اتفاق في مؤتمر بون على تشكيل حكومة أفغانية مصغرة
ـــــــــــــــــــــــ
وفد تحالف الشمال في بون وزعماؤه في كابل يوافقون على تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة تقتسم فيها الفصائل الأفغانية السلطة
ـــــــــــــــــــــــ
وفود الفصائل الأفغانية تتفاوض لتحديد أسماء أعضاء الحكومة المقترحة التي من المتوقع أن تضم حوالي خمسة وعشرين شخصا فقط
ـــــــــــــــــــــــ
يونس قانوني يطالب الولايات المتحدة بالانسحاب من أفغانستان بعد القضاء على ما أسماه بالإرهاب
ـــــــــــــــــــــــ
وافق وفد تحالف الشمال في بون وقيادته في كابل على تشكيل حكومة مصغرة تقتسم فيها الفصائل الأفغانية السلطة. وأعلن تحالف الشمال أن الرئيس برهان الدين رباني لن يتولي رئاسة الحكومة الجديدة. في هذه الأثناء أعلن رباني استعداده لقبول إدارة انتقالية في أفغانستان بمشاركة الملك السابق محمد ظاهر شاه.
وقالت عضو في وفد تحالف الشمال إلى مؤتمر بون أن التحالف وزعماءه في كابل وافقوا على حكومة مصغرة مؤقتة تقتسم فيها الفصائل الأفغانية السلطة إلا أنه لم يجر اختيار أسماء المشاركين بعد.
وأكدت أمينة أفضلي مبعوثة التحالف أنه تم تغيير الاقتراح المتعلق بتشكيل مجلس كبير إلى مجلس أصغر يضم 20 عضوا. وأضافت أن الأمم المتحدة وافقت على الاتفاق الجديد وتجري حاليا المناقشات بشأن أسماء الأعضاء.
وأوضحت أفضلي أن حق اختيار أعضاء الحكومة المصغرة الجديدة سيكون للوفود المشاركة في المحادثات في بون وزعماء التحالف بكابل في إشارة إلى الرئيس برهان الدين رباني الذي كان يعطل الموافقة على قوائم بأسماء المرشحين للحكومة.
وتؤكد تصريحات أمينة أفضلي تصريحات رئيس وفد شورى بيشاور سيد أحمد جيلاني أن المبعوثين يفكرون في سبل تغيير الاتفاق لتفادي ضرورة وضع قوائم بالمرشحين وحتى يكون عدد أعضاء البرلمان المؤقت أصغر من العدد الذي جرت مناقشته قبل ذلك ويتراوح بين 150 و200 عضو.
وأضاف سيد جيلاني أن المحادثات تتقدم بالرغم من الاختلافات التي ظهرت بين أعضاء التحالف الشمالي حول الأسماء التي يجب ترشيحها للإدارة الجديدة. وأوضح أنه إذا لم يتفق التحالف الشمالي على قائمة المرشحين فإن الوفود ستضع قوائمها الخاصة التي ستتضمن شخصيات بارزة والتي لا يمكن أن يرفضها أحد ولن تكون بحاجة إلى موافقة كابول.
وكانت المحادثات الجارية في بون تناقش أساسا تشكيل برلمان أو مجلس مؤقت يضم نحو 150 عضوا وحكومة مؤقتة إلا أن خلافات ظهرت أمس بين مبعوثي التحالف الشمالي في بون وزعيمهم في كابل.
وفي تطور آخر أعلن وزير خارجة تحالف الشمال عبد الله عبد الله أن الرئيس برهان الدين رباني لن يتولى رئاسة الحكومة المؤقتة الجديدة.
موافقة رباني
من جهته قال الرئيس الأفغاني برهان الدين رباني للأمم المتحدة أنه مستعد للقبول بمجلس إدارة انتقالي يضم حوالي 25 عضوا بينهم الملك الأفغاني محمد ظاهر شاه.
