طالبان تنصب الصواريخ في الجبال استعدادا للحرب
ـــــــــــــــــــــــ
بلير مخاطبا حركة طالبان: سلموا الإرهابيين أو تخلوا عن السلطة, فالخيار لكم لأن أي عملية عسكرية ستكون محددة الأهداف ومتناسقة
ـــــــــــــــــــــــ
وزارة الخارجية الباكستانية تؤكد أنها لم تحصل بعد على دليل مباشر يربط بين بن لادن والهجمات على الولايات المتحدة
ـــــــــــــــــــــــ
حلف الناتو يستعد للمشاركة العسكرية بعد إعلانه الحصول على أدلة حاسمة بتورط بن لادن في الهجمات الأخيرة
ـــــــــــــــــــــــ
نشرت حركة طالبان أسلحة ثقيلة في المناطق الجبلية خارج المدن الرئيسية استعدادا لضربة أميركية تشير كل الدلائل إلى قرب موعدها. تزامن ذلك مع مظاهرات عارمة في قندهار وكويتا تندد بالولايات المتحدة. في غضون ذلك أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أن بلاده ستقوم بعمل في أفغانستان دون أن يحدد موعدا لذلك.
وقال مراسل الجزيرة في كابل إن الحركة نصبت الصواريخ في المرتفعات ووزعت أسلحة على المواطنين الأفغان. وأضاف أن الأسلحة التي تملكها الحركة بالية تعود للحقبة السوفياتية إلا أن هناك إصرارا على مواجهة الولايات المتحدة بها. وأكد المراسل أن هناك حملة واسعة للاستنفار في أفغانستان تقودها طالبان عبر الخطب لرفع الروح المعنوية للمقاتلين.
وقد توعدت حركة طالبان أمس بشن حرب عصابات من الجبال في حالة التدخل الأميركي المزمع في أفغانستان.
على الصعيد نفسه تظاهر آلاف الأفغان في قندهار معقل طالبان في جنوب أفغانستان ضد الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه الذي أصبح في صلب الجهود المبذولة من أجل إقامة حكومة جديدة في كابل.
وتعتبر هذه التظاهرة هي الأولى التي تجري في قندهار, التي يقيم بها زعيم طالبان الملا محمد عمر. وردد المتظاهرون هتافات معادية للملك السابق البالغ السادسة والثمانين ويعيش منفيا في روما منذ الإطاحة به في 1973.
كما خرجت مظاهرة في مدينة كويتا الباكستانية الحدودية تندد بالولايات المتحدة وحرق المتظاهرون صورا للرئيس الأميركي وأعلاما للولايات المتحدة وأعلنوا الدعم لحركة طالبان وأسامة بن لادن.
باكستان تنتظر الدليل
من جانبها قالت وزارة الخارجية الباكستانية عقب اجتماع بين السفيرة الأميركية والرئيس الباكستاني إن إسلام آباد لم تحصل بعد على دليل مباشر يربط بين أسامة بن لادن والهجمات الأخيرة على الولايات المتحدة.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية رياض محمد خان في مؤتمر صحفي أن السفيرة وندي تشامبرلين بحثت مع الرئيس برويز مشرف وضع التحقيقات. وأضاف "السفيرة الأميركية اجتمعت مع الرئيس اليوم وأطلعته على وضع التحقيقات" مشيرا إلى أن باكستان لاتزال في انتظار دليل مفصل فيما يتعلق بالمسؤولين عن الهجمات على نيويورك وواشنطن وصلتهم بتنظيم القاعدة وأسامة بن لادن.
وتعتبر الولايات المتحدة أن بن لادن الذي يقيم ضيفا على حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان المشتبه فيه الأول في الهجمات وتوعدت بملاحقته ومعاقبة من يحمونه.
وتأتي هذه التصريحات في سياق مؤشرات تدل على اقتراب موعد القيام بعمل عسكري إذ اعتبر الرئيس الباكستاني برويز مشرف في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أمس أن أيام نظام حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان "تبدو معدودة" وأن باكستان أعادت تقييم سياستها حيال جارتها أفغانستان.
وقال مشرف "يبدو أن الولايات المتحدة ستقوم بعمل في أفغانستان, ولقد أبلغنا طالبان بذلك وهذا هو السبب الذي جعلنا نتدخل لديهم لدفعهم إلى إبداء بعض الاعتدال ولإمكانية تفادي مثل هذا العمل العسكري".
