واشنطن تستدعي مبعوثها وعرفات يحدد مستقبل الانتفاضة


undefinedـــــــــــــــــــــــ
السلطة الفلسطينية: إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء باحتلال بيت حانون والوضع ينذر بالمزيد من العنف والتصعيد
ـــــــــــــــــــــــ
آلاف الفلسطينيين في الخليل يشيعون شهيدين من الجهاد الإسلامي ويدعون لمزيد من العمليات ضد إسرائيل
ـــــــــــــــــــــــ
خطاب مهم لعرفات غدا يتوقع أن يطلب فيه وقف الانتفاضة "من أجل المصلحة الوطنية"
ـــــــــــــــــــــــ

استدعت الولايات المتحدة مبعوثها إلى المنطقة أنتوني زيني من أجل التشاور وفقا لمصادر في الخارجية الأميركية. واعتبرت السلطة الفلسطينية أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء. ونددت السلطة بالفيتو الأميركي الذي منع إرسال مراقبين إلى المنطقة ودعت إلى اجتماع عربي طارئ، في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس عرفات لإلقاء خطاب عن مستقبل الانتفاضة.

وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس عرفات إن السلطة الفلسطينية تحمل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون كامل المسؤولية عن "هذا التصعيد الخطير في عدوانها، وتعتبر احتلال بيت حانون تجاوزا لكل الخطوط الحمراء وتماديا في تدمير فرص إعادة الحياة إلى عملية السلام". واعتبر احتلال بيت حانون وأجزاء من بيت لاهيا شمالي قطاع غزة أمرا خطيرا جدا وينذر بمزيد من التصعيد والتوتر والعنف في المنطقة.

وأضاف أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي خصوصا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول المعنية بالسلام "بوضع حد للجرائم والمجازر التي ترتكبها القوات الإسرائيلية واحتلال المدن والقرى الفلسطينية قبل فوات الأوان".


undefinedتطورات سياسية

ومن جهة ثانية أعلن مسؤول عربي رفيع أن الدول العربية وافقت على عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب الخميس القادم دعت إليه السلطة الوطنية الفلسطينية لبحث تصعيد العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

وصرح عمرو موسى بأن الجامعة العربية تلقت طلبا رسميا من السلطة الفلسطينية لعقد اجتماع طارئ واستثنائي على مستوى وزراء الخارجية العرب يوم العشرين من ديسمبر/ كانون الأول في القاهرة.

إعلان

وأدانت السلطة الفلسطينية بشدة استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" لعرقلة مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو لنشر مراقبين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال أبو ردينة إن "هذا القرار لن يخدم السلام والاستقرار في المنطقة"، مشيرا إلى أن هناك إجماعا دوليا في مجلس الأمن الدولي مؤيدا للحقوق الفلسطينية المشروعة". وشدد على أن "الفيتو الأميركي من شأنه أن يشجع إسرائيل على مواصلة عدوانها وتصعيدها العسكري ضد الشعب الفلسطيني".

وفي وقت سابق قال السفير الأميركي جون نيغروبونتي وهو يشير إلى إسرائيل "للأسف القرار الذي أمامنا لم يتعامل مع ديناميكية العمل الجاري تنفيذه في المنطقة، وبدلا من ذلك فإن الهدف منه هو عزل أحد أطراف الصراع سياسيا".


undefinedخطاب مهم لعرفات

ومن المنتظر أن يوجه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات غدا الأحد خطابا مهما إلى الشعب الفلسطيني يتناول مخاطر الوضع الحالي، وسط توقعات بالإعلان عن وقف الانتفاضة المستمرة منذ نحو 15 شهرا.

وقال مسؤولون طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم إن خطاب عرفات الذي سيبث عبر التلفزيون الفلسطيني ومحطات إذاعة محلية سيتناول مخاطر الوضع الحالي وسيكون "خطابا سياسيا مهما". وأوضح أحد هؤلاء "سيكون الخطاب سياسيا ولا أستطيع القول إنه سيكون خطابا دراماتيكيا".

لكن توقيت الإعلان عن الخطاب يشي بأكثر من دلالة ويوحي بتوقعات مختلفة بشأن مصير الانتفاضة والقضية الفلسطينية في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.

وقال مسؤول فلسطيني "هناك حاجة ماسة لعمل شيء ووقف الجنون الحالي الذي لن يفضي إلا إلى انهيار السلطة الفلسطينية ووضع القضية على كف عفريت".

وتوقع المحلل السياسي غسان الخطيب أن يطلب عرفات وقف الانتفاضة التي استشهد فيها نحو ألف فلسطيني وجرح عشرات آلاف آخرين. وأضاف "لا أعرف درجة الصراحة التي سيتحدث بها عرفات لكنه بالتأكيد سيقول إن المصلحة الوطنية والظروف الحالية تدعو إلى ضرورة الانضباط والالتزام بقرارات السلطة" فيما يتعلق بالهجمات على إسرائيل.

