جبال توره بوره بينما فر آخرون, لم يحدد عددهم, على الأرجح في اتجاه باكستان. وقال "لم يعد هناك سوى 50 أو 100 رجل, لقد انتهوا" مضيفا "سنبدأ قريبا المعركة واليوم وبإذن الله سنقضي عليهم".
وقال الصحفيون إن مقاتلا واحدا على الأقل ذا ملامح غربية كان في إحدى الآليات المجهزة برشاشات وقاذفة قنابل. وينشط عناصر من وحدات القوات الخاصة الأميركية والبريطانية في منطقة توره بوره. وأعلن وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد أن رجالا من القوات الخاصة الأميركية بدؤوا بدخول الأنفاق والكهوف في الجبال البيضاء.
وتواصل القصف الأميركي صباح اليوم في توره بوره حيث ألقت قاذفة بي52 وابلا من القنابل على هذا الجبل صباحا بينما شنت مقاتلات أخرى غارات بانتظام. ودوت أصوات الرشاشات الثقيلة والأسلحة الآلية الخفيفة وقذائف الهاون على عدة قمم تبعد مئات الأمتار عن مركز متقدم لقيادة القوات المحلية الأفغانية التي تحاصر رجال القاعدة بدعم من واشنطن.
اختفاء بن لادن
في غضون ذلك آل البحث عن أسامة بن لادن في مغاور منطقة توره بوره الجبلية شرقي أفغانستان إلى الفشل بتأكيد قادة أفغان ومسؤولين أميركيين. ولا يعلم أحد أين يختبئ زعيم شبكة القاعدة الذي رصدت الولايات المتحدة مكافأة من 25 مليون دولار لمن يساهم في القبض عليه.
وأقر وزير الخارجية الأميركي كولن باول بأنه "لا يعلم" بمكان وجود بن لادن وما إذا كان غادر أفغانستان أم لا. وأضاف باول أن شبكة القاعدة هزمت في أفغانستان على ما يبدو رغم استمرار بعض العناصر في المقاومة في بعض المواقع.
وكان عدد من المسؤولين الأميركيين يعتقدون قبل أيام أن المشتبه به الرئيسي في تدبير هجمات 11 سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة مازال مختبئا في الجبال البيضاء حيث منطقة توره بوره إلا أن آخر الذين كانت لهم اتصالات مع بن لادن متيقنون من أنه غادر المنطقة التي تعرضت إلى وابل من القنابل الأميركية طيلة الأسبوعين الماضيين.
وأكد حميد مير رئيس تحرير صحيفة (أوصاف) الباكستانية وهو آخر صحفي ادعى لقاء بن لادن في نوفمبر/ تشرين الثاني, "حسب معلوماتي أنه ليس في توره بوره" مضيفا "ولكنني لا أعلم إذا كان في باكستان أم جنوبي أفغانستان". وأفادت صحيفته في آخر أعدادها أن بن لادن تمكن من التسلل خارج منطقة توره بوره القريبة من الحدود الباكستانية حيث وضع آلاف الجنود والمروحيات من الجيش الباكستاني في حالة تأهب.
وكان أسامة بن لادن, قبل تكثيف القصف الأميركي والمطاردة التي تعرض لها, يقضي معظم وقته في قندهار, معقل حركة طالبان حتى استسلامها في السابع من الشهر الحالي.
وتحدثت مصادر أفغانية في باكستان خلال الأيام القليلة الماضية عن إمكانية أن يكون بن لادن قد لجأ إلى المناطق القبلية الصعبة المسالك في الأراضي الباكستانية على الحدود الأفغانية. بينما رجحت مصادر أخرى أن يكون بن لادن والملا محمد عمر قد فرا إلى منطقة جبلية وعرة في ولاية أورزغان وسط أفغانستان شمالي قندهار.
إصابة عناصر من المارينز
في قندهار أصيب ثلاثة عناصر من المارينز, إصابة أحدهم خطرة, إثر محاولة تعطيل قذائف غير منفجرة في محيط مطار قندهار جنوبي أفغانستان حسبما أعلن أحد الضباط اليوم.
وقد فقد أحد الجنود ساقه "دون الركبة" ونقل مباشرة إلى المستشفى العسكري في منطقة الخليج حسب المصادر نفسها. ونقل الجنديان الآخران بالمروحية إلى كامب رينو جنوبي قندهار حيث تلقيا الإسعافات الأولية.
وفي الولايات المتحدة أعلن ناطق باسم القيادة المركزية للقوات الأميركية بيل هاريسون أن أحد عناصر المارينز "كان يعمل ضمن فريق ووطئ خطأ لغما فأصيب بجروح إضافة إلى إصابة عنصري المارينز الآخرين اللذين كان يعمل معهما". وأضاف أن لا خطر على حياة أي من الثلاثة. وكان الفريق مسؤولا عن تأمين سلامة مجموعة لتفكيك الألغام يفترض أن تطهر المطار من أي مواد متفجرة وأن تعيد تأهيله.
رمسفيلد في بغرام
في غضون ذلك وصل وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد اليوم إلى قاعدة بغرام الجوية الواقعة قرب العاصمة الأفغانية كابل في أول زيارة يقوم بها مسؤول أميركي كبير لأفغانستان منذ الإطاحة بحكومة حركة طالبان.
وقد ألقى رمسفيلد كلمة أمام القوات الأميركية في أفغانستان، قبل أن يجري مباحثات مع رئيس الحكومة الانتقالية الأفغانية المؤقتة حامد كرزاي ووزير دفاعه. وأكد الوزير الأميركي أن القوات الأميركية لا تريد البقاء طويلا في أفغانستان بعد أن تنتهي المهمة التي جاءت من أجلها.
وأبلغ رمسفيلد رئيس الحكومة الأفغانية المؤقتة حامد كرزاي "من البداية حاولنا توضيح أن العملية التي نقوم بها هنا ليست ضد أفغانستان ولا الشعب ولا دين معين وإنما ضد الإرهاب". وأضاف "الولايات المتحدة لم تطمع في أي جزء من الأرض.. إننا هنا لهدف واحد وهو طرد الإرهابيين من البلاد وإقامة حكومة لن تؤوي الإرهاب".
ووصل وزير الدفاع الأميركي وهو أرفع مسؤول عسكري غربي يزور أفغانستان إلى قاعدة بغرام الجوية القريبة من كابل بعد زيارة سريعة لثلاث دول في المنطقة أمس السبت هي أذربيجان وأرمينيا وجورجيا.
وتأتي تصريحات رمسفيلد في الوقت الذي شوهدت فيه عبارات معادية للولايات المتحدة ونشر قواتها في أفغانستان، إذ قال شهود عيان إنهم شاهدوا في قرية سبين بولدك الحدودية عبارات من قبيل "الموت للعملاء الاميركيين"، بينما دعت عبارة أخرى الناس لمنع أقربائهم وأصدقائهم "من التعاون مع الولايات المتحدة".
وقال الشهود إن عمال البلدية شرعوا في محو العبارات عن جدران البلدة التي تخضع لسيطرة قوات بشتونية محلية تسلمت السيطرةعلى البلدة من قوات حركة طالبان في السادس من الشهر الجاري.