استئناف جولة ثانية من محادثات السلام في كولومبيا
استأنف ممثلون عن الحكومة الكولومبية وجيش التحرير الوطني اليساري اليوم في كوبا جولة ثانية من محادثات السلام الرامية إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين ووضع نهاية لأعمال العنف.
وقد أعرب الرئيس الكولومبي أندريس باسترانا الذي يحضر في فنزويلا حاليا قمة للدول الكاريبية، عن أمله بأن تثمر المحادثات عن نتائج إيجابية وسريعة تسمح له بترك عملية السلام عند "نقطة اللاعودة" مع انتهاء فترة رئاسته الحالية في أغسطس/ آب من العام القادم.
يذكر أن جيش التحرير الوطني كان قد رفض الاجتماع في خارج كولومبيا، إلا أنه عاد ووافق على انعقاده في العاصمة الكوبية هافانا.
وكانت المحادثات بين الحكومة وجيش التحرير الوطني اليساري ثاني أكبر جماعة يسارية مسلحة في كولومبيا قد استأنفت يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني بعد نحو ثلاثة أشهر من انهيار المفاوضات إثر قرار الرئيس باسترانا تعليقها في أغسطس/ آب الماضي بعدما اتهم المتمردين بعدم الجدية في التوصل إلى اتفاق سلام.
ويصر جيش التحرير الوطني الذي يضم نحو 4500 مقاتل على أن تسلمه الحكومة ألفي كيلومتر مربع من الأراضي في القسم الكاريبي من إقليم بوليفار، وهي أراض غنية بالذهب والنفط والكوكا.
وقد عرضت الحكومة التخلي عن مساحة منزوعة السلاح لصالح متمردي جيش التحرير الوطني كما فعلت مع متمردي القوات المسلحة الثورية، لكن العرض لم يكن كافيا.
وكاد باسترانا أن يستجيب لطلب جيش التحرير الوطني لولا احتجاجات قامت بها قوات مسلحة مساندة للحكومة أغلقت الطرقات في إقليم بوليفار مما اضطر الرئيس إلى العودة عن خطط التسليم.
وكانت حكومة بوغوتا قد تنازلت في وقت سابق عن أرض مساحتها 42 ألف كلم2 جنوب البلاد للقوات المسلحة الثورية الكولومبية وهو أكبر فصيل متمرد يضم نحو 16 ألف مقاتل.
وقد سعت الحكومة الكولومبية منذ عام 1998 لإقناع القوات المسلحة الثورية بالمشاركة في محادثات سلام وإلقاء السلاح، لكن تقدما قليلا حدث في هذا الصدد من دون أن يسفر عن وقف إطلاق النار.