إسرائيل تشكك بتعهدات عرفات وواشنطن تطلب أفعالا
ـــــــــــــــــــــــ
إسرائيل تعتبر دعوة عرفات لوقف الهجمات المسلحة لا تكفي ويجب أن تتبعها أفعال على الأرض
ـــــــــــــــــــــــ
البيت الأبيض يرحب بكلمة عرفات ويصفها بأنها بناءة ولكنه يشير إلى ضرورة أن تتبع بالأفعال
ـــــــــــــــــــــــ
عرفات يدعو إلى الوقف الفوري والشامل لجميع الأعمال المسلحة ضد الإسرائيليين ويتعهد بمعاقبة الفلسطينيين الذين يخرقون وقف إطلاق النار
ـــــــــــــــــــــــ
شككت إسرائيل في تعهدات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات التي أعلنها في خطاب متلفز وجهه إلى الشعب الفلسطيني في حين اعتبر البيت الأبيض أنها بناءة لكنها تحتاج إلى إجراءات ملموسة. وقد أكد عرفات في كلمته على بقاء الهدنة التي أعلنها مع إسرائيل وإن لم يحترمها الإسرائيليون، وتوعد بملاحقة ومعاقبة الفلسطينيين الذين يخرقون وقف إطلاق النار مع الاحتلال، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى العودة فورا لطاولة المفاوضات وإنهاء جميع أنواع الحصار.
في هذه الأثناء أكد المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط أنتوني زيني أن مهمته في التوصل إلى هدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستستمر، مشيرا إلى أن عودته إلى واشنطن تأتي في إطار إجراء مشاورات.
فقد أشار رعنان غيسين المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في أول رد فعل على خطاب عرفات إلى أن دعوة عرفات لوقف الهجمات المسلحة على الإسرائيليين لا تكفي ويجب أن تتبعها أفعال على الأرض حسب قوله.
وقال غيسين في تصريح لشبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية بعد خطاب عرفات إنه يريد الحكم على الأفعال وليس الأقوال موضحا أن عرفات عندما يريد السيطرة على الموقف فهو يستطيع ذلك، مشيرا إلى عدم وقوع هجمات فلسطينية اليوم أول أيام عيد الفطر المبارك.
ردة الفعل الأميركية
وقد وصف المتحدث باسم البيت الأبيض آري فلايشر في تعليقه على كلمة عرفات أنها بناءة ولكنه أشار إلى أن الأمر الضروري الآن أن تتخذ الأفعال التي تقويها.
وكان وزير الخارجية الأميركي كولن باول قال قبيل إلقاء عرفات كلمته إنه يأمل أن يصرح عرفات "لنوقف الانتفاضة, لنوقف العنف, لنوقف التحريضات, ولنجد سبيلا إلى وقف إطلاق النار الذي يؤدي إلى مفاوضات للسلام".
وأوضح باول في تصريح لشبكة فوكس نيوز الأميركية أن الولايات المتحدة ترى أن عرفات لم يفعل ما فيه الكفاية لوقف العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين مشيرا إلى أن العمليات التي تنفذها المنظمات الفلسطينية ضد إسرائيل تشكل عائقا أمام مواصلة السعي للسلام وتحديا لسلطة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وردا على سؤال بشأن الانعكاسات التي قد يواجهها عرفات في حال غياب التحرك لوقف العنف قال باول إن عرفات "سيخسر سلطته رويدا رويدا في المنطقة".
من جهتها أعلنت مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي كوندوليزا رايس في لقاء مع تلفزيون سي بي إس أن الولايات المتحدة تعتبر أولوية تهدئة أعمال العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو وضع حد لما أسمته أعمال الإرهاب ضد إسرائيل. وأوضحت أن الولايات المتحدة لا تطلب من عرفات أكثر مما يطلب من أي قائد سياسي مسؤول.
عرفات.. الوحدة والهدنة
وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات دعا في خطاب بثه التلفزيون الفلسطيني إلى الوقف الفوري والشامل لجميع الأعمال المسلحة ضد الإسرائيليين وخصوصا ما أسماها العمليات الانتحارية التي قال إنها تعطي المبرر لإسرائيل لشن مزيد من هجماتها على الفلسطينيين.
واعتبر عرفات أن أي خروج عن إطار قرار وقف إطلاق النار يمس ويسبب الإضرار بالمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني. مشددا على الوحدة الفلسطينية باعتبارها خطا أحمر يجب على جميع الفلسطينيين الالتزام به والحفاظ عليه.
وقال عرفات في خطابه إن جميع التشكيلات العسكرية الفلسطينية باتت خارجة على القانون، وأضاف أن هناك سلطة فلسطينية واحدة في مناطق الحكم الذاتي، وأن هذه السلطة إن اتخذت قرارا توجب على الجميع احترامه. متوعدا بملاحقة الخارجين عن قرار السلطة.
