شهيدان فلسطينيان في اقتحام إسرائيلي لمدينة جنين
ـــــــــــــــــــــــ
تبادل لإطلاق النار بين الشرطة الفلسطينية وأنصار مسؤول في حركة الجهاد حاولت قوات الأمن اعتقاله
ـــــــــــــــــــــــ
قوات الاحتلال تتوغل في الخليل ودورا وتعتقل ثلاثة من عناصر حركة الجهاد الإسلامي
ـــــــــــــــــــــــ
الموفد الأميركي أنتوني زيني يجري محادثات مع مسؤولين سياسيين وأمنيين فلسطينيين بعد جولة ميدانية في قطاع غزة
ـــــــــــــــــــــــ
استشهد فلسطينيان, بينهما صبي في الثانية عشرة من العمر في جنين بالضفة الغربية عندما اقتحمت عشر دبابات إسرائيلية على الأقل أراضي الحكم الذاتي في المدينة التي ظلت محاصرة لعدة ساعات، ولا تزال قوات الاحتلال تحاصر مدينة نابلس في حين بدأ الموفد الأميركي أنتوني زيني مفاوضات مع المسؤولين الفلسطينيين في غزة.
وقال مراسل الجزيرة في فلسطين إن الشهيدين محمد شهلا (12 عاما) ورامي عصعوصي (19 عاما) قد سقطا أثناء مواجهات في مدينة جنين وأضاف أن قوات الاحتلال شرعت فور اقتحام المدينة في اعتقال نشطاء في حركتي الجهاد وفتح.
وأفاد شهود وعناصر في أجهزة الأمن الفلسطينية أن حوالي عشر دبابات إسرائيلية توغلت بعد ظهر اليوم في مدينة جنين في أراضي الحكم الذاتي الفلسطيني في شمال الضفة الغربية. ودخلت الدبابات من عدة اتجاهات, اثنتان من الجنوب وثلاث من الغرب وخمس من شمالي غربي المدينة.
وقالت المصادر نفسها إن الدبابات توغلت عدة كيلومترات داخل هذه المنطقة الخاضعة لإشراف السلطة الفلسطينية بالكامل, حيث بقيت في محيط المدينة.
من جهته قال مصدر عسكري إسرائيلي إن دبابات إسرائيلية توغلت فعلا في منطقة الحكم الذاتي في جنين في إطار إجراءات اتخذت لتعزيز الانتشار العسكري في محيط هذه المدينة "التي يتحدر منها عدد كبير من منفذي العمليات ضد الإسرائيليين".
وكان مسؤول إسرائيلي أعلن في وقت سابق "لقد عززنا انتشارنا حول جنين لسبب بسيط وهو أن ستة من الإسرائيليين السبعة الذين قتلوا خلال الأيام الأخيرة في هجمات نفذها انتحاريون قدموا من هذه المدينة". وأضاف أن الجيش شدد أيضا إغلاق ضواحي نابلس لكنه لم يدخل القطاع الخاضع للحكم الذاتي.
على صعيد آخر أفاد شهود عيان أن تبادلا لإطلاق نار جرى في غزة بين حوالي مائة من رجال الشرطة الفلسطينيين وأنصار محمد الهندي, أحد المسؤولين في حركة الجهاد الإسلامي الذي حاولت قوات الأمن الفلسطينية اعتقاله.
أوامر من إليعازر
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر أمر بهذه الإجراءات المشددة لأنه يعتبر المدينتين "وكرا للإرهاب".
وأجرى بن إليعازر ونائبته داليا رابين فيليزوف مساء الجمعة, إثر تدهور الوضع الأمني, محادثات مع الموفد الأميركي أنتوني زيني في لقاء لم يكن مقررا في برنامج الأخير. وقالت الإذاعة إن بن إليعازر أكد خلال اللقاء أن إسرائيل تشهد العديد من حالات الاستنفار تحسبا لعمليات هجومية محتملة وأن موجة العنف الفلسطينية المتواصلة تهدف إلى "نسف الوساطة الأميركية".
وذكرت الإذاعة من جهة أخرى استنادا إلى مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي أن أرييل شارون الذي يقوم حاليا بزيارة إلى الولايات المتحدة أمر بالرد على الهجمات الأخيرة التي تستهدف إسرائيل.
اعتقالات في صفوف الجهاد
من جهة أخرى أعلنت مصادر أمنية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي توغل صباح اليوم في مدينة الخليل وبلدة دورا المجاورة لها في جنوبي الضفة الغربية واعتقل ثلاثة فلسطينيين ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي.
