جماعتان فلسطينيتان مسلحتان تنفيان اتفاق الهدنة


undefinedـــــــــــــــــــــــ
تشيني: طريقة تعامل عرفات مع المقاومة الفلسطينية المسلحة تتسبب في انتكاسة لقضية إقامة دولة فلسطينية
ـــــــــــــــــــــــ
مصدر بكتائب شهداء الأقصى يقول إن بيان الهدنة أصدره "سياسيون لا مسلحون" وإنه أذيع قبل الأوان
ـــــــــــــــــــــــ

واصل المسؤولون الأميركيون ضغوطهم على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واتهامه بالتقصير في كبح جماح نشطاء المقاومة، يأتي ذلك في وقت نفى فيه تنظيمان عسكريان تابعان لحركة فتح أن يكونا قد وافقا على وقف مشروط لإطلاق النار ضد إسرائيل. وكانت إسرائيل رفضت عرضا قدمته أربعة أجنحة عسكرية فلسطينية لوقف عملياتها داخل الخط الأخضر حتى نهاية شهر رمضان إذا توقفت الهجمات في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بتصعيد العمليات ضد الفلسطينيين وعارض سفر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى الدوحة لحضور اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي الذي يعقد اليوم.

وتزامن ذلك مع تدهور الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين أمس الأحد حيث استشهد أربعة من رجال الشرطة الفلسطينية برصاص جنود الاحتلال أثناء توغل إسرائيلي لمدينة عنبتا شرقي طولكرم، كما استشهد خامس في جنين، وأعقب ذلك عملية فدائية في محطة للحافلات في مدينة حيفا نفذها أحد كوادر الجهاد الإسلامي، قالت إسرائيل إنها سترد عليه بقسوة، ودانت السلطة الفلسطينية عملية حيفا واعتبرت في الوقت نفسه أن قتل رجال الشرطة نسف لجهود التهدئة.


undefinedضغوط أميركية
فقد انتقد نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني طريقة تعامل عرفات مع المقاومة الفلسطينية المسلحة، وقال إنها تتسبب في انتكاسة لقضية إقامة دولة فلسطينية.

وقال تشيني في مقابلة تلفزيونية "حقيقة الأمر إنه حتى يظهر عرفات أنه جاد فيما يتعلق بالسيطرة على المهاجمين الانتحاريين من الأراضي الفلسطينية ضد الإسرائيليين فلن يتحقق أي تقدم".

إعلان

وقد دعا وزير الخارجية الأميركي كولن باول أمس الرئيس الفلسطيني إلى عمل المزيد من أجل وضع حد للمواجهات، بعد أن أدان العمليات الفدائية الفلسطينية التي وقعت داخل الخط الأخضر في الآونة الأخيرة، ودعا عرفات إلى التحرك ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وكرر باول انتقاده لعرفات بدعوى أن بمقدوره أن يفعل المزيد لإنهاء الانتفاضة الفلسطينية، وتحداه أن يظهر قدرته على قيادة الشعب الفلسطيني قائلا "إن حماس تدمر سلطته ومصداقيته". وتحدث باول عن احتمال التوصل إلى اتفاق تدريجي لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بدلا من فرضه بشكل شامل.

وفي هذه الأجواء هدد المبعوث الأميركي أنتوني زيني الإسرائيليين والفلسطينيين بأنه سيغادر المنطقة في غضون 48 ساعة في حال عدم تحقيق تقدم باتجاه التوصل إلى وقف إطلاق نار بين الجانبين. وجاء تهديد زيني خلال اجتماع للجنة الأمنية المشتركة وهو الثاني في يومين، وقد فسرت تهديدات زيني بأنه يرمي إلى زيادة الضغوط على الفلسطينيين.


undefinedفتح تنفي الهدنة

وقد نفت كتائب شهداء الأقصى وطلائع العودة المقربتين من حركة فتح أن تكون قد وافقت على وقف مشروط لإطلاق النار ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل الخط الأخضر.

