الطيران الأميركي يستنأف قصف توره بوره
ـــــــــــــــــــــــ
رئيس الأركان الأميركي يعلن أن القوات الأميركية ستشن هجوما على عناصر القاعدة في كهوفهم الجبلية لإحباط محاولاتهم الهروب
ـــــــــــــــــــــــ
البنتاغون يقول إنه لم يتلق تأكيدات بشأن استسلام مقاتلي القاعدة لقوات القبائل المحلية في توره بوره
ـــــــــــــــــــــــ
الأخضر الإبراهيمي يقول إن سلطات تحالف الشمال في العاصمة الأفغانية لا تعارض انتشار قوة دولية فيها
ـــــــــــــــــــــــ
شن الطيران الأميركي غارات جوية جديدة على المرتفعات الجبلية في منطقة توره بوره حيث يتحصن مقاتلو القاعدة. في غضون ذلك أعلن البنتاغون أنه لم يتلق تأكيدا بشأن استسلام عناصر القاعدة شرقي أفغانستان. كما أعلن وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد أن الحرب في أفغانستان لن تنتهي قريبا.
وقالت الأنباء إن مروحيات أميركية ومقاتلات هاجمت مساء اليوم أهدافا في سلسلة مرتفعات الجبال البيضاء في توره بوره، التي تعد آخر معاقل مقاتلي القاعدة. وحلقت الطائرات الأميركية على ارتفاع منخفض للقيام بعمليات مطاردة على ما يبدو لعناصر القاعدة خلف سلسلة الجبال في اتجاه الجنوب قرب الحدود الباكستانية.
تصريحات أميركية
وفي السياق نفسه أعلن رئيس الأركان الأميركي ريتشارد مايرز أن الولايات المتحدة لم تحصل على تأكيد بشأن إجراء مفاوضات للاستسلام بين قوات أسامة بن لادن والقادة الأفغان شرقي البلاد. وأوضح مايرز في مؤتمر صحفي بواشنطن أنه لم يتلق أيضا تأكيدا بأن مقاتلين من قوات بن لادن ألقوا السلاح في منطقة توره بوره. وأكد رئيس الأركان الأميركي أن القوات الأميركية ستشن هجوما على عناصر القاعدة في كهوفهم الجبلية لإحباط محاولاتهم الهروب.
وفي المؤتمر الصحفي نفسه أعلن وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد أن الولايات المتحدة لم تحقق بعد أهدافها في أفغانستان وأن الحرب لن تنتهي قريبا. وقال رمسفيلد "إنني آسف للقول بأننا لم نحقق بعد هدفنا المحدد". وأوضح أن العمليات العسكرية ستركز في المرحلة المقبلة على ملاحقة عناصر القاعدة وقيادات طالبان ومنعهم من الهروب عبر المناطق الجبلية الوعرة إلى باكستان. وأشار إلى أنه بالتعاون مع قوات القبائل المحلية تم تضييق الخناق على قيادات طالبان وتنظيم القاعدة في منطقة توره بوره. وأشار إلى أن قوات حرس الحدود الباكستاني ستتعاون في منع محاولات هروب هذه العناصر.
استسلام مقاتلي القاعدة
وكانت مصادر قبلية أفغانية قد أعلنت موافقة مقاتلي القاعدة المتحصنين في منطقة توره بوره الجبلية على الاستسلام. فقد أعلن حاجي محمد زمان, أحد القادة الثلاثة للقوات الأفغانية على جبهة توره بوره, شرقي أفغانستان, أن مقاتلي القاعدة وافقوا على الاستسلام للقوات المحلية الأفغانية. وقال زمان في تصريحات للصحفيين إن رجال القاعدة سينزلون من الجبل في الساعة الثامنة صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي (الثالثة والنصف فجرا بتوقيت غرينتش).
وأكد القائد العسكري لولاية ننجرهار أنه ليست هناك شروط مضيفا أن عليهم الخروج من المغاور والكهوف وتسليم أسلحتهم. ولم يشأ القائد الأفغاني الخوض في المصير الذي سيلقاه رجال القاعدة الذين قدر عددهم مؤخرا بـ 1500 عنصر.
وأكد موفد الجزيرة إلى توره بوره أنه تم التوصل إلى هدنة حتى صباح الأربعاء إثر مفاوضات أجراها شيوخ القبائل. وكان قائد أفغاني قد أعلن في وقت سابق أن قوات أسامة بن لادن محاصرة في قاعدة واحدة جنوبي توره بوره في جبال شرقي أفغانستان. وقال القائد محمد أمين لرويترز في تصريح من جلال آباد إن حدة القتال في منطقة سبين غار جنوبي توره بوره خفت بعد الانتصار الذي حققته القوات القبلية المحلية.
