البنتاغون يعلن القبض على مسؤولين بارزين في طالبان
ـــــــــــــــــــــــ
الولايات المتحدة تقصف سفوح الجبال في منطقة توره بوره مستخدمة أضخم قنابلها وقوات أميركية خاصة تتمركز في قندهار وكابل
ـــــــــــــــــــــــ
قائد محلي في جلال آباد يعلن أن قواته اقتحمت قاعدة رئيسية لأتباع بن لادن في ميلاوا وقتلت أربعة منهم واستولت على أسلحتهم الثقيلة
ـــــــــــــــــــــــ
مبعوث أوروبي خاص إلى أفغانستان لتولي تنسيق جهود المساعدة في مرحلة ما بعد الحرب ومراقبة أداء الإدارة الأفغانية الجديدة
ـــــــــــــــــــــــ
أعلنت الولايات المتحدة أن قوات تحالف الشمال الأفغاني ألقت القبض مؤخرا على اثنين من قادة حركة طالبان هما أكبر مسؤول عسكري في الحركة وأحد كبار مسؤولي أجهزتها الاستخباراتية. في غضون ذلك قصفت الطائرات الأميركية سفوح الجبل الأبيض في منطقة توره بوره شرقي أفغانستان مستخدمة أضخم قنابلها، وذلك في وقت أعلن فيه قائد محلي سيطرة قواته على المنطقة، إلا أن هذه المعلومات لم تتأكد من مصدر مستقل.
فقد قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن بلاده تلقت معلومات تفيد بأنه تم إلقاء القبض على مسؤولين في حركة طالبان، مشيرا إلى أن الرجلين اللذين لم يسمهما هما أكبر مسؤول عسكري وأحد كبار المسؤولين في أجهزة استخبارات الحركة. وأوضح أن المعلومات عن هذين المسؤولين صدرت عن قوات تحالف الشمال. غير أن مسؤولا آخر في وزارة الدفاع طلب عدم ذكر اسمه ذكر أن القائد العسكري لطالبان استسلم، وهو محتجز لدى التحالف.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت في وقت سابق أن قوات تحالف الشمال الأفغاني ألقت القبض على مسؤول وربما على ثلاثة مهمين في طالبان بمنطقة قندهار التي سقطت بين أيدي تحالف الشمال الأسبوع الماضي. وقال نائب وزير الدفاع الأميركي بول ولفويتز "لقد ألقينا القبض فيما أعلم, على رئيس أو رئيسين أو ثلاثة رؤساء مهمين في طالبان، ولكن لايزال يوجد عدد كبير منهم، وبالتأكيد الملا عمر الذي يهمنا بالدرجة الأولى".
وكان زعيم طالبان الملا محمد عمر قد لاذ بالفرار منذ سقوط مدينة قندهار آخر معقل للحركة يوم الجمعة الماضي. وأعلنت المتحدثة باسم البنتاغون فيكتوريا كلارك أنه يتنقل -على ما يبدو- في ولاية قندهار مع عدد قليل من أنصاره.
وأوضحت كلارك "لا نعرف بالتحديد أين هو وكذلك بالنسبة لأسامة بن لادن"، وأضافت "هناك معلومات وتكهنات تقول إنه في المنطقة الشرقية من البلاد، ولكن أفغانستان بلد واسع وحدودها سهلة العبور". غير أنها أكدت أن الولايات المتحدة "لا تملك أي دليل على أن بن لادن غادر أفغانستان".
قصف توره بوره
على صعيد العمليات العسكرية أعلن مسؤول كبير في هيئة الأركان الأميركية المشتركة في مؤتمر صحفي أن قنبلة تزن 15 ألف رطل (7500 كلغ تقريبا) أسقطت على منطقة توره بوره شرقي أفغانستان، وأن قتالا ضاريا لايزال دائرا في المنطقة. وكانت هذه المنطقة مركزا لقصف أميركي مكثف على مدى الأيام الماضية.
كما أعلنت قوات القبائل المحلية الأفغانية أنها سيطرت مساء أمس على منطقة توره بوره بأكملها تقريبا. وأكد القائد المحلي في جلال آباد حضرت علي في تصريحات للصحفيين أن قوات تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن لم تعد تسيطر إلا على قمة الجبل. وأضاف أن قواته اقتحمت قاعدة ميلاوا أهم معاقل أتباع بن لادن وأنها قتلت أربعة منهم على الأقل واستولت على كميات من الأسلحة الثقيلة. وقال موفد الجزيرة إلى المنطقة إن سيطرة القوات المحلية على توره بوره لم تتأكد من مصدر مستقل.
أميركيون في قندهار وكابل
في هذه الأثناء تمركزت قوات من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) على الطرق والمنافذ الرئيسية لمدينة قندهار، في إطار عمليات لقطع طرق الفرار على زعماء شبكة القاعدة وقادة حركة طالبان الموجودين في المعقل الذي سلمته الحركة.