إعلان

وقال الخطيب "عرفات يدرك الخطر المحيق وتجربته مع شارون في حرب لبنان تعزز الخشية من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يوقف هجومه". وأضاف أن حماس في المقابل تعي مدى الشعبية التي حققتها في الانتفاضة وتعتقد أن ما يجري حاليا بمثابة لحظة تاريخية لا يتوجب إضاعتها و"هنا تكمن خطورة أخرى في إصرار حماس على المضي في عملياتها".


undefinedسقوط أربعة شهداء

وعلى صعيد التطورات الميدانية قامت القوات الإسرائيلية ترافقها الدبابات والمدرعات العسكرية اقتحمت مناطق فلسطينية شمالي قطاع غزة وجنوبيه قبيل فجر اليوم، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة العشرات بجروح واعتقال العديد من رجال المقاومة. واستشهد فلسطيني رابع حاول التسلل إلى مستوطنة غوش قطيف جنوبي غزة.

وقالت مصادر طبية إن فتى فلسطينيا استشهد أثناء مواجهات بالحجارة بين الشبان الفلسطينيين والدبابات الإسرائيلية عند مدخل بلدة بيت حانون في قطاع غزة التي احتلها الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية.

وفي وقت سابق أعلن استشهاد أحمد بسيوني (28 عاما) من قوات الأمن الوطني بعد أن أصيب في فخذه الأيمن وترك ينزف حتى فارق الحياة.

واجتاحت أكثر من 15 دبابة إسرائيلية بلدة بيت حانون من جميع الاتجاهات وأغلقت الطرق المؤدية إليها، وفرضت حظر تجول على أهالي البلدة الكائنة في أقصى شمالي قطاع غزة.

وقال شهود عيان إن مواجهات عنيفة تدور بين جنود الاحتلال ومسلحين فلسطينيين، وإن سيارة تقل خمسة من رجال الشرطة قصفت بنيران القوات الإسرائيلية مما أسفر عن استشهاد أحدهم وإصابة الآخرين بجروح. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن مجموعات عسكرية راجلة وقوات من سلاح المدرعات والهندسة والوحدات الخاصة تشارك في العمليات العسكرية الجارية في بيت حانون.

وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن حصيلة الجرحى بين الفلسطينيين ارتفعت إلى 75 بينهم 15 في حالة حرجة كما أن بينهم عددا من الأطفال وأفراد الشرطة. وأشارت إلى أن هذا العدد الكبير من الجرحى سببه إطلاق النار الكثيف من قبل الدبابات المتمركزة داخل بيت حانون وعلى مفترق بيت لاهيا شمالي القطاع تجاه المواطنين الفلسطينيين.


undefinedاعتقال نشطاء

وفي السياق ذاته دمر الجيش الإسرائيلي ثلاثة منازل لمواطنين فلسطينيين بينها منزل مؤسس كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشيخ صلاح شحادة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل خمسة فلسطينيين من نشطاء حركة حماس، في حين يقول الفلسطينيون إن عدد المعتقلين يصل إلى عشرة.

وقال وزير الإسكان الفلسطيني عبد الرحمن حمد لقناة الجزيرة إن الجرافات الإسرائيلية عمدت إلى تدمير بعض مقار السلطة والعبث بالبعض الآخر إلى جانب تدمير سيارات المواطنين دون سبب. وفي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة توغلت قوات الاحتلال تدعمها الدبابات الإسرائيلية وطائرات الأباتشي في حي تل السلطان وسط إطلاق نار كثيف وقذائف المدفعية، وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن عملية الاجتياح أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بجروح.


undefinedتشييع شهيدين

في غضون ذلك دعا مئات الفلسطينيين إلى شن هجمات على إسرائيل وذلك أثناء تشييع جنازة اثنين من عناصر حركة الجهاد الإسلامي استشهدا الجمعة في الخليل في الضفة الغربية برصاص الجيش الإسرائيلي.

ووري عبد الباسط أحمد أبو سنينة (31 سنة) وأسد مصطفى أبو سنينة (22 سنة) الثرى بعد صلاة ظهر اليوم في مقبرة الخليل جنوبي الضفة الغربية. وأفادت مصادر في الشرطة الفلسطينية بأن الفلسطينيين قتلا خلال صدامات مع الجنود الإسرائيليين في حين زعم جيش الاحتلال أنهما قتلا في عملية هجومية قامت بها مجموعة مسلحة ينتميان إليها.

إعلان

وكان لافتا للانتباه أثناء التظاهرة غياب الأعلام الفلسطينية في هذا التشييع في حين أشهر المتظاهرون عشرات الرايات السوداء والخضراء التي تمثل شعاري حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، الأمر الذي قد يدل على التوتر السائد حاليا بين السلطة الفلسطينية والحركات الإسلامية إثر عملية اعتقال شنتها الشرطة الفلسطينية في صفوفهم مؤخرا.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان