المحادثات الأفغانية في بون تدخل مرحلة حاسمة
ـــــــــــــــــــــــ
برهان الدين رباني يوافق على تقديم لائحة بأسماء المرشحين للحكومة المؤقتة عقب اتصال من الأخضر الإبراهيمي
ـــــــــــــــــــــــ
الأمم المتحدة ترفض طلبا لوفد التحالف الشمالي بإعطائه مهلة عشرة أيام للتشاور مع قادته في كابل
ـــــــــــــــــــــــ
ممثل للملك الأفغاني السابق يصف التحالف الشمالي
بأنه العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق
ـــــــــــــــــــــــ
دخلت محادثات بون بألمانيا بشأن تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة في أفغانستان اليوم مرحلة حاسمة، في وقت قال فيه أعضاء في الوفود المشاركة إن خلافا بين وفد التحالف الشمالي والرئيس برهان الدين رباني أدى إلى تعثر المحادثات.
فقد واصل ممثلو الفصائل الأفغانية الأربع محادثات مكثفة على أمل التوصل إلى اتفاق بحلول اليوم السبت، لكن الأمم المتحدة ودبلوماسيين قالوا إن إنه لم يتم تحقيق شيء بعد. وقال أحمد فوزي المتحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة إلى أفغانستان الأخضر الإبراهيمي "كل شيء ممكن في هذه اللحظة. الاجتماعات مستمرة بين الأطراف والأمم المتحدة ".
ويبدو أن مواقفة رباني أخيرا على تقديم قائمة بأسماء المرشحين للحكومة المؤقتة -حسبما قال عضو في وفد التحالف الشمالي- قبل فترة وجيزة من منتصف الليلة الماضية، قد سمح للمحادثات بالمضي قدما اليوم. وكان المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي قد حث رباني بالهاتف من بون على إصدار قائمة للمرشيحن المقترحين للزعامة في كابل.
وكان أعضاء في الوفود المشاركة قالوا إن وفد التحالف الشمالي الذي يقوده وزير الداخلية يونس قانوني قد اقترح قائمة أسماء لتعيين حكومة عريضة، لكن رباني أرجأ إعطاء موافقته. وقالت المصادر إن أعضاء في وفد التحالف يريدون حلا سريعا وقد يتجاوزون رباني بمناشدة قادة الأقاليم في أفغانستان مباشرة تقديم لوائح للإدارة المؤقتة التي يريد الوفد الموافقة عليها مع ثلاث مجموعات أفغانية في المنفى.
وأوضح أحد مستشاري التحالف الشمالي أن رباني والزعيم السياسي البشتوني عبد رب الرسول سياف يتثاقلان في موقفهما، فقد كان من المفترض أن يرسلا اللوائح لكنهما لم يفعلا. وأضاف أن غالبية الوفود تريد حلا سريعا وتقول إنها قد تتوجه إلى قادة الأقاليم الأفغانية مباشرة لتجهيز اللوائح إذا ما رفض رباني وسياف.
وبشأن طلب وفد التحالف بإعطائه مهلة عشرة أيام للتشاور مع قادة التحالف في كابل بشأن لائحة أعضاء الحكومة الانتقالية، أوضحت مصادر أفغانية أن الأمم المتحدة والفصائل الأخرى رفضت الطلب.
ووصف ممثل ملك أفغانستان السابق باتشا خان دزادران التحالف الشمالي بأنه العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق كامل، مشيرا إلى أن أعضاء التحالف طالبوا في أكثر من مرة بإعطائهم المزيد من الوقت لكن الفصائل الأخرى رفضت.
وأكد مسؤول مطلع في الأمم المتحدة رفض الكشف عن اسمه أن المنظمة الدولية رفضت أيضا طلب تأجيل المحادثات، مؤكدة أن الأمور يجب أن تحل في بون لا في كابل.
