عرفات: على الجميع احترام تعهدات السلطة
ـــــــــــــــــــــــ
خافيير سولانا: على شارون أن يكف عن أخذ حقه بيده
ـــــــــــــــــــــــ
السلطة الفلسطينية تغلق 33 مكتبا لمؤسسات إسلامية تابعة لحماس والجهاد بينهما مكتبان صحفيان
ـــــــــــــــــــــــ
عرفات يدعو الشعب الفلسطيني بوقف الصراع المسلح مع الاحتلال حتى لو لم يلتزم الإسرائيليون بوقف إطلاق النار ـــــــــــــــــــــــ
أكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تمسكه بمبادرته لوقف إطلاق النار مع الاحتلال حتى لو لم يحترمها الإسرائيليون، وقال إن هناك سلطة واحدة في الأراضي الفلسطينية لا بد أن يحترم الجميع قرارها، في هذه الأثناء أكد المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط أنتوني زيني أن مهمته في التوصل إلى هدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستستمر. مشيرا إلى أن عودته إلى واشنطن تأتي في إطار إجراء مشاورات. من ناحية أخرى شدد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا على ضرورة رفع الحصار عن الفلسطينيين ووقف بناء المستوطنات وسحب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية.
عرفات..الوحدة والهدنة
أكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على أن الهدنة التي أعلنها مع إسرائيل ستظل قائمة، حتى لو أصر الإسرائيليون على خرقها، وتوعد الفلسطينيين الذين يخرقون وقف إطلاق النار مع الاحتلال بالملاحقة.
وقال عرفات في كلمة أعلن عنها سابقا إن جميع التشكيلات العسكرية الفلسطينية باتت خارجة على القانون، وأضاف أن هناك سلطة فلسطينية واحدة في مناطق الحكم الذاتي، وأن هذه السلطة إن اتخذت قرارا توجب على الجميع احترامه.
واتهم عرفات كل من يحاول خرق الهدنة التي أعلنها بأنه يسعى لإعطاء إسرائيل مبررات لشن المزيد من الهجمات ضد الفلسطينيين. مشددا على الوحدة الفلسطينية باعتبارها خطا أحمر يجب على جميع الفلسطينيين الالتزام به والحفاظ عليه.
داعيا الفلسطينيين إلى فهم الوضع الدولي خاصة بعد "الهجمات الإرهابية" على الولايات المتحدة. ومشددا على ضرورة الحفاظ على ما وصفه ب "الزخم الدولي لقضيتنا" وتجنب وصمها بالإرهاب.
ووجه عرفات رسالة إلى الإسرائيليين باسم الشعب الفلسطيني، استعرض فيها بدايات الاتصالات مع الإسرائيليين لجعل المفاوضات السياسية سبيلا للوصول إلى النتائج المرضية للطرفين، ودعا الإسرائيليين للضغط على حكومتهم من أجل الالتزام بما تم الاتفاق عليه.
إغلاق مكاتب حماس والجهاد
وتأتي كلمة عرفات في وقت أعلنت فيه مصادر الشرطة الفلسطينية اليوم أن السلطة الفلسطينية أغلقت في اليومين الماضيين 33 مكتبا لمؤسسات إسلامية تابعة لحماس والجهاد بينها مكتبان صحفيان. وقد أغلقت هذه المكاتب تطبيقا لقرار اتخذته السلطة الفلسطينية الأربعاء الماضي بعد تصاعد العمليات الفدائية التي تبنتها الحركتان على إسرائيل.
وأشارت المصادر إلى أن السلطة أغلقت ثلاثة مكاتب فجر اليوم في قطاع غزة بعد أن أغلقت 13 مكتبا في وقت سابق، في حين قامت الشرطة مساء أمس بإغلاق خمسة مكاتب في الخليل جنوب الضفة الغربية و12 في شمال الضفة (ستة في نابلس وخمسة في جنين وواحد في طولكرم).
تصريحات بيريز
قال وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز إن إسرائيل ستحكم على الرئيس الفلسطيني من خلال أفعاله فقط، وأضاف في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية العامة "المهم ليس ما سيقوله عرفات بل ما سيفعله".
