تنديد عربي بالفيتو الأميركي وانتقادات أوروبية لشارون
ـــــــــــــــــــــــ
عمرو موسى يعرب عن دهشته وقلقه إزاء الفيتو الأميركي ويطالب مجلس الأمن بإسماع صوته وقول كلمته في الوضع المتدهور بالشرق الأوسط
ـــــــــــــــــــــــ
مبارك يتهم شارون بإضمار الشر للسلطة الفلسطينية من خلال قطع الاتصالات مع عرفات ومحاصرته والحد من تحركاته
ـــــــــــــــــــــــ
فيدرين يصف سياسة شارون بأنها تؤدي لتفاقم شقاء الجميع وسولانا يدعوه لرفع الحصار وسحب قواته من المناطق الفلسطينية
ـــــــــــــــــــــــ
تعرضت الولايات المتحدة لسيل من الانتقادات العربية بسبب استخدامها حق النقض (الفيتو) لإجهاض مشروع قرار تبناه مجلس الأمن بشأن وضع حد للقمع الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، في حين انتقد كل من المفوض الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا ووزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون إزاء الفلسطينيين.
فقد اعتبر مندوب فلسطين في الجامعة العربية محمد صبيح أن الولايات المتحدة حولت مجلس الأمن لدمية تخدم مصالحها من خلال استخدامها المتواصل لحق النقض لقرارات المجلس التي يتم تبنيها في بعض الأحيان بالإجماع.
وقال صبيح في تصريحات بالقاهرة "الولايات المتحدة حولت مجلس الأمن لدمية تخدم مصالحها، وليس خلق نظام عالمي متوازن". وأضاف صبيح أن الشعب الفلسطيني دهش واستغرب لاستخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يدعو لإرسال مراقبين دوليين إلى الأراضي الفلسطينية.
وفي القاهرة أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن دهشته وقلقه إزاء الفيتو في مجلس الأمن. وأكد موسى في بيان للجامعة العربية أن مشروع القرار الذي لم تعترض عليه إلا الولايات المتحدة كان يتسم بالتوازن والموضوعية حيث طالب بالوقف الفوري لأعمال العنف والتدمير والعودة إلى المواقع والترتيبات التي كانت قائمة قبل سبتمبر/ أيلول 2000.
وقال موسى إن الوقت قد حان ليسمع صوت مجلس الأمن وليقول كلمته إزاء الوضع المتدهور في الأراضي المحتلة. وأضاف أن جهود مجلس الأمن والمجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى حيث بات واضحا ودون أي شك أن الحكومة الإسرائيلية ليست معنية بأي حديث عن السلام و"أنها مصرة على تصعيد عدوانها وممارساتها الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية وقيادته".
وصرح موسى بأنه يجري مشاورات مكثفة لبحث عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء بالجامعة العربية في 20 ديسمبر/ كانون الأول بناء على الطلب الذي تقدمت به السلطة الفلسطينية.
وفي التصويت الذي أجري في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا أمس أيد 12 عضوا مشروع القرار في حين اعترض عضو واحد وامتنعت بريطانيا والنرويج عن التصويت. وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت حق النقض في مارس/ آذار ضد قرار مماثل دعا إلى إرسال قوة مراقبين اعترضت عليها إسرائيل.
ويحث مشروع القرار الذي قدمته مصر وتونس "كل الأطراف المعنية على التوصل لآلية مراقبة" للمساعدة في تحسين الوضع في الأراضي الفلسطينية. كما أنه يدين كل أشكال الإرهاب خاصة ضد المدنيين وإعدام أفراد دون محاكمة والاستخدام المفرط للقوة وتدمير الممتلكات.
من جانبه حذر الرئيس المصري حسني مبارك من الإطاحة برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية معربا عن اعتقاده أن السياسة الإسرائيلية لن تؤدي إلى حل بل إلى كوارث.
وأكد مبارك من جديد على أن هناك فرقا بين الإرهاب والدفاع المشروع عن الأرض. وفي حديث لصحيفة الجمهورية قال مبارك إن التصعيد الإسرائيلي "بلغ مداه.. فكل ساعة تقريبا يرتكب الإسرائيليون جريمة بشعة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، كما أن محاصرة قواتهم للرئيس ياسر عرفات وتحديد إقامته فضلا عن إعلان شارون قطع جميع الاتصالات معه، يعطي مؤشرات بأنهم يضمرون شرورا ما بعدها شرور، أبسطها تصفية السلطة الوطنية الفلسطينية".
تصريحات سولانا
شدد مسؤول السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا على ضرورة أن يعمد رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون إلى رفع الحصار عن الفلسطينيين ووقف بناء المستوطنات وسحب قواته من الأراضي الفلسطينية.
وقال سولانا في مقابلة مع صحيفة (بيلد أم سونتاغ) الأسبوعية الألمانية اليوم على شارون أن "يسحب قواته من الأراضي الفلسطينية". وأضاف أن على شارون أن "يكف عن أخذ حقه بيده. عليه أن يرفع الحصار عن الفلسطينيين وأن يتوقف عن بناء أو توسيع المستوطنات" في الأراضي الفلسطينية.
كما حث سولانا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على أن "يدمر شبكتي حماس والجهاد الإسلامي ويعمد على ملاحقة الأشخاص المشتبه" في مشاركتهم في عمليات ضد إسرائيل. وقال "الانتفاضة المسلحة يجب أن تتوقف".
ويفرض الجيش الإسرائيلي حصارا محكما على الأراضي الفلسطينية حيث تقوم قواته بعمليات إعادة احتلال وتوغل متكررة. كان آخرها توغله مجددا مساء أمس في مناطق السلطة الفلسطينية شمالي الضفة الغربية ونصب حواجز على بعض الطرقات. وكان الجيش الإسرائيلي انسحب مساء أمس من بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة التي احتلها لحوالي عشرين ساعة في عملية أسفرت عن مقتل أربعة فلسطينيين وجرح نحو 75 آخرين واعتقال 15 فلسطينيا وتدمير عدة منازل.
تفاقم شقاء الجميع
في غضون ذلك اعتبر وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين اليوم أن السياسة التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون تؤدي إلى "تفاقم شقاء الجميع". وقال فيدرين في حديث مع إذاعة (فرانس إنتير) إن شارون "منسجم مع نفسه, إنه متماسك ولقد عارض على الدوام على مبدأ وجود سلطة فلسطينية… وكذلك مبدأ الدولة الفلسطينية".
وأضاف "هناك تماسك واضح (في الموقف) لكنني أعتقد أنه لا يؤدي سوى إلى تفاقم شقاء الجميع" مشيرا إلى أنه "ليس هناك من حدود للتشاؤم الذي يمكننا أن نشعر به اليوم" إزاء وضع العنف الشديد في الأراضي المحتلة وإسرائيل.
واعتبر الوزير الفرنسي أن "كل العالم عاجز, الأميركيون مثلهم مثل الأوروبيين, أمام هذه السياسة التي لا تأتي حتى بالأمن للإسرائيليين وهذه الدوامة المرعبة المستمرة".
وقال إنه "يجب عدم إضعاف السلطة الفلسطينية. كما اعتبر فيدرين الفيتو الأميركي بأنه "مؤسف جدا". وقد درج عدد من القادة الأوروبيين على انتقاد السياسات الإسرائيلية إزاء الفلسطينيين في وسائل الإعلام دون أن يكون ذلك موقفا رسميا لهم أو لبلدانهم.