مآسي الفلسطينيين تهزم الاحتفالات بالعيد
ـــــــــــــــــــــــ
قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع عشرات الآلاف من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة العيد
ـــــــــــــــــــــــ
خطب عيد الفطر في السعودية ومصر ولبنان وإيران تتناول ضرورة دعم الفلسطينيين ضد العدوان الإسرائيلي
ـــــــــــــــــــــــ
احتفلت معظم الدول العربية والإسلامية اليوم بعيد الفطر المبارك. ومع أداء ملايين المسلمين صلاة العيد بعد شروق شمس اليوم، فرضت المجازر الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون على خطب العيد وألقت بظلالها على مشاعر المسلمين في كل مكان.
ففي الحرم الشريف أدى سكان مكة المكرمة والمعتمرون من جميع أنحاء العالم صلاة عيد الفطر، ثم استمعوا إلى خطبة إمام الحرم المكي التي ركزت على حكمة الصيام واحتفال المسلمين بالأعياد. وحضر الصلاة العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز ورئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
المسجد الأقصى
وفي المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين كان من المفترض أن يصل عشرات الآلاف من المصلين من المناطق المجاورة، لكنهم حرموا من ذلك بسبب الإجراءات الإسرائيلية التعسفية.
وأدى آلاف الفلسطينيين ممن تمكنوا من الوصول للمسجد صلاة العيد في ظل إجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأدى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المحاصر في رام الله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي صلاة عيد الفطر المبارك بالمسجد الموجود بمقر الرئاسة، والدبابات الإسرائيلية تتمركز على بعد كيلومترات قليلة من المقر.
وتعهد الرئيس عرفات للشعب الفلسطيني بتحرير أراضيه والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وأضاف في تصريحات له عقب صلاة العيد "نحن في هذه الأيام المباركة نرجو من أمتنا العربية وأمتنا الإسلامية أن يكونوا بجانبنا دفاعا عن هذه المقدسات المسيحية والإسلامية".
الحزن الفلسطيني
وبعد صلاة العيد ومع ساعات الصباح خرجت الأمهات والأطفال الفلسطينيون إلى المقابر لزيارة قبور ذويهم من شهداء انتفاضة الأقصى. ومنذ اندلاع الانتفاضة في سبتمبر/ أيلول 2000 استشهد حوالي ألف فلسطيني وأصيب 35 ألفا آخرون.
وكانت أكثر المناطق حزنا وكآبة بلدة بيت حانون التي شهدت في آخر أيام شهر رمضان المبارك توغلا إسرائيليا استمر عشرين ساعة وأسفر عن استشهاد أربعة فلسطينيين بينهم طفلان وفتى، كما أصيب ما يزيد عن 75 شخصا برصاص الاحتلال الإسرائيلي. أما في غزة فقد انشغل الفلسطينيون بإحصاء خسائر الغارات الإسرائيلية بالمروحيات على مخيم جباليا في ساعة متأخرة من مساء أمس.
ولم تكن هناك استعدادات ملحوظة في سائر المدن الفلسطينية لاستقبال عيد الفطر المبارك في ظل استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في فرض حصار عسكري مشدد على سائر المدن وعزلها عن عالمها الخارجي. وقد خلت معظم الأسواق الفلسطينية من الرواد إلا بعض الأهالي الذين حضروا لشراء ملابس جديدة لأبنائهم، ولكنهم اصطدموا بارتفاع الأسعار بشكل لا يتناسب مع إمكاناتهم. كما خلت الشوارع من المارة خاصة بعد القصف العنيف الذي تعرضت له سائر المدن الفلسطينية طيلة الأيام الماضية.
لبنان ومصر
وفي بيروت طالب مفتى لبنان الشيخ محمد رشيد قباني الدول العربية بأن تأخذ زمام المبادرة وتضع حدا للطغيان الإسرائيلي وجرائمه المنظمة ضد الشعب الفلسطيني، كما طالب العرب باتخاذ موقف واضح وحازم تجاه الصمت المريب على ما يجري في فلسطين من قتل وإذلال وإرهاب وتدمير.
واعتبر المفتي في خطبة صلاة العيد أن الأمة كلها تنتظر من القمة العربية التي ستعقد قريبا فى بيروت عملا جديا وحاسما يحق الحق تجاه الغرور الإسرائيلي الذي بات لا يهدد فلسطين وشعبها فحسب بل يهدد المنطقة العربية بأسرها. وشدد قباني على ضرورة دعم الانتفاضة الفلسطينية وحمايتها ودعم صمود مقاوميها ومجاهديها بعدما أحيت الانتفاضة روح المقاومة والجهاد ضد القهر والظلم والاستعمار الجديد.
وفي القاهرة أكد شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي في خطبة صلاة العيد التي حضرها الرئيس حسني مبارك أن الأعياد ستزداد بهجة وجلالا عندما يظفر الفلسطينيون بكامل حقوقهم غير منقوصة ويقيمون دولتهم.
خطبة خامنئي
وفي طهران دعا مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الدول الإسلامية إلى مساندة الفلسطينيين وتجهيزهم لتمكينهم من المقاومة. وقال خامنئي في خطبة العيد أمام قرابة مائة ألف أدوا الصلاة وفي حضور الرئيس محمد خاتمي ومسؤولي النظام إنه على الدول الإسلامية أن تساند الفلسطينيين بحزم أكبر.
وأدان خامنئي بشدة الإرهاب الإسرائيلي والدعم الأميركي للإسرائيليين وقال "لا يمكن للأميركيين أن يلعبوا أي دور وساطة في الشؤون المرتبطة بالمسلمين لأنهم ليسوا من طرفنا بل هم ضدنا". وأعرب عن دهشته من وصف المقاومة الفلسطينية بأنها إرهاب، موضحا أنه لا يصح أن نصف الأشخاص الذين يدافعون عن وطنهم وبلادهم ومنازلهم مدمرة بأنهم إرهابيون.