وكرر بيريز معارضته للموقف الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية بقطع العلاقات مع عرفات واعتباره "خارج اللعبة", وقال إنه قرار خاطئ. وأوضح بيريز أن مسؤولا فلسطينيا رفيع المستوى أبلغه بإغلاق السلطة الفلسطينية مكاتب حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
زيني: المهمة لم تنته
من جانبه أكد الجنرال الأميركي أنتوني زيني للصحفيين في طريق عودته إلى واشنطن أن مهمته لم تنته دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل. وكانت واشنطن استدعت زيني ومساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز بصورة مؤقتة بعد أن شهدت الأراضي الفلسطينية أسوأ مواجهات بين جيش الاحتلال والفلسطينيين منذ اندلاع انتفاضة الأقصى قبل نحو 15 شهرا مما أحبط مساعيهما للتوصل إلى هدنة بين الجانبين.
من جانبه شدد منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا على ضرورة أن يرفع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الحصار عن الفلسطينيين ويوقف بناء المستوطنات ويسحب قواته من الأراضي الفلسطينية.
وجاءت تصريحات سولانا في مقابلة مع صحيفة "بيلد أم سونتاغ" الأسبوعية الألمانية الصادرة اليوم والتي قال فيها إن على شارون أن "يكف عن أخذ حقه بيده". وطالب سولانا الرئيس الفلسطيني بتدمير حركتي حماس والجهاد الإسلامي وملاحقة الأشخاص المشتبه "في مشاركتهم في عمليات هجومية. مؤكدا على ضرورة توقف "الانتفاضة المسلحة".
توغل إسرائيلي
وعلى الصعيد الميداني اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم منطقة خاضعة للحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية، وذلك عقب غارة شنتها مروحيات إسرائيلية على غزة واستهدفت مقار أمنية فلسطينية.
وأعلن مصدر عسكري إسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي توغل مجددا فجر اليوم في مناطق السلطة الفلسطينية شمال الضفة الغربية ونصب حواجز على بعض الطرقات. وأوضح المصدر أن وحدات من سلاح الهندسة أقامت حواجز على الطرق التي تصل بين قرية طمون وقريتي يسير وطوباس.
وأوضح بيان لجيش الاحتلال أن الهدف من العملية هو منع من أسماهم بالإرهابيين من الوصول إلى إسرائيل. وأعلن متحدث عسكري أن وحدات الهندسة حفرت خنادق في بعض الأماكن لمنع عبور السيارات، وأشار إلى أن الطرق التي تصل بين القرى الثلاث ومدينة نابلس أغلقت تماما وتقرر منع السير فيها إلا لأسباب إنسانية على حد تعبير البيان. كما أحاطت وحدات من المدرعات والمشاة الإسرائيلية بقرية طمون. وذكر شهود عيان من المنطقة أن ثماني دبابات تساند هذه الوحدات لكنها لم تدخل القرية.
وعلى الصعيد نفسه أفاد مصدر أمني فلسطيني بأن سبعة فلسطينيين بينهم امرأة أصيبوا بجروح برصاص إسرائيلي مساء أمس في نابلس شمال الضفة الغربية. وأوضح المصدر أن الحادث جاء أثناء اشتباك بين مقاومين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في مركز مراقبة إسرائيلي يقع على تلة مطلة على المدينة.
غارة على غزة
وجاء التوغل الإسرائيلي عقب غارة بالمروحيات نفذتها القوات الإسرائيلية على مدينة غزة. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن مروحيتين إسرائيليتين أطلقتا في ساعة متأخرة من مساء أمس أربعة صواريخ على مركز للشرطة في مخيم جباليا للاجئين في الجزء الشمالي من مدينة غزة.
وأضافت المصادر أن المروحيات من طراز أباتشي أطلقت الصواريخ على مركز الشرطة ومبنى أمني آخر وأن المبنيين أصيبا بأضرار جسيمة، وأشارت مصادر طبية إلى عدم وقوع إصابات في هذا الهجوم. وأوضحت المصادر الفلسطينية أن مركز الشرطة المكون من طابقين انهار كله تقريبا، وأن المبنى الأمني الذي يستخدمه العاملون مع رئيس الأمن في قطاع غزة محمد دحلان أصيب إصابة مباشرة، كما تضررت عدة منازل قريبة.
وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن مروحيات هاجمت مباني تابعة لأجهزة الأمن الفلسطينية شمال غزة، موضحا أن هذه العملية جاءت ردا على إطلاق قذيفتي هاون على مواقع إسرائيلية. ومن جهة أخرى أفاد شهود عيان بأن ثلاث دبابات إسرائيلية أغلقت فجر اليوم الطريق الساحلي الذي يربط جنوب غزة ورفح وخان يونس ودير البلح عن طريق ساحل البحر.