وقال جمال الطيراوي مسؤول حركة فتح في مخيم بلاطة للاجئين في نابلس لقناة الجزيرة "إن مسألة الهدنة غير واردة في حساباتنا"، وأضاف على العكس هناك تأكيد على استمرار المقاومة لحين طرد الاحتلال، مع بقاء الوحدة الوطنية.

وأكدت كل من كتائب شهداء الاقصى وكتائب العودة في بيانين منفصلين كتبا بصيغة واحدة أنه "لم يصدر عن قيادتها ما يشير إلى هذه الهدنة المزعومة (وإنما هي) من فبركة وصناعة أجهزة العدو الإسرائيلي لخلق حالة من التشكيك".

وأشار البيانان إلى استمرار المقاومة والانتفاضة طالما بقي الاحتلال الإسرائيلي، وجاء فيهما "سنستمر في المقاومة والكفاح المسلح في كل المواقع في تل أبيب وحيفا والعفولة والمستوطنات لن تكون أحسن حالا من غزة ورفح وخان يونس وعنبتا وطولكرم وبيت ريما ونابلس والخليل وجنين".

إعلان

وفي وقت سابق قال مصدر في كتائب الأقصى إن بيان الهدنة أذيع قبل الأوان وإن المحادثات بشأن هذا الأمر بين الفلسطينيين لم تنته بعد. وقال المصدر إن البيان أصدره "سياسيون لا مسلحون" وإنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنه.

undefined

وكان البيان المشار إليه صدر عن الجناحين العسكريين لحماس والجهاد الإسلامي وكذلك كتائب شهداء الأقصى وكتائب العودة أعلنت فيه الكتائب الأربع أنها ستوقف اعتبارا من اليوم الاثنين هجماتها داخل إسرائيل لمدة أسبوع إذا أوقفت إسرائيل عملياتها العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأعطى البيان إسرائيل مهلة كي توقف عمليات "الاغتيال والتدمير والقتل والقصف" مقابل وقف العمليات "الاستشهادية" والهجمات المسلحة داخل الخط الأخضر تنتهي السبت المقبل، لكن البيان أشار إلى استمرار أنشطة مقاومة الاحتلال داخل المناطق الفلسطينية، وأكدت الكتائب الفلسطينية أن الإجراء يهدف إلى تدعيم الوحدة الفلسطينية وتفويت الفرصة على حكومة شارون في اندلاع حرب أهلية.

تهديد إسرائيلي
وسارع مسؤول أمنى إسرائيلي إلى رفض عرض الهدنة، وقال إنه لا خيار أمام إسرائيل إلا مواصلة "التحرك دفاعا عن النفس" ما دامت السلطة الفلسطينية ممتنعة "عن محاربة الإرهاب وتنفيذ الاعتقالات".

undefinedوكان شارون هدد بعد عملية حيفا أمس بتصعيد العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين وقال "لم ننه عملياتنا. وفي ضوء ما يحدث قد نضطر إلى تصعيد نشاطاتنا".

وترأس شارون مساء أمس اجتماعا للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية للبحث في الرد الإسرائيلي على العمليات الفدائية. وتحدثت الإذاعة الإسرائيلية عن تبني سلسلة من القرارات العملية لم يعلن عنها، وقالت إنه في الاجتماع عارض شارون مغادرة عرفات الأراضي الفلسطينية معتبرا أن عليه أن يبقى "لمكافحة الإرهاب".

وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات أبلغ في وقت سابق قناة الجزيرة أن عرفات لن يشارك في الاجتماع لأنه "سيبقى بين شعبه لمواجهة العدوان الإسرائيلي"، وأن السلطة الفلسطينية لم تطلب تسهيل سفره إلى الدوحة. ويعقد وزراء الخارجية للدول الـ 57 الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي اليوم اجتماعا في العاصمة القطرية لمناقشة الوضع الخطير الذي يواجه السلطة الفلسطينية بدعوة من عرفات بعدما دمرت إسرائيل مقرات تابعة للسلطة في الضفة وغزة.

إعلان
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان