استبعاد متوقع لرباني وظاهر شاه من رئاسة الحكومة الانتقالية
ـــــــــــــــــــــــ
الوفود المشاركة في محادثات بون تتفق مبدئيا على تشكيل حكومة انتقالية مصغرة ومؤقتة تقتسم فيها الفصائل الأفغانية السلطة
ـــــــــــــــــــــــ
تحالف الشمال لايستبعد فكرة نشر قوة دولية متعددة الجنسيات للسلام ولحراسة المباني وضمان أمن أعضاء السلطة الانتقالية
ـــــــــــــــــــــــ
أعلنت مصادر دبلوماسية غربية في بون أن الرئيس برهان الدين رباني وملك أفغانستان السابق محمد ظاهر شاه لن يرأسا الحكومة المؤقتة المقبلة في كابل. كما استبعدت الأمم المتحدة التوصل إلى اتفاق في بون قبل الأحد وذلك بسبب الخلافات بشأن أعضاء الحكومة الجديدة.
فقد أكد مصدر مطلع في الاتحاد الأوروبي أنه يبدو أن الاتفاق الوشيك على تشكيل حكومة انتقالية في أفغانستان لايشمل رئاسة رباني أو ظاهر شاه لهذه الحكومة. وأضاف الدبلوماسي الأوروبي في تصريحات لرويترز أن الوفود المشاركة في محادثات الفصائل اعتبرت رئاسة ظاهر شاه للحكومة المؤقتة الجديدة خيارا غير عملي. وأضاف المصدر أن اختيار رباني قد يثير انقسامات داخل الحكومة المقترحة.
وكان وفد تحالف الشمال في بون وقيادته في كابل قد وافقوا على تشكيل حكومة مصغرة تقتسم فيها الفصائل الأفغانية السلطة. وأعلن تحالف الشمال أن الرئيس برهان الدين رباني لن يتولي رئاسة الحكومة الجديدة. وقالت عضو في وفد تحالف الشمال إلى مؤتمر بون إن التحالف وزعماءه في كابل وافقوا على حكومة مصغرة مؤقتة تتقاسم فيها الفصائل الأفغانية السلطة إلا أنه لم يجر اختيار أسماء المشاركين بعد.
وأكدت أمينة أفضلي مبعوثة التحالف أنه تم تغيير الاقتراح المتعلق بتشكيل مجلس كبير إلى مجلس أصغر يضم 20 عضوا. وأضافت أن الأمم المتحدة وافقت على الاتفاق الجديد وتجري حاليا المناقشات بشأن أسماء الأعضاء. وأوضحت أفضلي أن حق اختيار أعضاء الحكومة المصغرة الجديدة سيكون للوفود المشاركة في المحادثات في بون وزعماء التحالف بكابل في إشارة إلى الرئيس برهان الدين رباني الذي كان يعطل الموافقة على قوائم بأسماء المرشحين للحكومة. وكانت المحادثات الجارية في بون تناقش أساسا تشكيل برلمان أو مجلس مؤقت يضم نحو 150 عضوا وحكومة مؤقتة إلا أن خلافات ظهرت أمس بين مبعوثي التحالف الشمالي في بون وزعيمهم في كابل.
تصريحات عبد الله
وفي تطور آخر أعلن وزير خارجية تحالف الشمال عبد الله عبد الله أن الرئيس برهان الدين رباني لن يتولى رئاسة الحكومة المؤقتة الجديدة. وأوضح عبد الله عبد الله في مؤتمر صحفي أن رئيس الحكومة الجديدة لن يكون بالضرورة فردا من الجبهة الموحدة المعارضة (تحالف الشمال).
وقال إن تحالف الشمال لايستبعد فكرة نشر قوة دولية متعددة الجنسيات للسلام في أفغانستان. واعتبر أنه من الممكن الاستعانة ببضع مئات من الجنود التابعين لقوة دولية لحراسة المباني وضمان أمن أعضاء السلطة الانتقالية. ولكنه أضاف أن قرار طلب قوة دولية لا يمكن أن يصدر إلا عن السلطة الانتقالية نفسها.
موافقة رباني
من جهته قال الرئيس الأفغاني برهان الدين رباني للأمم المتحدة إنه مستعد للقبول بمجلس إدارة انتقالي يضم حوالي 25 عضوا بينهم الملك الأفغاني محمد ظاهر شاه.
وقال رباني إنه عرض هذه الاقتراحات على مبعوث الأمم المتحدة الخاص لأفغانستان الأخضر الإبراهيمي وإنه طلب منه أن يعرضها بدوره على مؤتمر الفصائل الأفغانية المنعقد في بون.
وأعلن رباني في تصريحات للصحفيين في كابل أنه من الأفضل أن يكون هناك مجلس إدارة انتقالي لمدة أربعة أشهر. وأضاف أن المجلس يمكن أن يضم ما بين 12 إلى 25 شخصية ويمكن للملك السابق أن يكون عضوا فيه.
ضغوط دولية
وكانت المجموعة الدولية قد مارست ضغوطا مكثفة اليوم للتوصل إلى اتفاق في بون بين الفصائل الأفغانية. وحثت الأمم المتحدة الأفغان على تجاوز مصالحهم الشخصية خلال المفاوضات.
وقال أحمد فوزي الناطق باسم الممثل الخاص للأمم المتحدة لأفغانستان الأخضر الإبراهيمي إنه من المستبعد التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الحكومة الجديدة قبل الأحد على أقل تقدير. وأوضح فوزي أنه تم تأجيل جلسة عمل تضم الوفود الأفغانية الأربعة إلى مساء السبت لأن المندوبين كانوا في حاجة إلى المزيد من الوقت للتشاور.
وأضاف أحمد فوزي في تصريح خاص لمراسل الجزيرة أن المشكلة الرئيسية تتعلق الآن بتحديد أسماء أعضاء الحكومة الجديدة. وأضاف أن الخلافات بشأن قائمة الأسماء المقترحة لاتقتصر فقط على تحالف الشمال بل تطورت إلى خلافات بين الوفود الأربعة. وقال إن "كل وفد يرفض قائمة أسماء الوفد الآخر".
واعترف أحمد فوزي بأن الجهود الحالية تركز على تشكيل حكومة انتقالية مصغرة بعد استبعاد تشكيل حكومة موسعة وبرلمان.
القوات الأميركية
وفي سياق متصل طلب رئيس وفد تحالف الشمال في مؤتمر بون يونس قانوني من الولايات المتحدة الانسحاب من أفغانستان بعد القضاء على ما أسماه بالإرهاب. وقال قانوني في تصريحات لمجلة فوكس الألمانية "عندما يتم القضاء على الإرهاب في أفغانستان أظن أنه على الولايات المتحدة أن تشن حربها في مكان آخر".
وأضاف أنه منذ استيلاء تحالف الشمال على كابل لم تقع أعمال عنف. واعتبر قانوني أن انتشار قوات أجنبية في أفغانستان لن يحل المشاكل بل سيخلف مشاكل جديدة.