تصعيد إسرائيلي يسبق وصول مبعوث الاتحاد الأوروبي


undefinedـــــــــــــــــــــــ
الجنود الإسرائيليون لم يعثروا على أسلحة أو متفجرات في السيارة التي تعرضت لإطلاق نار إسرائيلي قرب حاجز في طولكرم
ـــــــــــــــــــــ
الشرطة الفلسطينية تعيد إلى الجانب الإسرائيلي مستوطنا ضل الطريق ودخل خطأ بسيارته إلى منطقة فلسطينية مأهولة بالسكان
ـــــــــــــــــــــــ
واشنطن تنفي أنباء ذكرت أن الجنرال زيني انسحب أو هدد بمغادرة المنطقة
ـــــــــــــــــــــــ

صعدت القوات الإسرائيلية اعتداءاتها على الفلسطينيين لليوم الثاني على التوالي، مما يصعب من مهمة مبعوث السلام الأميركي الجنرال أنتوني زيني الرامية للتوصل لاتفاق لوقف المواجهات. يأتي ذلك قبل وقت قصير من بدء مهمة للاتحاد الأوروبي تهدف إلى تعزيز جهود السلام الأميركية في المنطقة.

فقد استشهد فلسطينيان عند حاجز عسكري قرب مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية, وقال مراسل الجزيرة في فلسطين إن جنود الاحتلال فتحوا النار على سيارة فلسطينية شمالي طولكرم وقتلوا اثنين من ركابها، وادعى الجيش الإسرائيلي أن السيارة كانت مسرعة وتجاهلت إنذارا لها بالتوقف محاولة اجتياز الحاجز الواقع قرب قرية شويكة، لكن شهود عيان قالوا إن الجيش فتح النار دون سبب عند اقترابها من الحاجز. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الجنود لم يعثروا على أسلحة أو متفجرات في السيارة, وإن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقا حول الحادث.


undefinedويأتي الهجوم الإسرائيلي بعد ساعات قليلة على تدمير مروحيات إسرائيلية من طراز أباتشي في ساعة مبكرة من صباح اليوم، موقعا للقوة 17 المكلفة حراسة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة. وقال شهود عيان إن المروحيات الإسرائيلية أطلقت ثلاثة صواريخ على الأقل، وسمعت أصوات ثلاثة انفجارات في منطقة تقع على بعد عدة كيلومترات إلى الشمال من مدينة غزة.

وأفاد مصدر أمني فلسطيني بأن الغارة الإسرائيلية أسفرت عن إصابة فلسطيني واحد بجروح، بسبب أن المبنى كان فارغا قبل الهجوم مما حال دون وقوع ضحايا. وقال قائد الأمن الفلسطيني في غزة اللواء عبد الرازق المجايدة إن صاروخين أصابا مبنى القوة 17 مما ألحق به أضرارا كبيرة. وأشار إلى أن صاروخا ثالثا ضرب الخط الرئيسي للكهرباء مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي. وقالت إسرائيل إن الغارة جاءت ردا على قصف بقذائف الهاون تعرضت له مستوطنة غوش قطيف في جنوب قطاع غزة وأدى إلى إصابة إسرائيلية بجروح طفيفة.

إعلان

وقد أعادت الشرطة الفلسطينية إلى الجانب الإسرائيلي مستوطنا ضل الطريق ودخل خطأ بسيارته إلى منطقة فلسطينية مأهولة بالسكان. وأوضح مصدر أمني فلسطيني أن سائق شاحنة إسرائيليا كان قد ضل الطريق بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء ودخل إلى منطقة دير البلح المأهولة بالسكان جنوب قطاع غزة وتم توقيفه من قبل المواطنين.

وأضاف المصدر أن "الأجهزة الأمنية الفلسطينية تدخلت وقامت بإعادة المستوطن وسلمته إلى الجانب الإسرائيلي دون أن يتعرض لأي أذى". وقد هاجم الفلسطينيون الغاضبون السيارة الإسرائيلية وأحرقوها. وكانت دبابات إسرائيلية قد توغلت بضع مئات من الأمتار في دير البلح بقطاع غزة ثم انسحبت ثانية، وقال شهود عيان إن التوغل الإسرائيلي جاء قبل هذه الحادثة بأربع ساعات.

undefinedوفي وقت سابق استشهد طفلان فلسطينيان أحدهما في الثانية من عمره والآخر في الثالثة عشرة، كما أصيب آخرون بجروح في هجوم بالصواريخ أطلقته المروحيات الإسرائيلية على سيارة فلسطينية في مدينة الخليل بالضفة الغربية، وقالت إسرائيل إن الهجوم استهدف أحد رجال المقاومة.

