قوات الاحتلال تقتحم الخليل ودورا وتعتقل ناشطين
ـــــــــــــــــــــــ
بن إليعازر يكشف عن تعرضه لمحاولة اغتيال أحبطها جهاز الأمن الداخلي الشين بيت
ـــــــــــــــــــــــ
قوات إسرائيلية مدعومة بالدبابات تطوق مدينتي جنين ونابلس في الضفة الغربية وتعيد احتلال أراض محيطة بالمدينتين تابعة للسلطة الفلسطينية
ـــــــــــــــــــــــ
اقتحمت قوات إسرائيلية خاصة مدينة الخليل وبلدة دورا المجاورة لها جنوبي الضفة الغربية واعتقلت ثلاثة فلسطينيين ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي. وذلك بعد ساعات من توغل قوات إسرائيلية معززة بالدروع في أراض خاضعة للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة. وطوقت قوات إسرائيلية مدعومة بالدبابات مدينتي جنين ونابلس في الضفة الغربية فيما قد يكون مقدمة لتوغل إسرائيلي محتمل.
يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي دعت فيه الولايات المتحدة إلى الهدوء في الشرق الأوسط، وذلك بعد يوم من مقتل ثلاثة إسرائيليين واستشهاد منفذ عملية الخضيرة. في حين أعلن مبعوث السلام الأميركي أنتوني زيني أمس أن استمرار المواجهات لن يثنيه عن السعي للوصول إلى هدنة واستئناف مفاوضات السلام.
وقال مسؤولو أمن فلسطينيون إن قوة إسرائيلية خاصة تدعمها المدرعات الإسرائيلية اقتحمت أحد الأحياء الغربية لمدينة الخليل المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني واعتقلت ثلاثة من ناشطي الجهاد الإسلامي التي تبنت العملية الفدائية في الخضيرة مساء الخميس التي أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين في إحدى الحافلات.
والفلسطينيون الثلاثة الذين اعتقلوا هم عمار الشويكي (26 عاما) ومناع الشويكي (24 عاما) وأسامة الشويكي (21 عاما).
وفي ساعات الفجر أيضا دهمت قوة عسكرية تساندها مروحيات بلدة دورا إلى الجنوب الغربي من الخليل والمشمولة أيضا بالحكم الذاتي وجابت أحياءها وأوقفت ثلاثة فلسطينيين يعملون في جهاز المخابرات والقوة 17 المكلفة بحماية الرئيس الفلسطيني قبل أن تطلق سراحهم لاحقا.
وفي سياق متصل قال مراسل الجزيرة في فلسطين إن قوات إسرائيلية معززة بالدروع اجتاحت أراضي في منطقة أبو العجين شرقي مدينة دير البلح في قطاع غزة. كما تعرض الحي النمساوي في مدينة خان يونس لقصف عنيف بقذائف الدبابات والأسلحة الرشاشة.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية أعادت احتلال المداخل المؤدية إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية والتلال المشرفة عليها.
وفي قطاع غزة قالت مصادر أمنية فلسطينية إن قوات الاحتلال المعززة بالدروع توغلت الليلة الماضية مسافة 400 متر داخل قرية وادي السلقة جنوبي دير البلح، وقام الجنود الإسرائيليون باقتحام وتفتيش 12 منزلا في القرية القريبة من موقع كيسوفيم العسكري الإسرائيلي على الخط الفاصل بين غزة وإسرائيل كما قاموا باقتحام 12 منزلا وفتشوها. وأكدت المصادر الفلسطينية أن أي مواجهات لم تقع في المنطقة.
وكان أعضاء في وفد فرنسي قد تعرضوا الليلة الماضية لإطلاق نار اتهموا الجنود الإسرائيليين بإطلاقه لترويعهم أثناء زيارة الوفد مخيم خان يونس. ورفض الجيش الإسرائيلي الاتهام ووصفه بأنه "غير صحيح" وقال إن مصدر النيران فلسطينيون.
لكن فرنان تويل رئيس وفد مسؤولي البلديات والمفكرين الفرنسيين الذي يضم 155 شخصا ويقوم بزيارة تضامن للمناطق الفلسطينية، أكد أن رصاصا انطلق من نقطة تفتيش إسرائيلية قريبة بينما كان الوفد يتفقد منازل دمرتها إسرائيل.
محاصرة جنين ونابلس
من جهة أخرى طوقت قوات إسرائيلية مدعومة بالدبابات مدينتي جنين ونابلس في الضفة الغربية وأعادت احتلال أراض محيطة بالمدينتين تابعة للسلطة الفلسطينية، فيما قد يكون مقدمة لتوغل إسرائيلي محتمل في هاتين المدينتين.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية وفلسطينية إن القوات الإسرائيلية طوقت مدينتي جنين ونابلس في الضفة الغربية واتخذت مواقع لها عند أطراف المدينتين في ساعة مبكرة من صباح اليوم. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير الدفاع بنيامين بن إليعازر وصفه للمدينتين المحاصرتين بأنهما "نقاط إرهابية ساخنة".