وقال أمين إن أنصار بن لادن محاصرون الآن في قاعدة واحدة وأخيرة في سبين غار. وصرح بأن عددا من أعضاء تنظيم القاعدة قتلوا لكنه لم يقدم المزيد من التفصيلات.
قوات المارينز
على صعيد آخر أعلنت مصادر عسكرية أميركية أن قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) بدأت حملة لجمع السلاح من فلول مقاتلي طالبان وتنظيم القاعدة عند نقاط تفتيش جنوبي أفغانستان.
وقال المتحدث باسم قوات المارينز النقيب ديفد روملي للصحفيين إن مشاة البحرية بدؤوا في جهود جمع الأسلحة وتدميرها بعد إبطال مفعولها. وأشار إلى أن جمع السلاح يندرج ضمن جهود تعطيل الاتصالات وخطوط الإمداد وقطع طرق الفرار أمام مقاتلي طالبان وتنظيم القاعدة في منطقة مدينة قندهار.
وقال متحدث آخر إن القوات الأميركية تطلق على الفور سراح مقاتلي طالبان بعد استلام أسلحتهم. وبالنسبة للمقاتلين الأجانب من تنظيم القاعدة فيتم احتجازهم لدى القوات الأميركية. وهددت قيادة مشاة البحرية بقتل أي مقاتل في تنظيم القاعدة يظهر سلوكا عدائيا.
ويحمل ضباط مشاة البحرية كذلك صورا لأعضاء تنظيم القاعدة ويطلبون من زعماء طالبان المساعدة في القبض عليهم أو قتلهم. وبدأ المارينز كذلك في تمهيد الأرض في قاعدتهم في معسكر رينو لإقامة مركز اعتقال لأعضاء تنظيم القاعدة أو طالبان.
مقاومة في قندهار
وفي هذا السياق أعلن أحد زعماء القبائل أنه ما تزال هناك جيوب لمقاتلي طالبان وأعضاء تنظيم القاعدة في قندهار ترفض التسليم. وأضاف أحد قادة قوات حاكم قندهار غل آغا أن بعض مقاتلي طالبان وبن لادن ما زالوا مختبئين في قندهار وحولها.
وأشار إلى أن حافظ ماجد وهو مساعد كبير لزعيم طالبان الملا محمد عمر رفض الاستسلام ويقود جماعة من المقاتلين المتحصنين في المستشفى الصيني بالمدينة. وذكر أيضا أن هناك عددا من مقاتلي طالبان في قرية سبيروان على بعد نحو 35 كيلومترا غربي قندهار.
في هذه الأثناء ذكر شهود عيان أن مئات من مقاتلي قبائل البشتون دخلوا قندهار معقل حركة طالبان السابق اليوم في محاولة واضحة للفوز بنصيب في السلطة.
تصريحات الإبراهيمي
وفي كابل أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى أفغانستان الأخضر الإبراهيمي أن سلطات تحالف الشمال في العاصمة الأفغانية لا تعارض انتشار قوة دولية فيها. غير أن الإبراهيمي أضاف أنه لم يتناول في محادثاته في كابل مسألة انسحاب مقاتلي تحالف الشمال من العاصمة. وقال إن وزير دفاع الحكومة الأفغانية المعينة الجنرال محمد قاسم فهيم تعهد بالتزام تحالف الشمال بالاتفاقات التي أبرمت في بون بما فيها ما يتعلق بالقوة المتعددة الجنسيات.
وكان الجنرال محمد فهيم قد أعلن في وقت سابق أن القوة الدولية متعددة الجنسيات المتوقع أن تنشر في العاصمة الأفغانية كابل ستقتصر على ألف جندي فقط.
واعتبر فهيم في مؤتمر صحفي أن هذا العدد كاف لضمان إرساء الأمن أثناء اجتماعات الحكومة المؤقتة والاجتماع الذي سيعقد لتشكيل المجلس الأعلى للقبائل الأفغانية. كما أكد فهيم أن مقررات مؤتمر بون لا تعني سحب قوات تحالف الشمال من العاصمة الأفغانية. وقال في الوقت الحالي ليس هناك أي قوات عسكرية في مدينة كابل بل قوات أمن فقط.
كما التقى الإبراهيمي أيضا مع وزير الخارجية المعين في الحكومة الجديدة عبد الله عبد الله ووزير الداخلية يونس قانوني. وتناولت محادثات الإبراهيمي في كابل نشر قوة سلام تنتدبها الأمم المتحدة في أفغانستان, والتحضير لعملية انتقال السلطة إلى الحكومة الانتقالية في 22 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.