وقد أدانت واشنطن مقتل الطفلين الفلسطينيين، وعبر متحدث باسم الخارجية الأميركية عن انزعاجه لقتل المدنيين. وبينما أعرب المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية رعنان غيسين عن أسفه لمقتل الطفلين الفلسطينيين، سارع إلى القول "إننا في حالة حرب الآن". ووصف وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بأنه "قاتل أطفال وليس لديه أي احترام للحياة", مؤكدا أن السلطة الفلسطينية تحمل شارون "شخصيا مسؤولية هذه الجريمة البشعة" وانعكاساتها المحتملة.

تعثر مهمة زيني
وترافق الهجوم الإسرائيلي مع تهديد المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط الجنرال أنتوني زيني بوقف مهمته في المنطقة والعودة إلى بلاده في غضون 48 ساعة ما لم يحدث تقدم حقيقي يضع حدا للمواجهات.

undefinedوقد نفت وزارة الخارجية الأميركية أن يكون زيني انسحب من اجتماع أمني مع الفلسطينيين والإسرائيليين الأحد الماضي، أو أن يكون أعطى الطرفين مهلة نهائية لإظهار جديتهما في إنهاء العنف.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب ريكر للصحفيين إن "الأنباء التي ذكرت أن الجنرال زيني انسحب أو هدد بمغادرة المنطقة أنباء كاذبة".

إعلان

وقال مسؤول آخر "إنه لم يوجه إنذارا ولم ينسحب، وإنما قدم توصيات صعبة إلى كلا الطرفين ولم يهدد بالمغادرة، ويدرس الطرفان هذه الأفكار ونأمل في أن يجلسا معا في وقت لاحق هذا الأسبوع".

وقال مصدر أمني فلسطيني إن زيني انسحب من الاجتماع بعد خمس دقائق من بدايته. وقال المسؤول الأميركي إن زيني بقي ساعة وثلاثة أرباع الساعة. وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن الجنرال المتقاعد زيني أمهل الجانبين 48 ساعة لإظهار جديتهما بشأن إنهاء المواجهات المستمرة منذ 15 شهرا.

ويرى المسؤولون الأميركيون أن الرئيس الفلسطيني لم يتخذ إجراءات كافية ضد جماعات المقاومة الفلسطينية. ولكن عرفات ينفي هذه الاتهامات وقال إن إسرائيل لا تريد إنجاح جهود السلام وتسعى لإحباط جهوده في السيطرة على الانتفاضة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون قد توعد بتصعيد الهجمات ضد أهداف فلسطينية مشددا على أن العمليات العسكرية لم تنته بعد، وذلك ردا على العملية الفدائية التي نفذها فلسطيني في مدينة حيفا شمالي إسرائيل الأحد الماضي والتي أسفرت عن إصابة 17 إسرائيليا واستشهاد منفذها.


undefinedمهمة أوروبية جديدة
ومن المقرر أن يبدأ منسق السياسة الخارجية والشؤون الأمنية خافيير سولانا مهمة في الشرق الأوسط مساء اليوم لإقناع عرفات وشارون بالكف عن أعمال العنف المتبادل والعودة إلى مائدة المفاوضات. وسيقدم سولانا تقريرا لقمة أوروبية في بروكسل يومي الجمعة والسبت القادمين.

وفي تطور سابق مثل تحولا مهما في الموقف الأوروبي، وصف الاتحاد الأوروبي حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين بأنهما "شبكات إرهابية"، مطالبا الرئيس ياسر عرفات بتفكيكهما ووضع نهاية للهجمات المسلحة على إسرائيل.

وقال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بيان صدر عقب اجتماع في بروكسل إن السلطة الفلسطينية يجب أن تفي بالالتزامات التالية "تفكيك شبكتي حماس والجهاد الإسلامي الإرهابيتين بما في ذلك القبض على كل المشتبه بهم ومحاكمتهم.. وتوجيه نداء علني بالعربية لإنهاء الانتفاضة المسلحة".

إعلان

ودعا الوزراء إسرائيل إلى "سحب قواتها المسلحة والكف عن عمليات القتل (خارج نطاق القضاء) ورفع الحصار والقيود المفروضة على الشعب الفلسطيني وتجميد المستوطنات اليهودية (في الضفة الغربية وقطاع غزة)".

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان