الجيش الهندي في حالة تأهب وفاجبايي يتوعد الإرهاب
وضع الجيش الهندي بإقليم كشمير في حالة تأهب قصوى إثر الهجوم على البرلمان الهندي الذي أسفر عن سقوط 12 قتيلا ولقي إدانة واسعة من الداخل والخارج. وأعلن رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي أن بلاده قررت شن حرب لا هوادة فيها ضد ما وصفه بالإرهاب.
فقد أعلن ناطق باسم الجيش أن القوات الهندية المنتشرة على طول خط المراقبة الذي يفصل إقليم كشمير إلى جزء خاضع للإدارة الهندية وآخر للإدارة الباكستانية، وضعت في حالة تأهب قصوى إثر الهجوم الذي شنته جماعة مجهولة على البرلمان الهندي صباح هذا اليوم.
وقال الناطق الذي رفض ذكر اسمه أن الحكومة الهندية طلبت من جنودها منع أي محاولة لعبور الحدود باتجاه الجزء الخاضع لسيطرتها. وقد أدان عبد الغني بهات رئيس مؤتمر "حرية" في كشمير الذي يضم قرابة 20 حزبا إسلاميا الهجوم على البرلمان, معربا عن أن المؤتمر الذي يتزعمه يرفض قتل الأبرياء في جميع أنحاء العالم.
كما طالب بهات الذي يتخذ من مدينة سرينغار عاصمة إقليم كشمير الصيفية بإجراء تحقيق في هذه القضية للكشف عن منفذي الهجوم, معتبرا أنه وقع في وقت ينتظر فيه سكان كشمير أنباء سارة عن التوصل إلى تسوية بشأن الإقليم المتنازع عليه.
وقد اتهمت جماعة المجاهدين في كشمير أجهزة الاستخبارات الهندية بتدبير الهجوم لإلقاء المسؤولية على عاتق الحركات الكشميرية, معربة عن أن الهند تحاول من خلال هذه "الأعمال استعادة تعاطف المجموعة الدولية التي رفعت السلاح لمكافحة الإرهاب".
في غضون ذلك قال ناطق باسم الجيش الهندي إن تسعة انفجارات سجلت صباح اليوم قرب خط المراقبة في كشمير دون أن توقع إصابات أو أضرار. يشار إلى أن الحرب في كشمير أسفرت منذ اندلاعها عام 1989 عن مقتل أكثر من 35 ألف شخص.
فاجبايي يتوعد
من جانب آخر أعلن رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي أن بلاده قررت شن حرب لا هوادة فيها ضد ما وصفه بالإرهاب. وقال بعيد الهجوم الذي تعرض له البرلمان الهندي وأسفر عن سقوط اثني عشر قتيلا وهم خمسة مهاجمين وستة رجال شرطة ومدني, إن الهند قبلت تحدي من يتحدونها. وقال فاجبايي في خطاب وجهه للأمة إن الهند حاربت الإرهاب على مدى عقدين, وإن المعركة وصلت فصلها الأخير.
وذكر أطباء في مستشفى رام مانوهار لوهيا في نيودلهي أن 25 شخصا على الأقل غالبيتهم من الشرطة نقلوا إلى المستشفى إثر إصابتهم بجروح في الهجوم الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه. كما أن الحكومة الهندية لم تعلن هي أيضا اشتباهها بجهة بعينها أو الدوافع المحتملة لهذا الهجوم غير المسبوق.
ولم يصب رئيس الوزراء الهندي بأي أذى في الهجوم الذي اكتفى مسؤولون حكوميون بنسبته إلى إرهابيين. وتشهد الهند أعمال عنف متكررة، لكنها المرة الأولى التي تشهد فيها هجوما جريئا من هذا النوع الذي استهدف مقر البرلمان في العاصمة الخاضعة أصلا لحراسة مشددة.
وقد طوقت وحدات عسكرية مدججة بالسلاح مبنى البرلمان وأغلقت جميع المداخل المؤدية إليه، في حين وضعت قوات الأمن بنيودلهي في حالة تأهب قصوى. يذكر أن هجوما وقع في أول أكتوبر/ تشرين الأول على المجلس التشريعي لولاية جامو وكشمير وأسفر عن قتل 38 شخصا.
إدانة دولية
كما شهد الهجوم على البرلمان الهندي إدانة واسعة من الجارة باكستان وبعض الدول الآسيوية والغربية. فقد أعرب المتحدث باسم وزير الخارجية الباكستاني عزيز أحمد خان عن صدمته, معلنا إدانة حكومته الشديدة للحادث.
وأدانت سفارة الولايات المتحدة في نيودلهي الحادث, معربة في اتصال هاتفي أجراه الناطق باسمها عن تعاطفها العميق مع أسر ضحايا الهجوم. وأدانت بريطانيا في بيان صدر عن وزير خارجيتها جاك سترو الهجوم واعتبرته عملا إرهابيا سافرا. كما أعربت السفارة الفرنسية في نيودلهي عن شجبها ورفضها العميقين للهجوم على البرلمان الذي يعتبر أهم رموز الديمقراطية في الهند.
وقدم مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كريس باتن تعازيه لأسر الضحايا, معربا عن أسفه للحادث. هذا وقد قدم كل من ملك النيبال غيانيندرا ورئيس وزراء سريلانكا الجديد وانيل ويكريميسينغ ورئيسة وزراء بنغلاديش خالدة ضياء تعازيهم الحارة للحكومة الهندية وأسر الضحايا.
في غضون ذلك قام خبراء المتفجرات من الجيش الهندي بتفجير عبوة شديدة القوة كان المهاجمون قد تركوها في ساحة البرلمان. وأكد مسؤول في وزارة الدفاع أن الانفجار الذي سمع دويه في وقت سابق ناجم عن تفجير العبوة وأنه كان مسيطرا عليه. وأضاف أن خبراء المتفجرات لايزالون في مبنى البرلمان تحسبا لوقوع انفجارات مماثلة.