ودعا عرفات الفلسطينيين إلى فهم الوضع الدولي خاصة بعد "الهجمات الإرهابية" على الولايات المتحدة. ومشددا على ضرورة الحفاظ على ما وصفه بـ "الزخم الدولي لقضيتنا" وتجنب وصمها بالإرهاب. وأشار عرفات إلى أنه يهدف من وراء ذلك على تأكيد مصداقية السلطة وخيارها في استعادة الهدوء لتنفيذ قرارات ميتشل وتوصيات تينيت والعودة لطاولة المفاوضات التي قال إنها هي الوسيلة الوحيدة لحل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
واتهم عرفات إسرائيل بشن حرب وحشية على السلطة الفلسطينية ومؤسساتها. لكنه أكد التزام السلطة بالهدنة مع علمه المسبق أن حكومة شارون قد لا تلتزم بوقف إطلاق النار, لكنه طالب قوى الشعب الفلسطيني بالالتزام بهذا القرار لتحقيق ما أسماه المصلحة الوطنية العليا التي تقتضيها المتغيرات الدولية الراهنة.
ووجه عرفات رسالة إلى الإسرائيليين باسم الشعب الفلسطيني، استعرض فيها بدايات الاتصالات مع الإسرائيليين لجعل المفاوضات السياسية سبيلا للوصول إلى النتائج المرضية للطرفين، ودعا الإسرائيليين للضغط على حكومتهم من أجل الالتزام بما تم الاتفاق عليه، قالا إن الفلسطينيين لا يريدون سوى أرضهم التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وإن من حق الشعب الفلسطيني أن تكون له دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل في إطار القرارات الدولية.
إغلاق مكاتب حماس والجهاد
وقد جاءت كلمة عرفات في وقت أعلنت فيه مصادر الشرطة الفلسطينية اليوم أن السلطة الفلسطينية أغلقت في اليومين الماضيين 33 مكتبا لمؤسسات إسلامية تابعة لحماس والجهاد بينها مكتبان صحفيان. وقد أغلقت هذه المكاتب تطبيقا لقرار اتخذته السلطة الفلسطينية الأربعاء الماضي بعد تصاعد العمليات الفدائية التي تبنتها الحركتان على إسرائيل.
وأشارت المصادر إلى أن السلطة أغلقت ثلاثة مكاتب فجر اليوم في قطاع غزة بعد أن أغلقت 13 مكتبا في وقت سابق، في حين قامت الشرطة مساء أمس بإغلاق خمسة مكاتب في الخليل جنوبي الضفة الغربية و12 شمالي الضفة (ستة في نابلس وخمسة في جنين وواحد في طولكرم).
زيني: المهمة لم تنته
من ناحية أخرى أكد الجنرال الأميركي أنتوني زيني للصحفيين في طريق عودته إلى واشنطن أن مهمته لم تنته دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل. وكانت واشنطن استدعت زيني ومساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز بصورة مؤقتة بعد أن شهدت الأراضي الفلسطينية أسوأ مواجهات بين جيش الاحتلال والفلسطينيين منذ اندلاع انتفاضة الأقصى قبل نحو 15 شهرا مما أحبط مساعيهما للتوصل إلى هدنة بين الجانبين.
من جانبه شدد منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا على ضرورة أن يرفع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الحصار عن الفلسطينيين ويوقف بناء المستوطنات ويسحب قواته من الأراضي الفلسطينية.
وجاءت تصريحات سولانا في مقابلة مع صحيفة (بيلد أم سونتاغ) الأسبوعية الألمانية الصادرة اليوم والتي قال فيها إن على شارون أن "يكف عن أخذ حقه بيده". وطالب سولانا الرئيس الفلسطيني بتدمير حركتي حماس والجهاد الإسلامي وملاحقة الأشخاص المشتبه "في مشاركتهم في عمليات هجومية. مؤكدا على ضرورة توقف "الانتفاضة المسلحة".
الوضع الميداني
وعلى الصعيد الميداني اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم منطقة خاضعة للحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية، وذلك عقب غارة شنتها مروحيات إسرائيلية على غزة واستهدفت مقار أمنية فلسطينية.
وأعلن مصدر عسكري إسرائيلي أن جيش الاحتلال توغل مجددا فجر اليوم في مناطق السلطة الفلسطينية شمالي الضفة الغربية ونصب حواجز على بعض الطرقات. وأوضح المصدر أن وحدات من سلاح الهندسة أقامت حواجز على الطرق التي تصل بين قرية طمون وقريتي يسير وطوباس.
وأوضح بيان لجيش الاحتلال أن الهدف من العملية هو منع من أسماهم بالإرهابيين من الوصول إلى إسرائيل. وأعلن متحدث عسكري أن وحدات الهندسة حفرت خنادق في بعض الأماكن لمنع عبور السيارات، وأشار إلى أن الطرق التي تصل بين القرى الثلاث ومدينة نابلس أغلقت تماما وتقرر منع السير فيها إلا لأسباب إنسانية على حد تعبير البيان. كما أحاطت وحدات من المدرعات والمشاة الإسرائيلية بقرية طمون. وذكر شهود عيان من المنطقة أن ثماني دبابات تساند هذه الوحدات لكنها لم تدخل القرية.