الهند تتهم جماعة كشميرية بتدبير الهجوم على البرلمان
نفت جماعة لشكر طيبة الكشميرية التي تتخذ من باكستان مقرا لها مسؤوليتها عن الهجوم المسلح الذي استهدف البرلمان الهندي أمس وأسفر عن سقوط 12 قتيلا بينهم المنفذون. ويأتي نفي الجماعة ردا على اتهام وزير الخارجية الهندي جاسوانت سينغ لها بتدبير هذا الهجوم.
ووصف المتحدث باسم المنظمة الإسلامية يحيى مجتهد اتهامات جاسوانت سينغ بأنها "أكذوبة لا تستند إلى أي أساس", زاعما أنها رواية أطلقتها وكالة المخابرات الهندية بالتعاون مع الحكومة الهندية لإعلان الحرب على المنظمات الكشميرية وباكستان.
وكان سينغ حمل جماعة لشكر طيبة وجيش محمد اللذين يتخذان من باكستان مقرا لهما مسؤولية الهجوم, مؤكدا أن لدى الهند أدلة على أن الهجوم الذي قتل فيه 12 شخصا نفذته هاتين الجماعتين الإسلاميتين، ودعا باكستان إلى تجميد أنشطتهما.
وفي السياق نفسه قال ضابط رفيع في أجهزة الأمن الهندية إن الأسلوب الذي استخدمه المهاجمون يشير إلى أن المهاجمين قد يكونون من عناصر الجماعات المتمركزة في باكستان. وقال المسؤول عن أجهزة الاستخبارات في القوات الهندية راجيندر بولار إن جميع المؤشرات تؤكد تورط حركتي لشكر طيبة وجيش محمد في الهجمات.
جلسة طارئة
وقد عقد البرلمان الهندي جلسة طارئة اليوم وسط إجراءات أمنية مشددة لتحديد موقفه من الهجوم الذي تعرض له أمس عندما هاجم خمسة مسلحين مجمع البرلمان القريب من رئاسة الوزراء في نيودلهي وتمكنوا من قتل سبعة أشخاص قبل أن يقتلوا على يد قوات الأمن الهندية.
وقد حضر الجلسة البرلمانية رئيس الوزراء أتال بيهاري فاجبايي وجميع أعضاء الحكومة، إضافة إلى سفير الولايات المتحدة في نيودلهي الذي جاءت مشاركته تعبيرا عن تضامن بلاده مع حليفتها الهند في الهجوم الذي اعتبره إرهابيا.
وقارن السفير الأميركي بين الهجوم على البرلمان الهندي والهجوم على نيويورك وواشنطن في سبتمبر/ أيلول الماضي مشيرا إلى أن منفذيه لا يختلفون عن الذين قاموا بالهجوم على الولايات المتحدة. ويقول مراقبون إن الهجمات على أميركا أصبحت معيارا لتحديد مدى إرهابية العديد من الهجمات.
ويناقش النواب مشروع قرار بشأن هجوم أمس يتوقع أن يتم التصديق عليه بالإجماع، كما يتوقع أن يدين المشروع الهجوم ويؤيد الحكومة في أي خطوات تتخذها لملاحقة مدبريه. وتعهد رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي أمس بأن تشن حكومته حربا لا هوادة فيها على الإرهاب. وقال بعيد الهجوم الذي لم يسفر عن إصابة أي من المسؤولين "إن الهند قبلت تحدي من يتحدونها". وأضاف في خطاب وجهه للأمة إن بلاده "حاربت الإرهاب على مدى عقدين, وإن المعركة وصلت فصلها الأخير".
وقال الوزير المسؤول عن الشؤون البرلمانية برامود مهاجلان "يجب علينا أن نعلن تصميمنا ليس فقط كسياسيين وحكومة, ولكن أيضا كأمة.. أننا سوف نقاتل الإرهاب إلى نهايته". وأضاف الوزير أنه رغم عدم معرفة الجهة التي وقفت وراء الهجوم فإن الهند لا تستبعد أن تكون جماعة مسلحة تتخذ من باكستان مقرا لها هي التي شنته.
وقال مهاجلان "كلنا يعلم أن الإرهاب في هذا البلد ترعاه جارتنا"، في إشارة إلى باكستان. وكانت إسلام آباد قد أدانت الهجوم أمس كما أدانته الجماعات الكشميرية التي عادة ما توجه لها التهم في مثل هذه الهجمات.
وتعرضت الحكومة لسيل من الانتقادات بسبب الهجوم واعتبرت صحيفة "هندوستان تايمز" حديث الأجهزة الأمنية بأن المهاجمين استخدموا علامات أمنية رسمية للوصول إلى مبنى البرلمان مؤشرا على أن هجمات أخرى من هذا القبيل يمكن أن تحدث في المستقبل. وقالت صحيفة "تايمز أوف إنديا" إن الهجوم يمثل ثغرة هائلة في الأمن القومي الهندي.