أنباء عن تحليق مروحيات أميركية قرب مقديشو
أفاد شهود عيان بأن مروحيتين أميركيتين حلقتا اليوم فوق منطقة تبعد بضعة كيلومترات عن العاصمة الصومالية مقديشو. يأتي ذلك في إطار توقعات بقيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية للصومال تستهدف ما يوصف بأنه معسكرات للإرهابيين.
وأكد الشهود لوكالة الصحافة الفرنسية أن طاقمي المروحيتين كانا يلتقطان صورا. وحلقت المروحيتان على ارتفاع منخفض فوق شاطئ المعن شمالي مقديشو الذي يعتبر بمثابة ميناء يتم تزويد العاصمة الصومالية عبره. وقالت الأنباء التي بثتها إذاعة بنادير الخاصة في مقديشو إن المروحيتين من طراز بلاك هوك كانتا تحلقان على ارتفاع منخفض جدا.
ومروحيات بلاك هوك معروفة في العاصمة الصومالية منذ أن استخدم العديد منها لنقل جنود المارينز الأميركيين يوم الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 1993 إلى أحد أحياء مقديشو، في محاولة لخطف زعيم الحرب وقتها محمد فرح عيديد ومساعديه. وقد آلت العملية إلى الفشل وأسفر تبادل إطلاق النار الذي استمر أكثر من 24 ساعة عن مقتل 18 جنديا أميركيا وأكثر من 300 صومالي معظمهم من المدنيين. ونفذ الجيش الأميركي العملية آنذاك بإشراف بعثة عسكرية تابعة للأمم المتحدة.
وكانت مصادر قريبة من زعماء الفصائل الصومالية المسلحة قد ذكرت يوم الاثنين الماضي أن ضباطا بالجيش الأميركي زاروا الصومال لإجراء محادثات مع زعماء الحرب لتحديد ما وصف بأنه أهداف إرهابية محتملة. وكانت مصادر صحفية بريطانية ذكرت أمس أن الطيران الحربي الأميركي بدأ تنفيذ طلعات جوية فوق الأراضي الصومالية استعدادا للقيام بعمل عسكري ضد الصومال. وأوضحت المصادر أن الطلعات تهدف إلى تحديد مواقع معسكرات يعتقد أنها لتنظيم القاعدة تمهيدا لقصفها.
تصريحات أميركية
وفي سياق متصل قللت السفارة الأميركية في نيروبي من أهمية الشائعات التي تروجها الصحف المحلية ومفادها بأن التجهيزات العسكرية في كينيا ستستخدم في عملية عسكرية محتملة ضد الصومال.
وقال متحدث أميركي إن مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية وولتر كنستاينر لم يتناول خلال زيارة نيروبي المسائل العملية المتعلقة باستخدام تجهيزات كينية أو قواعد عسكرية. وأضاف أن العمليات العسكرية الأميركية مازالت تركز على أفغانستان.
وكان كنستاينر قد أكد في وقت سابق أنه من الممكن وجود ما أسماها بخلايا إرهابية على علاقة بشبكة القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن في الصومال، وقال إن مجموعة الاتحاد الإسلامي الصومالية على علاقة بهذه الشبكة. وكانت واشنطن قد أوقفت التحويلات الخاصة بشركة البركات الصومالية بسبب صلات مزعومة ببن لادن.
تأجيل محادثات نيروبي
على صعيد آخر أعلنت مصادر دبلوماسية في نيروبي تأجيل محادثات السلام التي كان مقررا أن تستضيفها العاصمة الكينية اليوم بين الفصائل المتناحرة في الصومال.
وأرجع مسؤولون كينيون التأجيل إلى رفض بعض زعماء الحرب الصوماليين حضور المحادثات التي ستجرى برعاية الرئيس الكيني دانيال أراب موي. وأوضحت المصادر أن بعض الفصائل ترفض إجراء المحادثات من منطلق عدم اعترافها بسلطة الحكومة الانتقالية في مقديشو.