وقال موفد الجزيرة إلى بون إن الوفود وافقت على لوائح أسماء الوزراء والنواب للمرحلة الانتقالية وإن التحالف الشمالي فقط يضم أحزابا وجماعات لا تتفق دائما، مشيرا إلى أن هناك اجتماعا مصغرا لرؤساء الوفود لاجتياز هذه العقبة التي ظهرت مؤخرا. وأشار الموفد إلى أن هناك ورقة للأمم المتحدة وافق عليها وفد قبرص ووفد بيشاور المقرب من باكستان ووفد الملك وتبقى موافقة التحالف الشمالي الذي ينتظر موافقة رباني في كابل.
تفاؤل أممي
وكان متحدث باسم الأمم المتحدة أعلن أن الفصائل الأفغانية المجتمعة في بون قد تتوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن تشكيلة الحكومة الانتقالية في أفغانستان مساء أمس، على أن يتم إبرام هذا الاتفاق بحلول موعد أقصاه منتصف ليلة غد.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي في مؤتمره الصحفي اليومي "نأمل بالتوصل إلى اتفاق مبدئي خلال الاجتماع الذي سيعقد مساء اليوم (الجمعة) بحضور ثمانية ممثلين عن الوفود الأربعة المشاركة في المؤتمر".
وأوضح فوزي الذي بدا عليه الارتياح أن الأمم المتحدة تعمل على إبرام اتفاق بحلول اليوم، لكن هذا الاتفاق قد لا يكون جاهزا حتى ساعة متأخرة من مساء اليوم ذاته. وفي سياق ذلك قال وهو زعيم جماعة قبرص الأفغانية في المنفى والتي تدعمها إيران هومايون جرير للصحفيين في بون إن المباحثات التي ترعاها الأمم المتحدة في بون يمكن أن تتمخض عن التوصل إلى مسودة اتفاق بحلول يوم غد.
ووصف هومايون المناقشات التي جرت صباح الجمعة بشأن الحكومة الانتقالية واقتسام السلطة بأنها تحرز تقدما إيجابيا وأن نتائج ذلك ستعرف السبت. وقال جرير "يحدونا الأمل في أن نتوصل قريبا جدا إلى مسودة اتفاق". وكانت الأمم المتحدة قد حددت يوم غد السبت موعدا لانتهاء المباحثات في مؤتمر بون.
انسحاب عضو بشتوني
وقد ألقى انسحاب العضو البشتوني البارز في وفد التحالف الشمالي حاجي عبد القدير من مؤتمر بون بظلاله على المحادثات، لكن أحمد فوزي قال إن مغادرة قدير "لن تؤثر على تقدم المفاوضات" الجارية التي تتناول تشكيل إدارة تنفيذية ومجلس أعلى (برلمان) انتقاليين.
وجاء انسحاب حاجي عبد القدير حاكم ولاية ننجرهار شرقي أفغانستان والذي غادر أمس ليشير إلى مستوى الخلافات العميقة داخل وفد التحالف الشمالي. وقال مصدر دبلوماسي فضل عدم الكشف عن اسمه إن "خلافات كبيرة" ظهرت بين حاجي قدير والأعضاء الآخرين في وفده الذي يضم مزيجا من العرقيات والفصائل الأفغانية, مضيفا أن قدير "لم يكن مرتاحا جدا لتركيبة وفده الخاص". وأوضح أمان الله جيهون أحد أعضاء وفد التحالف أن عبد القدير اعتبر البشتون غير ممثلين بما فيه الكفاية في المؤتمر.
وأكد مسؤول في الاتحاد الأوروبي لم يكشف عن اسمه أن المفاوضات تواصلت طيلة الليلة الماضية, وأن كل وفد قدم لائحة بأسماء أعضاء السلطة الانتقالية. وأضاف أن التحالف الشمالي الذي يسيطر على كابل لم ينجح في الاتفاق على لائحة حتى صباح اليوم.
في هذا السياق قال موفد الجزيرة إلى بون إن انسحاب حاجي عبد القدير قد يلقي بظلاله على المحادثات, وإنه سيثير مشكلتين الأولى هي أن البشتون ليسوا ممثلين بشكل جيد في المباحثات, والثانية أن التحالف الشمالي ليس بالضرورة على خط واحد.