وقال مراسل الجزيرة في باكستان إن إسلام أباد بدأت تدرك أن الضربة العسكرية الأميركية على طالبان باتت وشيكة بعد زيارة مسؤول أميركي مؤخرا لباكستان في هذا الخصوص.
تصريحات بوش
وفي واشنطن قال الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم للصحفيين إن الولايات المتحدة ستتحرك في أفغانستان "في الوقت الذي يناسبها".
وأضاف بوش أنه "على طالبان تسليم بن لادن والقاعدة وتدمير معسكرات الإرهابيين وإلا فسيكون هناك عواقب" مؤكدا "سنتحرك في الوقت الذي يناسبنا" مشيرا إلى أنه "لا توجد مفاوضات أو استحقاقات".
تأتي هذه التصريحات في خضم معلومات تفيد بأن واشنطن أصبحت على أهبة الاستعداد للقيام بالعمل العسكري المتوقع على أفغانستان منذ الهجمات على نيويورك وواشنطن.
وكان بوش قد أعلن أن الولايات المتحدة أحرزت تقدما في حملتها على ما تسميه بالإرهاب بفضل تضافر الجهود الدولية مشيرا إلى حملة اعتقالات في أكثر من 25 دولة في العالم.
على الصعيد نفسه قال وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد إنه غير جازم بأن تؤدي ضغوط تحالف الشمال إلى إسقاط حركة طالبان الحاكمة في كابل. وأضاف رامسفيلد أن تكوين جبهة داخلية مناهضة لطالبان يبدو عملا فعالا مشيرا إلى أن فكرة تشكيل ائتلاف يقوده الملك السابق تبدو جيدة.
من جانبه هدد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حركة طالبان بشن هجوم واسع النطاق إذا لم تسلم أسامة بن لادن وذلك أثناء خطاب ألقاه في المؤتمر السنوي لحزب العمال في برايتون جنوبي بريطانيا.
وقال بلير موجها كلامه إلى حركة طالبان "سلموا الإرهابيين أو تخلوا عن السلطة, فالخيار لكم", موضحا أن أي عملية عسكرية ستكون "محددة الأهداف ومتناسبة".
وأضافت مصادر في مقر رئاسة الوزراء بلندن أن أي عمل عسكري سيتناسب مع الأهداف المقصودة تفاديا لسقوط ضحايا مدنيين قدر الإمكان، ولكنها أشارت بوضوح إلى أن الحملة القادمة ستكون واسعة النطاق.
حلف الناتو
على صعيد آخر أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون أن الحلف أقر رسميا تفعيل بند الدفاع المشترك في معاهدة تأسيس الحلف. وأشار روبرتسون إلى أن الولايات المتحدة قدمت إلى الحلف الأدلة التي تثبت تورط بن لادن في الهجمات التي ضربت واشنطن ونيويورك.
وينص هذا البند على اعتبار أي هجوم على دولة عضو في الناتو هجوما على الدول الأعضاء. ويمهد تفعيل هذه المادة الطريق أمام مشاركة قوات الأطلسي رسميا في أي هجوم على أفغانستان.
وفي السياق ذاته أعلن وزير الخارجية الجورجي إيراكلي يناغارشفيلي أن بلاده وافقت على فتح مجالها الجوي أمام المقاتلات الأميركية وحلفائها إذا حدث تدخل عسكري ضد أفغانستان.
وكانت واشنطن قد واصلت حشد قواتها ونشرت حاملة طائرات أخرى في إطار الحشد العسكري المتزايد لحربها على ما تسميه الإرهاب. فقد انطلقت حاملة الطائرات كيتي هوك من ميناء قرب طوكيو لدعم الرد العسكري المرتقب.
وتحركت القاذفات الثقيلة من طراز (بي 52) و(بي 1) وسفن حربية أخرى وقوات خاصة إلى مناطق بالخليج وآسيا الوسطى والمحيط الهندي لتكون بالقرب من أفغانستان. وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية إنهم بصدد إرسال مزيد من طائرات التجسس التي تعمل دون طيار إلى منطقة قريبة من أفغانستان في محاولة للحصول على مزيد من المعلومات بشأن مكان اختفاء بن لادن.