وزعم مصدر عسكري إسرائيلي أن هذه الخطوات "توغلات ثانوية" ولم يتضح ما إذا كان الجيش يخطط لتوغل أعمق. وقال هذا المصدر إن العملية "رد حتمي على الإرهاب الصادر من المنطقة" على حد قوله. من جانبهم صرح مسؤولون فلسطينيون بأنهم يستعدون لتوغل إسرائيلي محتمل في المدينتين التابعتين للسلطة الفلسطينية.
وذكر مسؤولون فلسطينيون في جنين أنهم متأهبون لحدوث غارة إسرائيلية داخل هذه المدينة التي تخضع للحكم الفلسطيني. والجدير بالذكر أن الشهيد الفلسطيني الذي فجر نفسه في الخضيرة كان من إحدى القرى التي تقع على مقربة من جنين.
وأبلغ أمين سر حركة فتح في مدينة جنين قدورة يوسف قناة الجزيرة في اتصال هاتفي أن المدينة محاصرة بالكامل بالدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية، وأضاف أن قوات الاحتلال حفرت خنادق في محيط المدينة من أجل عزلها عن بقية المدن الفلسطينية في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية توغلت في المناطق الشمالية لمدينة جنين وأغلقت الطرق المؤدية لإحدى عشرة قرية في المناطق الغربية للمدينة، كما توغلت مسافة 1500 متر في المنطقة (أ) الجنوبية وطوقت محيط قريتي يعبد وعرابة.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي انسحب من جنين قبل ثلاثة أيام فقط فيما وصفته بالمرحلة الأخيرة من انسحابها من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في هجوم بري أعقب اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي في أكتوبر/ تشرين الأول.
ومن شبه المؤكد أن تعقد هذه الخطوة الإسرائيلية عمل مبعوث السلام الأميركي أنتوني زيني الذي يحث الجانبين على إنهاء عملية إراقة الدماء المستمرة منذ 14 شهرا.
وكان زيني قد أدان في وقت سابق عملية الخضيرة واتهم ناشطين فلسطينيين بمحاولة إفشال مهمته لإنهاء 14 شهرا من المواجهات الإسرائيلية الفلسطينية. لكن زيني وهو جنرال متقاعد بمشاة البحرية الأميركية قال إن عملية الخضيرة لن تحبط جهوده لتحقيق هدنة دائمة. ويقوم زيني بمهمة وساطة بدأها يوم الاثنين لحمل الفلسطينيين والإسرائيليين على عقد اتفاق لوقف إطلاق النار.
نجاة من محاولة اغتيال
في غضون ذلك كشف وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر عن تعرضه لمحاولة اغتيال أحبطها جهاز الأمن الداخلي الشين بيت.
وقال بن إليعازر للإذاعة الإسرائيلية "لم يكن أحد ليعتقد أنني في مأمن.. والشين بيت أحبط المحاولة" وأضاف "إنني لا أشعر بأدنى خوف".
وكان وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي قد اغتيل في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في أحد فنادق القدس الشرقية برصاص مسلحين فلسطينيين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ردا على اغتيال أمينها العام.
دعوة للتهدئة
وجاء تطويق جنين ونابلس في الوقت الذي وصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون إلى الولايات المتحدة استعدادا لإجراء محادثات مع الرئيس جورج بوش الذي انتقد عمليات التوغل التي قامت بها إسرائيل في المناطق الفلسطينية في الآونة الأخيرة.
وقد دعت الولايات المتحدة إلى الهدوء في الشرق الأوسط. وحث المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على بذل أقصى جهد لوقف الهجمات الفدائية. وقال باوتشر في لقاء صحفي "من الضروري أن تنتهي الآن أعمال الإرهاب والعنف. نعتقد في الوقت نفسه أن على كلا الجانبين أن يتصرفا على نحو يؤدي إلى استعادة الهدوء وتعزيز جهود مواجهة الإرهاب والعنف".
يذكر أن شارون الذي وصل إلى نيويورك أمس سوف يجري مباحثات في البيت الأبيض الاثنين. وستتركز مباحثات شارون والرئيس الأميركي جورج بوش على الجهود الأميركية الجديدة الرامية إلى إنهاء 14 شهرا من المواجهات في الأراضي المحتلة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه هي ثالث زيارة يقوم بها شارون إلى البيت الأبيض منذ انتخابه في فبراير/ شباط الماضي.