الطيران الإسرائيلي يستأنف قصف غزة
ـــــــــــــــــــــــ
نبيل شعث: الولايات المتحدة أعطت رئيس الوزراء الإسرائيلي الضوء الأخضر لقتل الفلسطينيين بالسلاح الأميركي
ـــــــــــــــــــــــ
السلطة الفلسطينية تدعو مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته قبل فوات الأوان والتصدي لمخططات شارون الدموية
ـــــــــــــــــــــــ
الجنرال زيني يغادر إلى عمان والقاهرة بعد اجتماع مع رئيس الحكومة الإسرائيلية في القدس
ـــــــــــــــــــــــ
استأنفت الطائرات الإسرائيلية قصف غزة وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين اليوم إلى ثمانية بعد سقوط شهيدين جديدين في مواجهات بالخليل. وكان ستة شهداء آخرين -خمسة منهم من أجهزة الأمن الفلسطينية- سقطوا في وقت سابق من جراء الغارات الإسرائيلية، واتهمت السلطة الفلسطينية الولايات المتحدة بالمشاركة في الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ودعت مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته.
فقد أفاد مصدر أمنى فلسطيني بأن فلسطينيين استشهدا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مواجهات وقعت في بلدة فرش الهوا شمال غرب الخليل بالضفة الغربية. وأكدت الإذاعة العامة الإسرائيلية من جهتها سقوط الشهيدين اللذين لم يكشف عن هويتهما بعد.
وأفادت مصادر أمنية بأن الطائرات الإسرائيلية استأنفت مساء اليوم قصف أهداف فلسطينية في غزة، ولم ترد تفاصيل عن القصف أو وقوع ضحايا أو أضرار.
وقد تجمع عشرات الآلاف للصلاة في آخر يوم جمعة من شهر رمضان في الحرم القدسي بالقدس الشرقية ثم تفرقوا بعد الصلاة بهدوء. وقال مسؤول في الأوقاف إن "55 ألف شخص فقط تمكنوا من المشاركة في صلاة الجمعة بسبب القيود الإسرائيلية". وقدرت الشرطة الإسرائيلية عددهم بأكثر من 100 ألف شخص.
ونشرت إسرائيل مئات من رجال شرطتها في محيط المدينة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة تحسبا لأي اضطرابات. وفي رام الله بالضفة الغربية نظم حوالي 600 فلسطيني مسيرة احتجاج ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد صلاة الجمعة ولم يسجل وقوع أي مواجهة مع القوات الإسرائيلية المتمركزة عند مدخل المدينة بحسب الشهود.
دعوة السلطة الفلسطينية
ومع استمرار التصعيد الإسرائيلي اتهم وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث في مقابلة مع قناة الجزيرة الولايات المتحدة بأنها أعطت الضوء الأخضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الذي يقتل الشعب الفلسطيني بالأسلحة الأميركية.
ودعت القيادة الفلسطينية من جهتها مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، وقالت في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إنها تدعو مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته قبل فوات الأوان "لأن هذا القمع والقتل الذي تقوم به قوات الاحتلال وهذا الحصار والإغلاق لن يقرب فرص السلام بل يبدد ما تبقى من أمن واستقرار وينسف فرصة السلام وكذلك الجهود الأميركية والدولية.. وهذا ما يخطط له شارون وأركان حربه".
وطالبت القيادة الفلسطينية المجتمع الدولي بوقف الهجوم الإسرائيلي ووضع حد سريع له "قبل أن تصل الأوضاع إلى نقطة اللاعودة وينفجر الموقف على نحو شامل". وأشارت القيادة إلى أن التوغل والهجوم الإسرائيلي على بلدة سلفيت تحت وابل من إطلاق القذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة والصواريخ من مروحيات الأباتشي الأميركية أدى إلى استشهاد ستة أفراد من الأجهزة الأمنية.
وأضافت أن "قوات الاحتلال أطلقت النار على المواطن عماد شحادة العمراني من حي الشجاعية (شرقي غزة) ومن أفراد الأمن الوقائي وكان يقوم بمهمة أمنية قرب معبر المنطار (كارني) فاستشهد على الفور، إضافة إلى الهجوم بالدبابات والمجنزرات والجرافات على مخيم خان يونس وهدم 30 منزلا".
بيان حركة حماس
أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس استمرار عمليات المقاومة ورفضها للمبادرات الأميركية والغربية بما فيها تفاهمات تينيت وتوصيات ميتشل وبيرنز وزيني. وأضافت الحركة في بيان بمناسبة الذكرى
الـ14 لتأسيسها أنها لن تقبل إلا بتحرير كل فلسطين وعودة كل اللاجئين "من شعبنا ودون ذلك تهون دماؤنا وترخص أرواحنا".
وقال البيان إن "قافلة المقاومة والاستشهاديين لن توقفها تهديدات الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ولن تحرفها عن الطريق حملة الاعتقالات هنا أو هناك (في إشارة للاعتقالات التي تنفذها أجهزة الأمن والشرطة الفلسطينية)".
وتابع البيان أن "ما يطرح من دويلة مقطعة الأوصال تحيط بها المستعمرات اليهودية ويحاصرها جيش الاحتلال من جميع الجهات حتى في السماء وتأجيل قضيتي القدس واللاجئين إلى مفاوضات لا نهاية لها شرط وقف الانتفاضة والمقاومة واعتقال المجاهدين والمقاومين وزجهم في السجون والمعتقلات حتى يرضى بوش وشارون فهذا مرفوض جملة وتفصيلا".
