كشف مخبأ مساعد الملا عمر وملاحقة بن لادن مستمرة
ـــــــــــــــــــــــ
مصادر استخباراتية أميركية تعلن تلقيها أكثر المعلومات وضوحا حتى الآن عن وجود أسامة بن لادن والمقربين منه في جبال توره بوره
ـــــــــــــــــــــــ
استئناف القصف الأميركي على توره بوره بعد وقت قصير من انتهاء مهلة منحت لعناصر القاعدة للاستسلام وكوماندوز أميركيون يدخلون المنطقة بالزي الأفغاني
ـــــــــــــــــــــــ
شبكة تلفزيون أميركية تعلن أن المئات من مقاتلي طالبان وتنظيم القاعدة -وفيهم عدد كبير من القادة- فروا من أفغانستان إلى إيران وباكستان ــــــــــــــــــــــ
أفاد قادة أفغان من مناهضي حركة طالبان أن قائدا عسكريا كبيرا من الحركة يختبئ مع عدد من رجاله في قرية قريبة من جنوب قندهار. ووصف هؤلاء القادة الرجل الذي ذكروا أنه يدعى حافظ ماجد بأنه الذراع الأيمن لزعيم طالبان الملا عمر.
وأضافوا أن مكان اختبائه هو سبيروان الواقعة على بعد 35 كلم من قندهار وأنه يطلب ضمانات بعدم قتله في حال استسلامه. وترددت أنباء أن رئيس الحكومة الانتقالية حامد كرزاي وعد بألا يمسه أحد بسوء.
وعلى صعيد المطاردة الأميركية لبن لادن يتوالى حشد المزيد من القوات الخاصة للمشاركة في العملية، وقد عاودت القاذفات الأميركية قصف عدد من المخابئ الجبلية لقوات القاعدة في منطقة توره بوره يعتقد أنه موجود بها. في غضون ذلك قالت مصادر استخباراتية أميركية إنها تلقت أكثر المؤشرات وضوحا على وجوده في توره بوره بعد رصد اتصالات لاسلكية بين عناصر القاعدة.
وكان مقاتلو القاعدة اشترطوا في وقت سابق أن يكون استسلامهم للأمم المتحدة وبحضور دبلوماسيين من بلدانهم، في حين رفض الأميركيون تأكيد علمهم بوجود مفاوضات بهذا الشأن أصلا وبادرت القاذفات الأميركية ب52 بقصف توره بوره من جديد.
وقالت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية -التي تتخذ باكستان مقرا لها- نقلا عن مصادر لم تحددها إن المقاتلين الأفغان في صفوف تنظيم القاعدة هم الذين عرضوا الاستسلام. وأشارت إلى أن المحادثات بشأن تسليم مقاتلي القاعدة تجري في ميلاوا بجبال سبين غار قرب كهوف توره بوره.
وأعلن متحدث باسم القائد العسكري الأفغاني حضرت علي أن المقاتلين كانوا وافقوا على الاستسلام في الساعة الثامنة من صباح اليوم "لكننا لم نسمع شيئا حتى الآن". وأضاف "ربما فعلوا ذلك في الساعات المقبلة، وإذا لم يستسلموا فسوف نقاتلهم حتى نقضي عليهم".
واستنادا إلى هذا المتحدث فإن ثمانية من مقاتلي القاعدة قتلوا أمس، لكن مصير زعيم القاعدة أسامة بن لادن لايزال مجهولا وكذلك موقعه رغم إعلان الولايات المتحدة أنه في توره بوره وفقا لاتصالات قالت إنها جرت بين قادة تنظيمه في المنطقة تم رصدها من جانب المخابرات الأميركية.
وكان مقاتلو القاعدة خسروا أمس القسم الأكبر من قاعدتهم السرية في توره بوره بعد أيام من القصف الأميركي الجوي العنيف والهجمات البرية التي يقوم بها المقاتلون الأفغان.
وأكد موفد الجزيرة إلى هناك أن قوات أميركية خاصة شوهدت في الجبل الأبيض مرتدية الزي الأفغاني التقليدي. وقامت طائرات أميركية مساء أمس بقصف سلسلة مرتفعات الجبل الأبيض ومن بينها منطقة توره بوره، لكن القصف توقف بعد أنباء المحادثات بين عناصر القاعدة والمقاتلين الأفغان المحليين.
وأفادت الأنباء بأن قاذفة أميركية من طراز بي-52 عاودت الغارات على جبال توره بوره في شرق أفغانستان حيث تتحصن مجموعة من مقاتلي القاعدة، وذلك بعد وقت قصير من انتهاء المهلة التي منحتها القوات الأفغانية المحلية لاستسلامهم. وذكرت تلك الأنباء أن القاذفة ألقت صباح اليوم قنبلتين ضخمتين على منطقة متاخمة للحدود الباكستانية في هذه الجبال التي كانت تعرضت ليلا لغارات أخرى.
ولم يعرف بعد عدد أفراد القاعدة الذين يتحصنون في توره بوره، لكن موفد الجزيرة إلى المنطقة قال إن عددهم ربما لا يتعدى بضع مئات مشيرا إلى وجود أسرهم معهم. وفي اتصال لاسلكي تحدث الموفد مع أحد مقاتلي القاعدة الذي قال إنهم قتلوا المئات من القوات المهاجمة قبل انسحابهم من منطقة ميلاوا القاعدة الرئيسية لهم في الجبل الأبيض.
وجود بن لادن
وفي السياق نفسه أعلنت مصادر استخباراتية أميركية في وقت سابق أنها تلقت أكثر المعلومات وضوحا حتى الآن التي تؤكد وجود أسامة بن لادن والمقربين منه في جبال أفغانستان بمنطقة توره بوره. ونقلت شبكة (ABC) التلفزيونية الأميركية عن تلك المصادر قولها إن المعلومات حصلت عليها الأجهزة الاستخباراتية عقب إلقاء قنبلة فراغية ضخمة على كهوف القاعدة.
وأوضحت المصادر أن الذعر الذي نجم عن إلقاء قنبلة تزن أكثر من 7.5 أطنان مكن الأجهزة الأميركية من التقاط اتصالات لاسلكية بالراديو ومكالمات هاتفية لهواتف تعمل بالأقمار الاصطناعية. وقالت المصادر الاستخباراتية إنه وجد من المكالمات مؤشرات واضحة على وجود بن لادن في أحد الكهوف.
وكانت شبكة التلفزيون الأميركية (NBC) قد ذكرت مساء أمس أن مئات من مقاتلي طالبان وتنظيم القاعدة بمن فيهم عدد كبير من القادة فروا من أفغانستان إلى إيران وباكستان.
وقالت إن مسؤولين أميركيين يعتبرون أن جميع من تبقى من قادة طالبان تقريبا فروا إلى باكستان. وأوضحت مصادر مطلعة في الشبكة أن حوالي 500 مقاتل من طالبان وأفراد القاعدة من الذين فروا من مزار شريف وقندز شمال أفغانستان، يحاولون الدخول إلى إيران وقد توجه معظمهم عبر الجبال. وأضافت الشبكة أن القائد الأعلى لحركة طالبان الملا محمد عمر لايزال محاصرا في قندهار.
وأشارت نقلا عن مصادر في البنتاغون أن عسكريين أميركيين يحاولون إقفال الطرق التي تسمح لخصومهم بالفرار. وأعرب وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد عن قلقه من احتمال فرار قادة تنظيم القاعدة لباكستان عبر كهوف وأنفاق توره بوره.