وقال المتحدث باسم قوات المارينز النقيب ستيوارت أوبتون إنه تم تحريك مشاة البحرية ومعدات إلى قندهار لسد المسالك والمنافذ المحتملة. وأضاف أن القوات الأميركية تواصل عملياتها حول قندهار دعما لقوات تحالف الشمال. وكان شهود عيان قد أفادوا بأن القوات الأميركية قد دخلت في وقت سابق مدينة قندهار واستولت على أحد مقار زعيم طالبان الملا محمد عمر.
ونقل عن شهود عيان وصلوا من قندهار إلى معبر تشامان الباكستاني الحدودي قولهم إنهم شاهدوا جنودا أميركيين في قندهار وداخل المقر السابق لقائد حركة طالبان.
وفي السياق نفسه تمركزت عناصر من مشاة البحرية الأميركية في مبنى السفارة الأميركية في كابل وأقاموا حواجز ترابية ونقاط مراقبة على سطح المبنى. كما انتقل مسؤولون من وزارة الخارجية إلى مقر السفارة. وأكد مصدر عسكري أميركي أن المارينز سيقومون بتوفير الحماية للفريق الذي أرسلته وزارة الخارجية لتقويم الوضع. وكانت السفارة الأميركية قد أغلقت قبيل نهاية الانسحاب السوفياتي من أفغانستان في فبراير/ شباط 1989.
مبعوث أوروبي لأفغانستان
على الصعيد السياسي عين الاتحاد الأوروبي الدبلوماسي الألماني كلاوس كليبر اليوم مبعوثا خاصا لأفغانستان، حيث سيتولى تنسيق جهود المساعدة في مرحلة ما بعد الحرب ويراقب أداء الإدارة الأفغانية الجديدة.
وحتى وقت قريب كان كليبر يعمل مساعدا للأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" للشؤون السياسية، وكان من المقرر أن يوفد سفيرا لألمانيا لدى أستراليا الشهر القادم. ويعتزم كليبر أن يكون في كابل في موعد مناسب لتنصيب الحكومة الانتقالية الجديدة يوم 22 ديسمبر/ كانون الثاني الجاري.
وقال للصحفيين في بروكسل "أعرف أن الوظيفة التي سأضطلع بها ليست سهلة، ولكني أعتقد أن توضيح دور الاتحاد الأوروبي من خلال هذه المهمة هو أمر مهم". وأضاف كليبر "نحن نريد أن نقوم بذلك من خلال تعاون وثيق للغاية بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمانحين الآخرين".
وأوضح بقوله "ينبغي أن ننجح في إقناع كل هؤلاء القادة القبليين أنه بعد 20 عاما من القتال فإن الوقت قد حان للجلوس حول مائدة واحدة وتمكين أفغانستان من الوقوف على قدميها من جديد".
ويعتزم الاتحاد الأوروبي القيام بدور الريادة في جهود إعادة إعمار أفغانستان، وقد خصص لهذا الغرض مساعدات قيمتها 350 مليون يورو هذا العام. وقال الاتحاد في بيان إن كليبر سيكون على اتصال وثيق مع القادة الأفغان، وإنه سيحيط الاتحاد الأوروبي علما بالتقدم في اتجاه تشكيل حكومة متعددة الأعراق واحترام حقوق الإنسان. وسيعمل كليبر من المقر السابق لبعثة ألمانيا الشرقية السابقة في كابل.
شريط تورط بن لادن!
على صعيد آخر وافق الرئيس جورج بوش على إذاعة شريط فيديو مزعوم لأسامة بن لادن يقول الرئيس الأميركي إنه يثبت أن زعيم القاعدة هو المسؤول عن الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة. وكان بوش وأعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي اجتمعوا أمس وناقشوا مسألة إذاعة الشريط الذي قال عنه مسؤولون شاهدوه إنه يظهر بن لادن وهو يقول إن الضرر الذي لحق ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك كان أكبر كثيرا من المتوقع.
وزعم المسؤولون الأميركيون أن بن لادن كشف في الشريط أن بعض الذين شاركوا في اختطاف الطائرات الأربع لم يكونوا على علم بأنهم في مهمة انتحارية. يشار إلى أن بن لادن أبدى ترحيبه بالهجمات في أشرطة أذاعتها الجزيرة لكنه لم يتبن مسؤوليتها. وعثر على شريط الفيديو وفق ما قالته واشنطن في منزل بمدينة جلال آباد في شرق أفغانستان، وقالت إنه صور بكاميرا فيديو عادية.
وقال بوش في تعليق علني على الشريط بعد أن شاهده إن "أولئك الذين يشاهدون هذا الشريط سيدركون أنه (بن لادن) ليس فقط مذنبا في جريمة قتل، بل إنه أيضا بلا ضمير وبلا روح ويمثل أسوأ ما في الحضارة".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض آري فليشر إن مراجعة أمنية لشريط الفيديو قد تستمر حتى وقت لاحق من هذا الأسبوع، وإن بوش سيأمر بإذاعة الشريط "إذا لم يعثر مسؤولو الأمن على أي شيء يعترضون عليه". وذكر فليشر أن هذا الشريط لم يصور على سبيل الدعاية بعكس شرائط أخرى ظهر فيها بن لادن منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.