سقوط ستة شهداء
وقد شهدت الساعات الماضية سقوط ستة فلسطينيين بينهم أحد المطلوبين، وأصيب تسعة آخرون واعتقل العشرات أثناء اجتياح القوات الإسرائيلية لثلاث قرى فلسطينية في الضفة الغربية هي دورا القريبة من مدينة الخليل، وسلفيت وعصيرة الشمالية المجاورتين لمدينة نابلس.
وأوضحت مصادر أمنية فلسطينية أن القوات الإسرائيلية قتلت أحد رجال المقاومة المطلوبين لسلطات الاحتلال وخمسة من أفراد قوات الأمن الفلسطينية في غارة شنتها على قرية سلفيت.
وأضافت المصادر الفلسطينية أن أحد الشهداء الستة من نشطاء المقاومة كان على رأس قائمة من تطالب إسرائيل باعتقالهم، وقالت إنه استشهد في منزله وأمام زوجته وأطفاله. وأوضحت أن رجال الشرطة الخمسة استشهدوا أثناء تبادل لإطلاق النار مع جنود الاحتلال. والشهداء الستة هم رزق شعبان حرز الله (المخابرات) وجواد شاهين (الأمن الوطني) وضياء محمود (القوة 17) ومحمد عاشور (الأمن الوطني) وأسعد أبو عطايا (قوات الاستخبارات العسكرية) إضافة إلى خالد يعقوب وهو من سكان سلفيت.
وفي وقت سابق من صباح اليوم توغلت دبابات للجيش الإسرائيلي في منطقة حاجز التفاح شمالي خان يونس وسط قصف مكثف باتجاه مخيم خان يونس للاجئين. وقالت مصادر فلسطينية إن ثلاثة فلسطينيين على الأقل جرحوا ووصفت حالة أحدهم بأنها خطيرة، في حين دمرت قوات الاحتلال 30 منزلا ومصنعا.
وقال شهود عيان إنه لم تجر أي أعمال مقاومة تستدعي هذا العدوان الإسرائيلي من تدمير وقصف. وأدى القصف المدفعي أيضا إلى تدمير محول للكهرباء وجزء من شبكة الكهرباء الرئيسية في المخيم. واعترف الجيش الإسرائيلي بتدمير عدد من المنازل بهدف الحد من إطلاق النار على المستوطنات.
نفي إسرائيلي
في غضون ذلك نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون أن تكون صحيفة بيلد الألمانية الشعبية أجرت معه مقابلة هدد فيها ببقاء الجيش الإسرائيلي لمدة طويلة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي في بيان صدر في القدس أن "رئيس الوزراء لم يعط أي مقابلة لصحيفة بيلد".
ونقلت الصحيفة كذلك عن شارون قوله إن "ياسر عرفات بات ينتمي إلى التاريخ". وأضاف حسب الصحيفة أنه "إذا لم نتوصل إلى حل سلمي في مفاوضات مع قيادة فلسطينية جديدة عندئذ سيذهب الجيش الإسرائيلي إلى المدن الفلسطينية لفرض النظام فيها".
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر أن إسرائيل ستجد من تحاوره غير عرفات، وقال الوزير العمالي في تصريح صحفي "سنتحاور مع سواه. قد يظهر بين الفلسطينيين أشخاص يودون مناقشة المسائل العالقة معنا". وتابع إليعازر أن "ياسر عرفات بات خارج اللعبة السياسية، فهو لم يبدل موقفه بشأن الإرهاب والعنف". وقال في مقابلة ثانية إن الجيش الإسرائيلي يخطط لتصعيد العمليات ضد السلطة الفلسطينية.
غير أن وزير الخارجية الإسرائيلية شمعون بيريز قال إن ياسر عرفات "لم ينته بعد"، مبديا معارضة شديدة لقرار الحكومة الأمنية المصغرة بقطع الاتصالات مع عرفات. وقال بيريز إن عرفات لم ينته كما يعتقد شارون، وأضاف "أن العمليات العسكرية ضده قد تعزز موقفه بين الفلسطينيين وبين دول المنطقة وفي أوروبا".
وقال بيريز دون تفصيل "هناك عمليات عسكرية يقوم بها شارون تجعلني أقشعر، لكن أعصابي من حديد. أنا جالس أنتظر. إذا تمكن شارون من منع وقوع المزيد من الهجمات الانتحارية سأكون أول من أقف وأعترف بخطئي". وحذر بيريز من الاستمرار والتوسع في عمليات الاغتيال وقال "إذا اتسع نطاق التصفيات سيجيء اليوم الذي تدمغنا فيه عناصر دولية بأننا مجرمو حرب".
تحركات الجنرال زيني
في هذه الأثناء غادر الموفد الخاص الأميركي أنتوني زيني القدس متوجها إلى العاصمة الأردنية عمان حيث سيبقى 24 ساعة قبل التوجه إلى القاهرة والعودة الأحد إلى القدس، وذلك حسب ما أفاد به مصدر دبلوماسي أميركي. ولم ترد أي تفاصيل عن الغرض من زيارتي الجنرال زيني.
وكان المبعوث الأميركي قد التقى في وقت سابق برئيس الوزراء الإسرائيلي للحصول منه على تفسير لقراره قطع كل الاتصالات بياسر عرفات. وغادر زيني دون أن يصدر بيانا يحدد فيه الخطوات المقبلة في مساعيه للحد من المواجهات بين الجانبين، كما كان متوقعا.