الجيش الإسرائيلي يعيد احتلال بيت حانون
ـــــــــــــــــــــــ
16 دبابة توغلت داخل بيت حانون من أربعة محاور وتمركزت وسط البلدة
ـــــــــــــــــــــــ
بوش يطلب من عرفات "مكافحة الإرهاب وإحالة القتلة إلى القضاء" إذا كان يريد السلام، والبيت الأبيض لا يستبعد استدعاء زيني
ـــــــــــــــــــــــ
ألمانيا تطلب من الولايات المتحدة قطع المساعدات عن إسرائيل وباول يرد بأن ذلك لا يخدم المصالح الأميركية
ـــــــــــــــــــــــ
أعاد الجيش الإسرائيلي هذه الليلة احتلال بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة. وكان جيش الاحتلال قد توغل في حي تل السلطان بمدينة رفح. وبينما دعا الرئيس الأميركي الرئيس الفلسطيني لوقف ما أسماه بالاعتداءات على إسرائيل، لم يستبعد البيت الأبيض استدعاء الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط أنتوني زيني.
فقد أفاد مراسل الجزيرة في غزة أن الجيش الإسرائيلي أعلن هذه الليلة أنه أعاد احتلال بيت حانون شمالي قطاع غزة. وأضاف المراسل أن 16 دبابة دخلت البلدة بعد منتصف الليل واشتبكت مع قوات الأمن الفلسطيني مما أسفر عن إصابة أربعة منهم بجراح. وقد فرضت قوات الاحتلال حظر التجول على البلدة. وقال المراسل إن الدبابات دخلت البلدة من أربعة محاور وتمركزت في وسطها ونقل المراسل عن شهود عيان قولهم إن قوات الاحتلال تقوم بحملة اعتقالات.
وكانت قوات الاحتلال قد توغلت في حي تل السلطان بمدينة رفح وسط إطلاق نار كثيف وقذائف المدفعية. كما أغارت طائرات "إف 16" على أهداف فلسطينية في غزة.
وفي مواجهات جرت أمس بمنطقة فرش الهوى شمال غرب الخليل بالضفة الغربية استشهد عبد الباسط أحمد أبو سنينة وأسد مصطفى أبو سنينة اللذان لم يحدد عمرهما. وقالت قوات الاحتلال إنها سلمت جثتيهما إلى الجانب الفلسطيني مشيرة إلى سقوط جريح أيضا في هذه المواجهات.
وصرح مصدر عسكري إسرائيلي بأن الشهيدين كانا ضمن مجموعة من أربعة فلسطينيين في سيارة رصدتهم وحدة إسرائيلية في قطاع حلحول بشمالي الخليل وهاجمتهم فقتلت اثنين "ونجح الآخران في الفرار".
وكان ستة من رجال الأمن الفلسطينيين قد استشهدوا وأصيب سبعة بجروح في قرية سلفيت أثناء عملية توغل قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن الشهداء الستة سقطوا خلال غارة شنتها وحدات المشاة الإسرائيلية بإسناد من الدبابات.
وأضافت المصادر الفلسطينية أن أحد الشهداء الستة من نشطاء المقاومة كان على رأس قائمة من تطالب إسرائيل باعتقالهم، وقالت إنه استشهد في منزله وأمام زوجته وأطفاله. وأوضحت أن رجال الشرطة الخمسة استشهدوا أثناء تبادل لإطلاق النار مع جنود الاحتلال. والشهداء الستة هم رزق شعبان حرز الله (المخابرات) وجواد شاهين (الأمن الوطني) وضياء محمود (القوة 17) ومحمد عاشور (الأمن الوطني) وأسعد أبو عطايا (قوات الاستخبارات العسكرية) إضافة إلى خالد يعقوب وهو من سكان سلفيت.
ضغوط أميركية
ووسط هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي طالب الرئيس الأميركي جورج بوش الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالتحرك فورا لاعتقال المسؤولين عن الهجمات التي استهدفت إسرائيل.
وقال بوش مخاطبا الصحفيين في البيت الأبيض إن على عرفات استخدام قوات الأمن للقضاء على المليشيات المسلحة. وأضاف القول إذا كان عرفات يريد السلام عليه أن يستخدم أقصى ما يملك لإحضار من وصفهم بالمسؤولين عن عمليات القتل إلى "ساحة العدالة".
وفي السياق نفسه لم يستبعد البيت الأبيض استدعاء الجنرال زيني في الوقت الذي يتواصل فيه تعثر مهمته بسبب تصاعد المواجهات في الأراضي الفلسطينية وقرار إسرائيل تجاهل الرئيس عرفات كليا. وقال المتحدث آري فليشر إن الجنرال زيني "أرسل إلى المنطقة ليكون مفيدا قدر الإمكان، بيد أنه لم يرسل إلى هناك للأبد".
وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي ريتشارد أرميتاج ردا على أسئلة شبكة تلفزيون "إن بي سي" بشأن مباحثات زيني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون مساء الخميس, إنه يفضل في الوقت الراهن عدم كشف محتوى هذه المباحثات "السرية". بيد أنه أضاف أن الرئيس عرفات يظل بالنسبة للولايات المتحدة "الممثل المنتخب للشعب الفلسطيني وسنواصل التعامل معه على هذا الأساس"، معتبرا أنه "إذا قمع عرفات العنف وبذل جهودا بنسبة 100% لإيقاف حماس والجهاد الإسلامي ربما عندها يتعاطى معه الناس بشكل مختلف".
في هذا الوقت دعا العاهل الأردني الولايات المتحدة إلى الاستمرار في بذل الجهود من أجل إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك أثناء لقائه أمس مع المبعوث الأميركي أنتوني زيني.
وقال مصدر مسؤول في الديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله أكد في اللقاء أن استمرار الدور الأميركي هو أمر ضروري وحيوي لاستقرار المنطقة، ودعا إلى تكثيف الجهود الدولية والأميركية خاصة لوقف دوامة العنف "بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وشدد العاهل الأردني على أن "عرفات يمثل الشعب الفلسطيني وعلى أن أي حوار يجب أن يكون معه". كما حذر من أن "سياسة التصعيد العسكري واستهداف المدنيين من جانب إسرائيل سيكون لهما آثار سلبية على استقرار المنطقة بشكل عام".
من جانبه أكد الجنرال زيني في اللقاء الذي حضره مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ويليام بيرنز "التزام الولايات المتحدة بتحقيق السلام" وأنها تعترف بعرفات ممثلا للشعب الفلسطيني وتدعو إلى إجراء المفاوضات معه". وكان الجنرال زيني وصل إلى عمان في وقت سابق قادما من القدس في جولة ستقوده أيضا إلى القاهرة قبل أن يعود إلى القدس غدا الأحد.
أوروبا والدور الأميركي
من جهة أخرى قال مسؤول أميركي كبير إن وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر طلب من نظيره الأميركي كولن باول قطع المساعدات الأميركية عن إسرائيل. وأضاف المسؤول أن باول رد بأن "الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يخدم المصالح الأميركية لأنه سيزيد شعبية شارون بين الإسرائيليين".
وجرى الحوار حسب المصدر أثناء جولة باول الأوروبية الأسبوع الماضي عندما اجتمع الاثنان في ثلاث مناسبات على الأقل، وعقدا اجتماعا ثنائيا الاثنين الماضي. وقال المسؤول الأميركي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن باول حاول إقناع الأوروبيين بعدم دعوة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لزيارتهم، "لأن الولايات المتحدة تريده أن يبقى في الضفة الغربية وقطاع غزة ليقوم بمهمته وهي شن حملة صارمة على المتشددين" على حد وصفه.