تحالف الشمال يهدد بتجاهل رباني في مؤتمر بون
ـــــــــــــــــــــــ
الممثل الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي يتصل شخصيا بالرئيس برهان الدين رباني لكسر الجمود في المفاوضات
ـــــــــــــــــــــــ
الأمم المتحدة ترفض طلب تحالف الشمال بتأجيل المفاوضات مؤكدة أن الأمور يجب أن تحل في بون لا في كابل
ـــــــــــــــــــــــ
هدد رئيس وفد تحالف الشمال يونس قانوني بتجاهل الرئيس برهان الدين رباني في مؤتمر بون والتوصل إلى اتفاق مع الفصائل الأفغانية الأخرى بشأن تشكيل حكومة مؤقتة في أفغانستان. في غضون ذلك اتصل الممثل الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي شخصيا برباني سعيا لدفع المفاوضات التي بدأت تتعثر.
وقال قانوني في تصريحات صحفية إنه سيسعى لكسب مساندة شعبية لأي اتفاق يجري التوصل إليه إذا لم يقدم رباني الذي مازالت الأمم المتحدة تعترف به رئيسا لأفغانستان قائمة بالأسماء التي سيتم تعيينها في الحكومة المؤقتة, معتبرا المؤتمر فرصة ذهبية يجب أن تستغل.
وأضاف قانوني وهو أيضا وزير داخلية التحالف وجزء من الجيل الجديد من الساسة الأفغان الشباب أنه في حالة تأخر رباني بتقديم القائمة فإنه سيلجأ إلى خيار استطلاع رأي المواطنين دون أن يفسر كيفية القيام بذلك.
في غضون ذلك أعلن حسين أنوري أحد موفدي تحالف الشمال أن الممثل الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي اتصل هاتفيا برباني سعيا منه لكسر الجمود في المباحثات وإقناع رباني بالتخلي عن موقفه الداعي إلى عدم تشكيل حكومة مؤقتة إلا بعد عقد اجتماع موسع في كابل.
وأشار أنوري إلى وجود ضغوط تمارس على وفود الفصائل الأفغانية بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن الحكومة المؤقتة التي سيكون من واجبها تحقيق المصالحة الوطنية في أفغانستان التي تعاني من حروب دامت 23 عاما. وقد دخلت مفاوضات بون يومها الخامس اليوم السبت وهو نهاية المهلة المحددة لدى افتتاح المؤتمر للتوصل إلى اتفاق.
وقد بدا هذا الاتفاق وشيكا أمس لولا الانقسامات الداخلية التي حدثت في اللحظة الأخيرة في صفوف تحالف الشمال والرئيس برهان الدين رباني. وكان أعضاء في الوفود المشاركة قالوا إن وفد التحالف الشمالي الذي يقوده وزير الداخلية يونس قانوني قد اقترح قائمة أسماء لتعيين حكومة عريضة، لكن رباني أرجأ إعطاء موافقته.
الأمم المتحدة رفضت
وفي ما يتعلق بطلب وفد التحالف بالحصول على مهلة عشرة أيام للتشاور مع قادة التحالف في كابل بشأن لائحة أعضاء الحكومة الانتقالية، أوضحت مصادر أفغانية أن الأمم المتحدة والفصائل الأخرى رفضت الطلب. ووصف ممثل ملك أفغانستان السابق باتشا خان دزادران التحالف الشمالي بأنه العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق كامل، مشيرا إلى أن أعضاء التحالف طالبوا في أكثر من مرة بإعطائهم المزيد من الوقت لكن الفصائل الأخرى رفضت.
وأكد مسؤول مطلع في الأمم المتحدة رفض الكشف عن اسمه أن المنظمة الدولية رفضت أيضا طلب تأجيل المحادثات، مؤكدة أن الأمور يجب أن تحل في بون لا في كابل.
وقال موفد الجزيرة إلى بون إن الوفود وافقت على لوائح أسماء الوزراء والنواب للمرحلة الانتقالية وإن التحالف الشمالي فقط يضم أحزابا وجماعات لا تتفق دائما، مشيرا إلى أن هناك اجتماعا مصغرا لرؤساء الوفود لاجتياز هذه العقبة التي ظهرت مؤخرا. وأشار الموفد إلى أن هناك ورقة للأمم المتحدة وافق عليها وفد قبرص ووفد بيشاور المقرب من باكستان ووفد الملك وتبقى موافقة التحالف الشمالي الذي ينتظر موافقة رباني في كابل.
جماعة قبرص لا تعترض
من جهة أخرى قال محمد جمال شمس أحد أعضاء وفد أفغان قبرص المشارك في محادثات بون إن مجموعته لا تعترض على انضمام أي شخص في الحكومة الموسعة المقبلة في أفغانستان بمن في ذلك الملك السابق ظاهر شاه ما لم يكن ذلك الشخص خائنا.
وقال شمس لموفد الجزيرة إلى بون إن هدف مجموعته هو إيجاد مؤسسات تخدم الشعب الأفغاني سواء اشتركت مجموعة قبرص في الحكومة أم لا. وردا على سؤال بشأن الدعم الإيراني للجماعة نفى شمس أن تكون جماعة قبرص تعمل على أساس سياسة إيران وأنها فئة مستقلة تعمل ما بوسعها لمنعة الشعب الأفغاني, "وإيران تدعمنا على أساس أن نكون قادرين على الإيفاء بهذا العهد".
وقال موفد الجزيرة إلى بون إن خلافات اللحظة الأخيرة التي حصلت الليلة الماضية قبل التوصل إلى اتفاق هي التي تعرقل الآن المفاوضات وتجعل الشكوك تحوم بشأن إمكانية نجاحها. ولم يستبعد أن تتوصل الأطراف المجتمعة إلى تسوية أو قرار مجد في وقت لاحق اليوم, موضحا أن الخلافات السياسية تدور حول المسائل الأمنية في ظل الوضع الميداني في الأراضي الأفغانية.
انسحاب عضو بشتوني
وكان أحد أكبر زعماء قبيلة البشتون وهو حاجي عبد القدير قد انسحب من محادثات بون بشأن المستقبل السياسي في أفغانستان احتجاجا على ما رأى أنه تمثيل غير مناسب للبشتون في المفاوضات. وذكر ناطق باسم الوفد البشتوني أن عبد القدير أبلغ المؤتمر أن تمثيل البشتون لم يكن كافيا.
وكانت فصائل عرقية أخرى في المفاوضات مثل الهزارة والأوزبك عبرت عن عدم رضاها عن مستوى الحضور الممنوح لها في إطار التسوية المؤقتة مما ينذر بانفراط مبكر لعقد ما يسمى بالتحالف الشمالي الذي يضم تلك الفصائل إلى جانب الأقلية الطاجيكية التي بدت مهيمنة.