وقال رباني إنه عرض هذه الاقتراحات على مبعوث الأمم المتحدة الخاص لأفغانستان الأخضر الإبراهيمي وأنه طلب منه ـ أن يعرضها بدوره على مؤتمر الفصائل الأفغانية المنعقد في بون.
وأعلن رباني في تصريحات للصحفيين في كابل أنه من الأفضل أن يكون هناك مجلس إدارة انتقالي لمدة أربعة اشهر. وأضاف أن المجلس يمكن أن يضم ما بين 12 إلى 25 شخصية ويمكن للملك السابق أن يكون عضوا فيه.
ضغوط دولية
وفي السياق ذاته أفاد مصدر دبلوماسي في مؤتمر بون أن وزير الخارجية
الألماني يوشكا فيشر طلب هاتفيا أمس من نظيره الروسي إيغور إيفانوف التدخل لدى زعيم تحالف الشمال برهان الدين رباني الذي يعرقل من كابل المفاوضات الجارية في بون بين الفصائل الأفغانية.
وأعلن حسين أنوري أحد موفدي تحالف الشمال أن الممثل الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي اتصل هاتفيا برباني سعيا منه لكسر الجمود في المباحثات وإقناع رباني بالتخلي عن موقفه الداعي إلى عدم تشكيل حكومة مؤقتة إلا بعد عقد اجتماع موسع في كابل.
وأشار أنوري إلى وجود ضغوط تمارس على وفود الفصائل الأفغانية بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن الحكومة المؤقتة التي سيكون من واجبها تحقيق المصالحة الوطنية في أفغانستان التي تعاني من حروب دامت 23 عاما. وقد دخلت مفاوضات بون يومها الخامس اليوم السبت وهو نهاية المهلة المحددة لدى افتتاح المؤتمر للتوصل إلى اتفاق.
وقد بدا هذا الاتفاق وشيكا أمس لولا الانقسامات الداخلية التي حدثت في اللحظة الأخيرة في صفوف تحالف الشمال والرئيس برهان الدين رباني. وكان أعضاء في الوفود المشاركة قالوا إن وفد التحالف الشمالي الذي يقوده وزير الداخلية يونس قانوني قد اقترح قائمة أسماء لتعيين حكومة عريضة، لكن رباني أرجأ إعطاء موافقته.
وفد شورى قبرص
من جهة أخرى قال محمد جمال شمس أحد أعضاء وفد شورى قبرص المشارك في محادثات بون إن مجموعته لا تعترض على انضمام أي شخص في الحكومة الموسعة المقبلة في أفغانستان بمن في ذلك الملك السابق ظاهر شاه ما لم يكن ذلك الشخص خائنا.
وقال شمس لموفد الجزيرة إلى بون إن هدف مجموعته هو إيجاد مؤسسات تخدم الشعب الأفغاني سواء اشتركت مجموعة قبرص في الحكومة أم لا. وردا على سؤال بشأن الدعم الإيراني للجماعة نفى شمس أن تكون جماعة قبرص تعمل على أساس سياسة إيران وأنها فئة مستقلة تعمل ما بوسعها لمنعة الشعب الأفغاني, "وإيران تدعمنا على أساس أن نكون قادرين على الإيفاء بهذا العهد".
القوات الأميركية
وفي سياق متصل طلب رئيس وفد تحالف الشمال في مؤتمر بون يونس قانوني من الولايات المتحدة الانسحاب من أفغانستان بعد القضاء على ما أسماه بالإرهاب. وقال قانوني في تصريحات لمجلة فوكس الألمانية "عندما يتم القضاء على الإرهاب في أفغانستان أظن أنه على الولايات المتحدة شن حربها في مكان آخر".
وأضاف أنه منذ استيلاء تحالف الشمال على كابل لم تقع أعمال عنف. واعتبر قانوني أن انتشار قوات أجنبية في أفغانستان لن يحل المشاكل بل سيخلف مشاكل جديدة.