وأوضحت المصادر أن قوة عسكرية دخلت أحد الأحياء الغربية لمدينة الخليل المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني ودهمت منازل فيها واعتقلت عمار الشويكي (26 عاما) ومناع الشويكي (24 عاما) و أسامة الشويكي (21 عاما) الناشطين في حركة الجهاد.
وفي ساعات الصباح أيضا دهمت قوة عسكرية تساندها مروحيات بلدة دورا جنوبي غربي الخليل والمشمولة أيضا بالحكم الذاتي وجابت أحياءها وأوقفت ثلاثة فلسطينيين يعملون في جهاز المخابرات وقوات الـ 17 قبل أن تطلق سراحهم لاحقا.
من جهتها اعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية أحد طلبة جامعة النجاح وهو ناشط في حركة الجهاد الإسلامي في مدينة نابلس.
وأوضحت مصادر طلابية أن رجال أمن فلسطينيين أوقفوا عمار زيود (24 عاما) الطالب في كلية الحقوق الليل الفائت في سكن الطلبة التابع للجامعة. وزيود من قرية سيلة الحارثية قرب جنين -التي يتحدر منها أيضا منفذ العملية الاستشهادية يوم الخميس الماضي قرب الخضيرة في شمالي إسرائيل التي أعلنت حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عنها-.
زيني في غزة
في هذه الأثناء بدأ المبعوث الأميركي الجنرال أنتوني زيني جولة ميدانية في قطاع غزة حيث وصل إلى معبر بيت حانون (إيريز) شمالي قطاع غزة وكان في استقباله وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث واللواء عبد الرازق المجايدة.
وفي برنامج المبعوث الأميركي اجتماعان الأول سياسي مع نبيل شعث في غزة والآخر مع مسؤولين أمنيين. وأوضحت المصادر أن الجنرال زيني سيلتقي في مقر المخابرات العامة اللواء أمين الهندي مدير المخابرات العامة الفلسطينية واللواء المجايدة مدير الأمن العام الفلسطيني بقطاع غزة ومحمد دحلان مدير جهاز الأمن الوقائي بقطاع غزة.
وسيقوم زيني في بداية الجولة بزيارة مقر الشرطة البحرية والمدرسة الأميركية في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. وكان هذان الموقعان قد تعرضا لقصف إسرائيلي كذلك تعرضت بلدة بيت لاهيا لعملية تدمير وقصف إسرائيلي.
على صعيد آخر نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن بنيامين بن إليعازر وزير الدفاع الإسرائيلي أن جهاز الأمن الداخلي الشين بيت أحبط محاولة اغتيال استهدفته قبل فترة. "كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي ولكن لم يكن أحد ليعتقد أنني سأكون في مأمن.. والشين بيت أحبط المحاولة". وأضاف "كوزير للدفاع, من الطبيعي أن أكون في الواجهة وأن أشكل هدفا مفضلا لـ(أصدقائنا) لكنني لا اشعر بأدنى خوف وأنا مؤمن بالقدر".
دعوة للتهدئة
وجاء التصعيد الإسرائيلي في الوقت الذي بدأ فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون زيارة إلى الولايات المتحدة حيث من المقرر أن يلتقي يوم الاثنين مع الرئيس الأميركي جورج بوش.
وقد دعت الولايات المتحدة إلى الهدوء في الشرق الأوسط. وحث المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على بذل أقصى جهد لوقف الهجمات الفدائية. وقال باوتشر في لقاء صحفي إن من الضروري أن تنتهي الآن ما أسماها أعمال الإرهاب والعنف. ودعا الجانبين أن يتصرفا على نحو يؤدي إلى استعادة الهدوء وتعزيز جهود مواجهة هذه الأعمال. وقال "ليس لنا دخل بالموافقة على رد انتقامي أو أي شيء من هذا القبيل.. ليس لنا دخل على الإطلاق".
وقال باوتشر إن من المحتمل أن يتخذ عرفات والسلطة الفلسطينية على الفور كل الإجراءات لملاحقة واعتقال أولئك المسؤولين" وأضاف أننا نتوقع رؤية جهود بنسبة 100% وأننا نتوقع رؤية نتائج تشير إلى أن تلك الجهود فعالة في الواقع.
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش أدان العملية الفدائية في الخضيرة. وقال البيت الأبيض أمس إن "الرئيس يتفهم الصعوبات والأسى في إسرائيل وإن الولايات المتحدة تدين هذا الاعتداء". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض آري فليشر إن "الرئيس يعتبر أن الحادث مثال آخر على أهمية التوصل إلى خفض العنف والمباشرة بعملية السلام, لأن العنف والموت أمران صعبان لجميع المعنيين في المنطقة".