محللون: بكين تعارض انسحاب واشنطن من معاهدة 1972
قال محللون اليوم الخميس إن خطط الرئيس الأميركي جورج بوش للانسحاب من معاهدة الحد من الصواريخ البالستية لعام 1972 ستواجه بانتقادات حادة من الصين كما أنها ستمثل عائقا أمام تطوير العلاقات بين بكين وواشنطن. وتخشى الصين من تأثير محتمل لنظام الدرع الصاروخي الأميركي الذي سيحل محل المعاهدة على قدراتها النووية المتواضعة.
وأضاف المحللون أن الرد الصيني سيكون محدودا لأن انشغال بكين الأساسي يتركز على نمو الاقتصاد المحلي. ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الصينية بهونغ كونغ وو غوكوانغ "إن الصين تشكك في نوايا واشنطن الإستراتيجية، وأعتقد أن الصينيين سيكونون مترددين بل وأكثر ترددا من قبل في التعاون مع الولايات المتحدة في قضايا مثل محاربة الإرهاب وانتشار الأسلحة النووية".
غير أنه لم يصدر رد رسمي من بكين بشأن الخطط الأميركية للانسحاب من المعاهدة التي ينظر إليها على نطاق واسع بأنها تشكل حجر الزاوية في الاستقرار النووي. وعبرت الصين مرارا عن اعتقادها بأن الانسحاب من المعاهدة من شأنه أن يخل بتوازن الأمن الدولي.
وتريد الولايات المتحدة الانسحاب من المعاهدة التي يقول مسؤولون أميركيون إن قرارا رسميا بالانسحاب منها قد يعلن اليوم, وذلك بهدف المضي قدما في خططها لإنشاء نظام بديل للدفاع الصاروخي يكلف مليارات الدولارات. وتعارض الصين بشدة إقامة الدرع الصاروخي بحجة أنه قد يوفر مظلة للجنود الأميركيين في كوريا الجنوبية واليابان والذي قد يمتد إلى تايوان، إضافة إلى أن مثل هذا النظام قد يفقد الترسانة النووية الصينية فعاليتها.
لكن المحللين لا يعتقدون بأن الانسحاب الأميركي من معاهدة عام 1972 سيغير من خطط الصين لتحديث قواتها الإستراتيجية التي تشهد بالفعل تغييرات كبيرة لا تتوقف على مضي أو عدم مضي الولايات المتحدة في خطط بناء نظام الدرع الصاروخي.
ويقول المحللون إن اهتمامات الصين تتركز حاليا على الاقتصاد الذي تتوقع أن يبلغ نموه هذا العام أكثر من 7% في وقت تشهد فيه دول أخرى ركودا اقتصاديا. وهي من أجل هذا تريد إبقاء علاقات جيدة بالولايات المتحدة في الإطار الاقتصادي خصوصا. فالولايات المتحدة تمثل أكبر سوق لصادرات الصين التي أصبحت عضوا في منظمة التجارة العالمية مؤخرا. وأكدت بكين في هذا الصدد وعودا بمزيد من الانفتاح والاندماج في الاقتصاد العالمي.
ويشكك المحللون في قدرة الصين المالية على مجاراة الولايات المتحدة في سباق تسلح على طراز ذلك الذي شهدته الحرب الباردة، ويضيف المحللون أن أقصى ما تستطيعه الصين هو التركيز على اقتصادها وتحديث قدرات جيشها.
وشهدت العلاقات الصينية الأميركية تحسنا ملحوظا بعد أزمة حادث الاصطدام الجوي بين طائرة تجسس أميركية ومقاتلة صينية نفاثة جنوبي الصين في الأول من أبريل/نيسان الماضي.
وساندت الصين جهود الولايات المتحدة في حربها للإرهاب, ويعود السبب في جانب كبير من ذلك الموقف إلى تنامي قلق الصين من الصحوة الإسلامية في إقليم سينغيانغ الذي يقع في أقصى غربي الصين ويشكل مسلمو اليوغور أغلبية سكانه.